وفي أول رد فعل على قمة “كواد”، وجه المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان انتقادا للتجمع قائلا إن “زمرة مغلقة وحصرية تستهدف الدول الأخرى، تسبح ضد تيار العصر وطموحات دول المنطقة، لن تجد من يدعمها ومآلها إلى فشل محتوم”.

وقاد القمة الرئيس الأميركي جو بايدن، بحضور رؤساء وزراء أستراليا سكوت موريسون، والهند ناريندرا مودي، واليابان يوشيهيدي سوجا.

وحسب الإعلان الأميركي الرسمي عن القمة، فإنها تهدف إلى “مواجهة التحديات الرئيسية في عصرنا، من كوفيد-19 إلى المناخ إلى التكنولوجيات الناشئة”.

لكن مراقبون أشاروا إلى أن تلك القمة تأتي بالأساس كمحاولة جديدة لتحجيم النفوذ الصيني في منطقة “الإندو-باسيفيك”، والتضييق على مصالحها السياسية والتجارية في آن واحد.

وجرى تشكيل “الحوار الأمني الرباعي” لأول مرة عقب تسونامي مدمّر شهدته المنطقة في عام 2004، وتم اعتماده رسمياً في عام 2007، لكنه كان لفترة طويلة غير ناشط.

استفزاز الصين

وتقول الخبيرة في الشؤون السياسية الصينية والآسيوية، وأستاذ العلوم السياسية بالقاهرة، نادية حلمي، في تصريحات خاصة لـسكاي نيوز عربية، إن الرئيس الأميركي يستهدف عبر “كواد” إحياء ما يسمى بـ”التكتل الدبلوماسي” عبر صيغة الحوار الأمني الرباعي ضد الصين، وتشكيل جبهة بقيادة واشنطن لتوحيد التحالفات المشتركة ضد بكين.

وأوضحت حلمي أن ما زاد من مخاوف الصين هو إعلان التحالف أن الهدف منه هو “جعل منطقة المحيطين الهندي والهادئ حرة ومفتوحة لجميع الدول”، ويقصد أعداء الصين وحلفاء واشنطن في المنطقة، مشددة على أن الأمر لن يقتصر فقط على حرية الملاحة، بل أعلن البيان الصادر عن الاجتماع (حرية الطيران، حل للنزاعات، ووحدة أراضي الدول)، مما يؤكد توسيع جبهة التحالف ضد الصين في البر والبحر والجو، وليس فقط بشأن المياه الإقليمية أو تلك الجزر المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي والشرقي الممتد بحدوده الإقليمية والبحرية مع منطقتي المحيطين الهندي والهادئ مع الجانب الأسترالي والهندي.

وذكرت أنه في محاولة لاستفزاز الصين، تعمد رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون توجيه رسالة علنية، بأن اتفاقية “أوكوس” فضلا عن تحالف “كواد” يقدمان دعما أمنيا ودفاعيا مشتركا لجهودهم في المنطقة المحيطة بالصين، وإن لم يسمي الصين صراحة، رغم فهم الجميع ذلك.

ويأتي الاتفاق بعد أسبوع تقريبا من إعلان الولايات المتحدة، وبريطانيا وأستراليا عن اتفاقية “أوكوس” الأمنية التي ستسمح بتزويد أستراليا بغواصات نووية في خطوة نددت بها بكين بقوة.

تطويق بكين

وترى الخبيرة في الشؤون السياسية الصينية، أن قمة “كواد” تثبت نية جو بايدن والإدارة الأميركية، لمحاولة “تطويق الصين آسيويا في دائرة نفوذها الإقليمية”، من خلال التركيز على “أهمية البعد الآسيوي في السياسة الخارجية الأميركية”، وهي نفسها الاستراتيجية التي كان الرئيس السابق باراك أوباما متمسكا بها.

skynewsarabia.com