أخر هذه التحركات كان نهاية نوفمبر الماضي، قبل نحو أسبوعين، حيث صدر تقرير رسمي عن البرلمان الأوروبي، تحت عنوان “شبكات الإخوان في أوروبا”، تناول بشكل مفصل خريطة التغلغل الإخوان في 10 دول أوروبية، وقسم محاور التركيز على عدة أفكار تمثل المرجعية الإرهابية لدى التنظيم، هي مشروع التمكين الإخواني والاختلافات العقائدية ومفهوم الوطنية لدى التنظيم والتمويلات.
اتهامات بتمويل الإرهاب ونشر التطرف
واتهم التقرير، الذي يصدر بشكل رسمي للمرة الأولى من جانب البرلمان الأوروبي، بشكل واضح جماعة الإخوان المصنفة إرهابية بتشكيل لوبيات عدائية ضد الدول ونشر الفكر المتطرف واستغلال القوانين والتشريعات لصناعة اقتصاديات ضخمة بغرض تقديم منابع تمويل للتنظيم.
وأوضحت النائبة اليمينية فرجيني غورون، وهي إحدى المشاركات في صياغة التقرير، أن الأمر يتعلق بـ”دراسة موجهة إلى المسؤولين السياسيين، تتضمن وقائع وشهادات ووثائق وأسماء وأرقاماً، من أجل أخذ فكرة عن طبيعة مشروع يتحقق أمام أعيننا، عنوانه “أسلمة أوروبا”.
وأضافت غورون، عضو لجنة الميزانية العامة لأوروبا، أن جماعة الإخوان تستخدم سياسة الاغتيالات لترهيب الشعوب، ولذا لا بد من لعب دور كبير في توضيح حقيقة الإخوان وإرهابهم للبرلمانيين الأوروبيين.
وأوضحت في لقاء تلفزيوني، أن جماعة الإخوان منتشرة في أوروبا وتتلقى تبرعات كثيرة، مشيرة إلى أن هناك من يدعو للتبرع إلى المدارس التابعة للإخوان في أوروبا، وهناك الكثير يعانون بسبب إرهاب الإخوان.
وفي 27 أكتوبر الماضي، وجه 31 نائبا أوروبيا، أسئلة عدة إلى مفوضية التكتل حول علاقة المؤسسات الأوروبية بتنظيم الإخوان الإرهابي، وتضمنت مذكرة النواب داخل البرلمان الأوروبي إلى المفوضية، أسئلة كثيرة بشأن أنشطة تنظيم الإخوان وعلاقته بمؤسسات التكتل الأوروبي.
خطر قائم ومواجهة مستمرة
من جانبه، يقول رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات جاسم محمد إن دول الاتحاد الأوربي لن تسمح بمزيد من الإرهاب عبر تواجد وتنامي التنظيمات المتطرفة على أراضيها، وكذلك لن تسمح بوجود كيانات ممثلة أو داعمة للتيارات المتشددة، لكنه يشير في الوقت ذاته إلى إشكالية واجهها الأوروبيون في التعامل مع هذا الملف على مدار السنوات الماضية، وهو أن جماعة الإخوان لم توضع حتى اليوم على قوائم التنظيمات المتطرفة مثل داعش والقاعدة، وإن كانت أجهزة الاستخبارات تصنفها بأنها أكثر خطورة من تلك التنظيمات، لكن الحكومات الأوروبية، لاتزال ترصد وتتابع هذا الملف عن كثب لحين اتخاذ القرار.
وحول تأخر الخطوة رغم التقارير الأمنية والاستخباراتية التي تشير لتورط الإخوان في العنف، يقول محمد لـ”سكاي نيوز عربية” إن الإشكالية التي تواجه أجهزة الاستخبارات وكذلك الحكومات في تصنيف الجماعة كتنظيم إرهابي، هو أنها لا تعمل تحت كيان يحمل اسم الإخوان، لكنها تندرج تحت مؤسسات عدة تعمل تحت مظلة القانون، لذلك فإن التحدي الذي يواجه الحكومات هو إثبات العلاقة بين الجماعة وتلك المؤسسات، وفي هذه الحالة يتم حظر المؤسسة على الفور.
خريطة منظمات الإخوان في أوروبا
وترسم دراسة صادرة عن المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، خريطة للمنظمات الإخوانية داخل الدول الأوروبية.
ووفق الدراسة، فإن جماعة الإخوان تمتلك 60 منظمة داخل بريطانيا، من بينها منظمات خيرية ومؤسسات فكرية، بل وقنوات تلفزيونية، ولا تزال الجماعة تفتتح مقرات لها في بريطانيا كافتتاح مكتب الجماعة في حي كريكلوود شمالي لندن.
ومن أبرز هذه المنظمات، الرابطة الإسلامية في بريطانيا التي أسسها كمال الهلباوي عام 1997، وترأستها رغد التكريتي ذات الأصول العراقية.
وتضم القائمة، المجلس الإسلامي البريطاني الذي أكدت تقارير حكومية في البلد الأوروبي أن له صلات غير معلنة بجماعة الإخوان، ويعد أكبر منظمة إسلامية في المملكة المتحدة.
وفي النمسا تعد الهيئة الدينية الإسلامية من أبرز المنظمات التي تعمل تحت غطاء إسلامي، ويعد أنس الشقفة أحد أبرز قياديها وانتخب رئيسا لـ الهيئة الدينية الإسلامية الجهوية في فيينا.
وتتألف الهيئة من 4 هيئات هي الهيئة الدينية الإسلامية الجهوية في فيينا وتخدم مقاطعات فيينا والنمسا المنخفضة وبورغنلاند والهيئة الدينية الإسلامية الجهوية في لينز والهيئة الدينية الإسلامية الجهوية في بريغنتنر والهيئة الدينية الإسلامية الجهوية في غراتس تخدم مقاطعات وشتايرمارك و كيرنتنو.
كما تعتمد جماعة الإخوان على بعض الأكاديميات التعليمية والتدريبية للنفوذ من خلالها منها أكاديميّة التربية الدينية الإسلامية، التي ترتبط الأكاديميّة بالعديد من الرّوابط مع تنظيم الإخوان، ومن أبرز القيادات أمينة الزّيّات التي تولت منصب مدير أكاديميّة التربية الدينية الإسلامية.
ووفق الدراسة، فإن أبرز المراكز والجمعيات التي تنشط داخل ألمانيا، والتي لها صلة بتنظيم الإخوان، هو التجمع الإسلامي في ألمانيا الذي أسسه سعيد رمضان 1958 وترأسه سمير الفالح خلفا لإبراهيم الزيات، ويقع مقره في المركز الإسلامي في ميونيخ، والتجمع عضو في المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا.
ومنظمة “رؤيا” تضم أكبر عدد من قيادات الإخوان، فيما وصل عدد الأعضاء إلى 40 ألفا، وتعتبر أكبر منظمة إخوانية متواجدة في ألمانيا.
وثمة منظمات أخرى كثيرة من بينها؛ منظمة المرأة المسلمة في ألمانيا، وتترأسها القيادية الإخوانية رشيدة النقزي، والمجلس الإسلامي في برلين الذي يضم خضر عبد المعطى أهم قيادات تنظيم الإخوان الدولي، والمركز الإسلامي في ميونيخ وهو التنظيم المركزي لجماعة الإخوان في ألمانيا.