وخلال الأيام الأخيرة، أصبحت تشاد في قلب الأخبار الدولية بعد مقتل رئيسها إدريس ديبي في معارك مع متمردين، حسبما أعلن الجيش الذي تولى السلطة لاحقا.
وكان طبيعيا في ظل هذا التركيز الإعلامي، أن تستعين وسائل الإعلام ورواد مواقع التواصل بعلم تشاد عند التطرق إلى الأحداث المتسارعة فيها.
إلا أن هناك تطابقا تاما بين علمي تشاد ورومانيا، أثار الالتباس لدى الكثير من المتابعين.
وهذا الأمر ليس بغريب، ففي عام 2019 نشر الملياردير الأميركي الشهير إيلون ماسك تغريدة قارن فيها بين علمي الدولتين.
وأرفق ماسك التغريدة حينها بسؤال: “لماذا لا يتحدث الكثيرون عن هذا (يقصد التطابق الكبير بين العلمين)؟”.
وتشابه الأعلام أمر مألوف في عالمنا، خاصة في المنطقة العربية، لكن المستغرب في حالة رومانيا وتشاد أن الدولتين في قارتين منفصلتين، والروابط التاريخية والثقافية بينهما شبه منعدمة.
وأكبر دليل على انعدام العلاقة بين البلدين، غياب التمثيل الدبلوماسي بينهما.
ونادرا ما كان يتم جمع تشاد ورومانيا في نقاش واحد، إلا إذا كانت الغاية التطرق إلى التماثل بين العلمين.
ويتكون العلمان من 3 ألوان طولية هي بالترتيب من اليسار إلى اليمن، الأزرق والأصفر والأحمر.
وكانت رومانيا قبل مئات السنين تعتمد علما بالألوان الثلاثة لكن بصورة أفقية، قبل أن تغيره إلى شكله الحالي عام 1861، وفق موسوعة “بريتانيكا”.
أما تشاد فقد اختارت علما لها في أعقاب حصولها على الاستقلال عن فرنسا في عام 1959.
وكان العلم التشادي يتكون من الأخضر والأصفر والأحمر، لكن نجامينا غيرت الألوان في وقت لاحق حتى أصبح تماما مثل علم رومانيا.
والاختلاف طفيف جدا بين العلمين، وينحصر في درجة الأوان، ودفع هذا الأمر إلى القول إن علم تشاد “مستنسخ” من علم رومانيا.
وكان الفارق الوحيد بين العلمين هو رمز في قلب علم رومانيا، إلا أنه أزيل عام 1989 مع سقوط نظام الدكتاتور نيكولاي تشاوشيسكو.
وفي عام 2004، قال الرئيس الروماني السابق إيون إليسكو إن الألوان الثلاثة “ملك لرومانيا ولن تتخلى عنها”، عند حديثه عن الشبه مع علم تشاد.
وأدلى إليسكو بهذه التصريحات بعدما طلبت نجامينا تدخل الأمم المتحدة في خلاف بين البلدين بشأن ألوان العلم وهيئته، مدعية أن رومانيا هي التي نسخت العلم نسخا عن تشاد.
وردد كثيرون في رومانيا: “لماذا يجب أن نهتم؟ تشاد دولة بعيدة عنا”.