من جانب آخر، أعلن حلفاء الناتو هذا الأسبوع الاستعداد لتوسيع إمدادات مجموعة متنوعة من المعدات العسكرية إلى أوكرانيا التي تطالب بضرورة تزويدها بدفاعات جوية، فكيف سيكون الدعم لكييف من جانب أوروبا وواشنطن الأيام القادمة؟ وكيف سترد موسكو؟
الدعم والمكاسب الجيوسياسية
مخزونات الأسلحة لبعض الدول الأوروبية التي تم إرسالها لأوكرانيا على وشك النفاد، فيما أضاف مسؤول عسكري أميركي سابق أن واشنطن لا تزال على وشك الوصول إلى أقصى قدراتها لتوفير رأس المال لتوفير كييف بالإمدادات العسكرية خاصة من الذخائر العديدة.
هنا يقول النائب السابق في البرلمان الأوروبي عن شمال إنجلترا، نيكولاس غريفين، لا تزال الإرادة السياسية لتوفير المزيد من الأسلحة لأوكرانيا موجودة في معظم عواصم الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك لندن، لكن هناك تساؤلات متزايدة حول المدة التي يمكن خلالها الاحتفاظ بإمدادات الذخيرة دون إفراغ ترسانات الناتو.
وأوضح غريفين خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، هناك حربان مختلفتان للغاية يتم خوضهما في أوكرانيا.
- يقوم الناتو بتسليح وتوجيه وتعزيز جيش وكيله المحلي في المقام الأول للفوز بمسابقة دعائية قصيرة المدى، مع يأس خاص لتحقيق نجاحات رمزية من جانب واشنطن قبل انتخابات التجديد النصفي الأميركية في أوائل الشهر المقبل.
- تقاتل روسيا من أجل “نزع السلاح” من أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي، بينما مخططي الناتو سعداء بتكبد القوات الأوكرانية خسائر فادحة في مقابل مكاسب إقليمية صغيرة نسبيا، في حين يبدو أن الروس سعداء بالتجارة في الأراضي مقابل فرصة إلحاق أضرار غير مستدامة بالقوى العاملة الأوكرانية وترسانات الناتو.
أوروبا من الداخل
في تلك الزاوية يقول غريفين، ستستمر الحكومات في الالتزام بأموال لا تملكها إلى أن يثير الألم الذي تسببه زيادات الضرائب والعقوبات على الناس العاديين رد فعل سياسي من شأنه أن يعيد المخازن إلى العواصم الغربية.
تقول سمر رضوان، نائب رئيس تحرير مركز رياليست للدراسات بموسكو، رغم الأزمة الاقتصادية الحالية التي تعصف بأوروبا، تواصل دول الغرب مد أوكرانيا بالأسلحة المتطورة وآخرها كانت ألمانيا، وتلتها مباشرة أستراليا.
- ستواظب دول الناتو تحديدا على مسألة الإمداد وسط توافق وإجماع على هذا الأمر.
- الأسلحة التي ستقدم لأوكرانيا ستكون تجريبية، في حال أثبتت مقدرتها على تغيير الخارطة الميدانية فسيكون مقدمة لإمدادات مستمرة وأكثر تطورا.
أما من حيث الدعم المادي، أوضحت رضوان خلال تصريحاتها لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن هناك أصواتا بدأت ترتفع خاصة على المستوى الشعبي، والتي ترفض العبث بمقدرات الدول إكراما لأوكرانيا، لدينا النمسا وألمانيا وإيطاليا، وهو ما يعني أن الأمور ستخرج قريبا عن مقدرة الغرب التحكم بها، لأن الميزانية دخلت في المحظور.
وأشارت رضوان إلى اعتراف أعضاء التحالف بعدم امتلاكهم أنظمة دفاع جوي لاحتياجات أوكرانيا.
المعركة الكبرى
يستعد الطرفان بالحشد والتسليح حول معركة فاصلة في خيرسون الاستراتيجية، فقد بدأت القيادة الأوكرانية في إعادة تحويل القوات على نطاق واسع من اتجاه خاركوف إلى دنيبروبيتروفسك وإلى اتجاه خيرسون.
التحضير للمعركة بدأت ملامحه تظهر من خلال الدعم الإضافي الأوروبي والأميركي الذي أعلن على مدار الأيام الماضية:
- نقلت الولايات المتحدة اثنين من أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات “NASAMS” مؤخرا.
- نقل مقاتلات مثل إف-16 وإف-15 وجريبن من السويد.
- ألمانيا ستستلم أول منظومة من أربعة أنظمة دفاع جوي طراز إيريس-تي.
- فرنسا أعلنت تدريب ألفي جندي أوكرانيا على القتال واستخدام الأسلحة المتطورة.
- الدنمارك أعلنت أيضا تدريب ما يقرب من ألف جندي أوكراني على أراضيها.
- الدفع بخبراء عسكريين أميركيين بالأخص للمساعدة في عملية خيرسون.
- إعلان واشنطن دراستها إرسال نظام الدفاع الجوي “هوك” لمساعدة كييف على التصدي للمسيرات والصواريخ الروسية.