وحرص الرؤساء الأميركيون السابقون، باراك أوباما وجورج بوش الابن وبيل كلينتون، على الحضور إلى حفل التنصيب في واشنطن، لكن ترامب غادر البيت الأبيض مباشرة متجها إلى إقامته الفخمة في ولاية فلوريدا.

ولم يحضر الرئيس السابق، جيمي كارتر، إلى حفل التنصيب، لأنه حد بشكل كبير من أنشطته في الخارج، من جراء تفشي كورونا، لاسيما أنه متقدم في العمر ويبلغ 96 سنة.

وكتب موقع “يو إس إي توداي”، أن ترامب يبدو رافضا للالتحاق بنادي الرؤساء السابقين، لاسيما أنه يعتبر نفسه فائزا بالانتخابات الرئاسية التي جرت في نوفمبر الماضي، ويتهم الديمقراطيين بـ”سرقة النصر”.

واعتاد الرؤساء السابقون في الولايات المتحدة أن يشاركوا معا في أنشطة خيرية أو لقاءات، وغالبا ما يحضرون إلى حفلات تنصيب الرئيس الأميركي الجديد عندما يتولى منصبه.

ويحافظ الرؤساء الأميركيون السابقون على ما يوصف باللباقة، فلا ينتقدون الرئيس الذي يأتي بعدهم في المنصب، ويحرصون على وقار الصمت حتى لا يتحولوا إلى مثار جدل يشوش على المسؤولين الذين يتولون السلطة من بعدهم.

وتحوم الشكوك حول ترامب، لأن يلتزم على الأرجح بهذه القيود، لاسيما أن علاقته متوترة مع أغلب الرؤساء السابقين الأحياء في الولايات المتحدة.

وينتقد ترامب الرئيس الديمقراطي، باراك أوباما، بشدة ويصف سياساته بالكارثية، أما الديمقراطي، بيل كلينتون، فهو زوج منافسته اللدودة، هيلاري كلينتون التي خاضت معه سباق الانتخابات الرئاسية في 2016.

وحتى جورج بوش الابن الجمهوري لا تربطه علاقة ودية بترامب، إذ بادر مؤخرا إلى إدانة اقتحام الكونغرس، من أجل عرقلة التصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية.

ولم تكن والدة جورج بوش الابن، بابرا بوش، تتوانى عن انتقاد دونالد ترامب، بسبب مواقفه وخطابه السياسي في الولايات المتحدة، وذهبت إلى حد القول بأنه تسبب لها بأزمة قلبية.

وفي يوم تنصيب بايدن، قام الرؤساء السابقون أوباما وكلينتون وبوش الابن بتسجيل مقطع فيديو يحثون فيه الأميركيين على أخذ اللقاح المضاد لفيروس كورونا.

وتقول جيفري إينجل، وهي أكاديمية مختصة في تاريخ الرئاسة الأميركي، إن ترامب ليس مناسبا لنادي الرؤساء السابقين، نظرا إلى طبيعته المختلفة والمزاجية.

وأضافت أن الرؤساء السابقين يحترمون في العادة من سبقوهم إلى المنصب، فبيل كلينتون ورونالد ريغان، مثلا، كانا يحيطان ريتشارد نيكسون باحترام كبير تقديرا لسياسته الخارجية.

وأردفت أنها لا تتوقع أن يكون ثمة أشخاص كثيرون يقصدون ترامب من أجل الحصول على نصيحة استراتيجية منه.

وفي سنة 2005، أطلق الرئيس الأميركي الراحل، جورج بوش الأب وبيل كلينتون حملة مشتركة من أجل تشجيع الأميركيين على مساعدة ضحايا كارثة التسونامي.

وعندما توفي بوش الأب في سنة 2018، كتب كلينتون متأثرا “صداقته كانت واحدة من أفضل الهدايا التي نلتها في حياتي”.

وكتب كلينتون هذا الكلام المادح عن بوش، علما بأنه هزم الرئيس الراحل في حملة رئاسية حامية الوطيس سنة 1992، فكان بوش الرئيس الوحيد الذي حكم ولاية واحدة فقط في العقود الثلاثة السابقة، ثم التحق به ترامب الذي غادر أيضا بعد ولاية واحدة في العشرين من يناير الجاري لكن مغادرته كانت بطريقة مختلفة تماما.

skynewsarabia.com