فما مواصفات تلك المنظومة؟ ولماذا تثير مخاوف واشنطن والغرب عموما؟
تصف وزارة الدفاع الروسية منظومة “إس 500” بأنها “ليس لها نظير في العالم، ومصممة من أجل هزيمة الطيف الكامل لأسلحة الهجوم الجوي الحالية، وكذلك الواعدة”.
وبحسب بيان للوزارة، عقب نجاح اختبار الإطلاق قبل أيام، فإن نظام الصواريخ المضادة للطائرات “يعتقد أنه أحد أكثر الوسائل فعالية من حيث التكلفة لمواجهة الصواريخ عالية السرعة التي تفوق سرعة الصوت”.
تهديدات مباشرة
وبينما يتخلف الغرب عن روسيا في تطوير مثل هذه الأسلحة، فمن المتوقع أن تشكل تهديدا متزايدا لدول خارج نطاق النفوذ الغربي، وفق تقرير نشره موقع “ميليتاري واتش ماغازين” المتخصص في الشؤون العسكرية، الذي تحدث في الوقت نفسه عن تفوق المنظومة على الطائرات الأميركية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت مثل “SR-72”.
فيما لا يزال من غير المؤكد النطاق المتوقع أن يتم نشره عليه، أو متى سيتم تسويقه للتصدير لبعض العملاء المحتملين الرئيسيين، بما في ذلك الصين والهند والجزائر.
ووفق التقرير، فإن المنظومة “إس 500” التي تم اختبارها باستهداف صاروخ بالستي وهمي عالي السرعة، تأخرت في دخول الخدمة لأكثر من 4 سنوات، وذلك بسبب مواصفات النظام المطلوبة التي أصبحت أكثر طموحا لمواجهة التهديدات الناشئة من الجو والأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.
وحسب الموقع، فإن المنظومة فريدة من نوعها في روسيا، ولا تعد امتدادا لأي جيل سابق من أنظمة الأسلحة الروسية، ورغم بعض التكهنات الأولية فقد تم التأكيد على أنها لن تحل محل نظام الصواريخ الباليستية “إيه 135” أو نظام الدفاع الجوي “إس 400”.
السرعة والمدى
وبينما تحاط غالبية المواصفات الفنية الخاصة بمنظومة “إس 500” بالسرية، فإن المعلومات المتوافرة عنها متعلقة بقدراتها التدميرية والأهداف التي يمكنها التعامل معها، فالمنظومة قادرة على تدمير 10 أهداف على سرعة 7 كيلو متر في الثانية، وعلى ارتفاع 100 كم، ويصل مدى إصابة الهدف إلى 600 كم.
وكان قائد سلاح الدفاع الجوي في القوات الجوية الروسية سيرغي باباكوف، قد ذكر في عام 2020 أن منظومة “إس 500” لا مثيل لها في العالم، على اعتبار أن نوعا واحدا أو نوعين من الأهداف على أقصى تقدير تختص بمكافحتها الدفاعات الجوية الحديثة، بينما المنظومة الروسية الحديثة قادرة على مكافحة أهداف أكثر، بما في ذلك إسقاط الصواريخ البالستية العابرة للقارات.
ويمكن لـ”إس 500″ استهداف الصواريخ الجوالة (كروز) والصواريخ البالستية والصواريخ العملياتية التكتيكية، والصواريخ في الفضاء القريب، والمروحيات وطائرات “أواكس”، وكذا الطائرات المسيرة وطائرات الارتفاع العالي.
كما يمكنها استهداف الأقمار الصناعية في مدار منخفض، إضافة إلى المنصات المدارية في الفضاء والقذائف الأسرع كثيرا من الصوت، ويمكنها أيضا، وفق تقرير نشره في وقت سابق موقع “ناشيونال إنترست” اعتراض 10 رؤوس صواريخ قادمة من الفضاء في آن واحد.
وتستخدم المنظومة -حسب تقارير روسية- في تأمين المدن الكبرى والأهداف الاستراتيجية ذات الأولوية القصوى، فضلا عن أماكن وجود الصواريخ البالستية العابرة للقارات والمخبأة تحت الأرض، إضافة إلى المنشآت الصناعية.
أهداف خارجية
كما أن المنظومة تتميز بإمكانية التعامل مع الأهداف البالستية على اختلاف أنواعها، ويمكنها كذلك العمل خارج الغلاف الجوي للأرض، وتدمير الأهداف البالسية والطائرة على حد سواء.
وخضعت المنظومة لعدة اختبارات كان آخرها في شهر يوليو الجاري، عندما نشرت وزارة الدفاع الروسية أول لقطات عامة لاختبار بالذخيرة الحية للمنظومة الجديدة، وسبق ذلك في شهر يونيو الماضي أنباء غير مؤكدة عن اختبار المنظومة في قاعدة حميميم الجوية بسوريا.
وفي الرابع من يونيو، نشرت وزارة الدفاع الروسية مقطع فيديو لإطلاق ناجح لنظام الصواريخ الباليستية الجديد، الذي كان قيد الاختبار، من دون الإشارة آنذاك إلى طبيعته، وسط تكهنات آنذاك بأنه اختبار لمنظومة “إس 500”.
وفي أواخر عام 2019 تم اختبار رادار المنظومة، وسبق ذلك في مايو 2018 إجراء موسكو “أكبر اختبار صاروخي أرض-جو” وفق تقارير أميركية، ذكرت أن المنظومة الروسية في ذلك الاختبار تمكنت من إصابة هدف على بعد 480 كم، مما يشكل مسافة أبعد من الرقم القياسي السابق بحوالي 80 كم.