وقتل ديبي (68 عاما) الاثنين على جبهة القتال مع متمردين من جبهة التغيير والوفاق، يتمركزون في ليبيا، وهي جبهة مؤلفة من منشقين عن الجيش تشكلت عام 2016.
وتولى مجلس عسكري بقيادة الجنرال محمد إدريس ديبي السلطة خلفا لوالده، الذي حكم البلاد 30 عاما وكان حليفا مقربا من قوى غربية في قتالها ضد جماعات متطرفة.
ويقول جيروم توبيانا المحلل المتخصص في الشؤون التشادية: “ديبي الابن لديه دعم جزئي فحسب من الجيش. إنه فتيّ وليس كوالده، ولم يكن أبدا متمردا. داخل الجيش هناك بالفعل جماعتان على الأقل”.
وقال وزير الدفاع في نيجيريا المجاورة إن بلاده عززت الإجراءات الأمنية على طول الحدود مع تشاد، تحسبا لتدفق محتمل للاجئين من الجارة.
أما جيش جمهورية إفريقيا الوسطى فأكد أنه في حالة تأهب قصوى لمنع أي جماعات مسلحة من عبور الحدود.
وقال دبلوماسي غربي إنه “رغم أن جبهة التغيير والوفاق في تشاد ليست قوية بما يكفي للتغلب على المجلس العسكري الحاكم الجديد، فإن مخاطر الاضطرابات تبقى مرتفعة”.
وأضاف الدبلوماسي الذي طلب عدم ذكر اسمه: “هذه الجماعة المتمردة وحدها ليست تهديدا كافيا لإسقاط الحكومة. لكن جماعات أخرى قد تستغل هذه الظروف”، وفقا لـ”رويترز”.
وتابع: “ديبي الشاب سيضطر على الأرجح لعقد بعض الاتفاقات ليحظى بما يكفي من الدعم للفترة الانتقالية”.
جنازة ديبي
وكان عدد من الزعماء الأجانب، من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون، قد بدأوا في التوافد على العاصمة نجامينا، للمشاركة في جنازة إدريس ديبي.
وإلى جانب ماكرون، وصل الرئيس الغيني ألفا كونديو وعدد آخر من الزعماء الأفارقة، رغم تحذيرات من المتمردين بأن على الزعماء الأجانب عدم الحضور لأسباب أمنية.
ومنذ مقتل ديبي وتولي الجيش السلطة في البلاد، أعلنت باريس دعمها للقادة العسكريين الجدد لتشاد في وجه تهديدات المتمردين بمواصلة الهجوم على العاصمة.
ودافعت فرنسا عن سيطرة الجيش على تشاد، وقالت إن ذلك كان ضروريا من أجل تحقيق الأمن وسط “ظروف استثنائية”.
ورغم انتقاد جماعات معنية بحقوق الإنسان للراحل ديبي الذي استمر في منصبه على مدى 3 عقود، فقد كان محوريا في الاستراتيجية الأمنية الفرنسية في إفريقيا.
ولدى فرنسا قوات قوامها نحو 5100 جندي منتشرين في المنطقة في إطار جهود دولية لقتال المتطرفين، والقاعدة الرئيسية لهذه القوات في نجامينا.