وتمكن حزب “الشعب الجمهوري” الذي ضم معه أحزاب “السعادة والمستقبل والديمقراطي والديمقراطية والتقدم” من حصد 168 مقعدا، فيما حصل حزب “الخير” الذي دخل الانتخابات بقائمة منفصلة على 44 مقعدا.
شكلت هذه الأرقام صدمة لتحالف الطاولة السداسية الذي كان يتحضر لتولي زمام الحكم في البلاد، لكن رياح الانتخابات لم تأت كما اشتهت سفنهم.
أسباب مركبة للإخفاق في الانتخابات البرلمانية
المحلل السياسي هشام غوناي، شرح لموقع “سكاي نيوز عربية”، الأسباب التي تسببت في إخفاق تحالف المعارضة في الانتخابات البرلمانية:
- على عكس كل التوقعات فشلت أحزاب الطاولة السداسية في الفوز بأغلبية مقاعد البرلمان.
- تراجع حزب “الخير” مقارنة مع الانتخابات الماضية، في مقابل ارتفاع أصوات حزب “الحركة القومية” الذي كان من المتوقع أن يتراجع بفعل سياسات زعيمه دولت بهجلي.
- ما حدث في 3 مارس حين انسحبت ميرال أكشنر من الطاولة السداسية احتجاجا على ترشح كمال كليجدار أوغلو للرئاسة ووصفها للتحالف بأنه تحالف غير مجدي، أثر بشكل كبير على صورة التحالف لدى الناخبين.
- شعر الناخبون بوجود شرخ كبير بين مكونات التحالف الذين لم يتمكنوا من تفادي الخلاف بينهم، وباتوا يتساءلون كيف يمكن تسليمهم مقاليد الحكم في البلاد.
- أثرت مشاركة أحزاب المستقبل والسعادة والديمقراطية والتقدم والحزب الديمقراطي على حظوظ حزب الشعب الجمهوري في بعض المعاقل التقليدية للحزب.
- رشح حزب الشعب الجمهوري أشخاصا مثل سعد الله أرجين تسبب في إبعاد الناخبين التقليديين عن التصويت للحزب.
- صوت بعض الناخبين للأحزاب اليسارية الأخرى ردا على ترشح أسماء تابعة لحزب المستقبل وحزب الديمقراطية والتقدم.
تراجع الأحزاب الكردية في الانتخابات
وكما حدث مع الطاولة السداسية، عانى تحالف العمل والحرية، الذي يسيطر عليه حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، والذي دخل الانتخابات تحت شعار حزب “اليسار الأخضر”، من تراجع نسبة التصويت له، وحصل على 62 مقعدا ونسبة 8.78 في المئة من الأصوات، بينما حصل شريكه في التحالف حزب العمال التركي، على نسبة 1.7 في المئة من الأصوات و4 مقاعد، ليكون عدد مقاعد التحالف 66 مقعدا، بعد أن بلغت نسبة ما حصده في انتخابات 2018 نحو 12 بالمئة وبعدد أصوات بلغ قرابة 5 ملايين و868 ألف، أي أن الحزب تراجع بنسبة 3 في المئة بواقع نحو مليون و300 ألف صوت.
وعن أسباب هذا التراجع، قال الباحث والخبير بالشؤون التركية جمال أريز، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إنه “كان يعوّل على دور الأكراد في إقصاء أردوغان هذه المرة وترجيح كفة أوغلو وهو ما لم يحسم بانتظار الجولة الثانية، وأحد أسباب ذلك الانقسام التقليدي في الصوت الكردي، ما بين حزب الشعوب وحزب العدالة والتنمية الحاكم”.
وأضاف أريز: “لا بد من الاعتراف بأن ثمة قطاعات كبيرة من المحافظين والمتأثرين بالدعاية للحزب الحاكم وحلفائه كحزب هدى بار الكردي، تصوت لأردوغان وبنسب لا تقل عن ثلث الصوت الانتخابي الكردي، ولهذا فالعدالة والتنمية يحتل عامة المرتبة الثانية في حصد أصوات الولايات ذات الغالبية الكردية والبالغ عددها 15، بل ويتصدر عددا من تلك الولايات كما أظهرت النتائج”.