إعلان التشيك جاء بالتزامن مع طلبات كييف للغرب بضرورة سرعة إرسال الأسلحة، الأمر الذي يُعد كابوسًا لكييف حال سير دولًا أخرى على درب التشيك بحسب متخصص عسكري أوكراني، بينما يرى باحث روسي أن أوروبا بالكامل ستعيد حساباتها مع دخول الحرب عامها الثاني، وذلك خلال حديثهما لموقع “سكاي نيوز عربية“.
توقيت حرج
الرئيس التشيكي، بيتر بافيل، قال خلال مقابلة صحافية إن “جمهورية التشيك ساعدت أوكرانيا قدر الإمكان في نقل وتوريد الأسلحة والبلاد غير قادرة على إنتاج الذخيرة بشكل كاف والمستودعات العسكرية باتت تعاني من نقص ملموس“.
وهنا يقول موسيينكو ماتوزوف المتخصص العسكري بالمعهد الوطني الأوكراني للدراسات الاستراتيجية، إن التوقيت الخاص بالإعلان يعد حرجًا في ظل الترتيبات القائمة لشن هجوم مضاد، موضحًا أن الأزمة لم تكن في حجم الأسلحة المقدمة من التشيك فهي قليلة ولكن التخوفات من أن تحذوا دولًا غربية نفس طريق التشيك.
وأضاف موسيينكو ماتوزوف، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن التشيك منذ بداية الحرب اتخذت موقفًا مغاير للدول الأوروبية إلى حد ما، ففي نهاية العام الماضي انسحبت قواتها من غرب إفريقيا لحساب القوات الروسية، كما رفضت بشكل مباشر تدريب قوات أوكرانية على أراضيها مع بداية الحرب في أوكرانيا.
ذكرت تقارير استخباراتية غربية أن كييف بدأت بحشد قوات بلغ قوامها 40 ألف جندي لشن هجوم مضاد في عدة محاور؛ ومن المتوقع أن يشق الهجوم ممرا بريا باتجاه بحر آزوف المتفرع من البحر الأسود، وبالتزامن مع ذلك تجري عملية قصف واسعة النطاق تستهدف القوات الروسية في شرقي أوكرانيا وجنوبها.
إعادة حسابات
إعلان التشيك بوقف إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا لم يكن الأول الذي ينذر بوجود أزمة في مستودعات الناتو، بحسب الباحث الروسي في تاريخ العلاقات الدولية سولونوف بلافريف، المتابع للتحركات الغربية والإعلام الأميركي خلال الأشهر الثلاثة الماضية ومنذ بداية العام تحديدًا يجد أن هناك أزمة حقيقة في نقص الأسلحة.
وأضاف سولونوف بلافريف، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الحرب كشفت عن نقص حاد في مخزونات الدفاع الغربية، بخاصة فيما يتعلق بالأسلحة الأساسية مثل قذائف المدفعية التي مثلت الركيزة الأساسية للقتال؛ مشيرًا إلى عدة شواهد تؤكد هذا النقص بعيدًا عن إعلان التشيك الأخير.
- تأخر تسليم الأسلحة الغربية لكييف وحتى ما تم تسليمه يكون غير المتفق عليه عدديًا
- التقلبات الاقتصادية الحادة في أوروبا وما يحدث في فرنسا من احتجاجات
- الوضع المالي الأميركي واعتراضات الكونجرس على استمرار دعم كييف بالسلاح
- قيام بريطانيا بشراء مدافع هاوتزر من طرف ثالث لإرسالها إلى أوكرانيا
وأكد بلافريف، أن قطاعات التصنيع العسكري لدى الناتو عاجز عن تصنيع الأسلحة والذخائر للقوات الأوكرانية، باعتراف الإعلام الغربي الذي أقر بالنقص نتيجة تراجع مخزونات البارود والمتفجرات بخلاف الأزمات الاقتصادية التي تعطل تعويض هذا النقص.
وأوضح سولونوف بلافريف، أن الجميع في أوروبا يُعيد حساباته الآن مع استمرار الحرب للعام الثاني، في ظل إعلان موسكو أيضًا أنها تستطيع القتال بنفس الوتيرة الحالية لمدة عامين قادمين، وهذا ما يجعل الناتو في مأزق فيما يخص القدرة الإنتاجية للأسلحة والعمالة وسلاسل التوريد، وشح رقائق الكمبيوتر، لذلك فإن تعويض النقص في مخزونات الدفاع سيستغرق أوقاتا طويلة وهذا ما حدث بالفعل، وكانت البداية مخازن التشيك التي نفدت.