أما على الأرض، قال مسؤول أوكراني عسكري إن القوات الروسية المتقدمة اقتربت من تطويق القوات الأوكرانية في الشرق، واستولت لفترة وجيزة على مواقع على الطريق السريع الأخير للخروج من اثنتين من المدن المهمة التي تسيطر عليها أوكرانيا قبل دحرها.
كر وفر وقصف متواصل وتحركات روسية من ثلاث جهات في محاولة لتطويق القوات الأوكرانية في سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك، فماذا يحدث على الأرض خلال الساعات الحالية؟
تصعيد للحسم العسكري
كثفت القوات الروسية من عملياتها العسكرية خلال الساعات الماضية، بعد أن حققت مكاسب في دونباس عقب استسلام المقاتلين الأوكرانيين في ماريوبول الأسبوع الماضي.
في سياق المعارك العسكرية، يقول ألكسندر أرتاماتوف المحلل العسكري والجنرال السابق في الجيش الروسي، إن تحركات الجيش الروسي حاليًّا على 3 جهات حول سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك، هدفها سقوط منطقة لوغانسك في إقليم دونباس بالكامل وحسم المعركة العسكرية.
وأوضح الخبير العسكري، خلال تصريحاته لـ”سكاي نيوز عربية”، أن مدينتي سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك، اللتين يفصل بينهما نهر، تشكلان آخر جيوب المقاومة الأوكرانية التي تم اختراقها بالفعل.
كما تجرى أيضًا معارك من أجل السيطرة على مدينة ليمان التي سيشكل الاستيلاء عليها تقدمًا مهمًّا في محاولات التطويق، بخلاف المعارك في محيط مدينتي بوباسنا وباخموت اللتين سيؤدي سقوطهما إلى سيطرة القوات الروسية على محور طريق مهم.
ويرى ألكسندر أرتاماتوف أن معركة المدينتين هي نقطة استراتيجية في العملية العسكرية بعد أن أعادت روسيا تحديد هدفها الرئيسي، وهو السيطرة على الشرق، بخلاف احتفاظ القوات الروسية أيضًا خلال الأيام الماضية بالسيطرة على قطاع كبير من الأراضي على طول الحدود، منعت من خلالها القوات الأوكرانية من قطع خطوط الإمداد الروسية التي تمتد من شرق المدينة إلى دونباس.
هذا وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها دمرت ورشات بمصنع “موتور سيتش” في مدينة زابوروجيا، كانت تنتج محركات لطائرات سلاح الجو الأوكراني، في ضربة تُعد قوية لأوكرانيا خلال أيام.
في سياق التطورات الميدانية، قال دينيس بوشيلين رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية الموالية لروسيا، إن قوات بلاده دخلت مناطق خيرسون وزابوروجيا وخاركيف في أوكرانيا، منوهًا باستحالة حماية دونباس إلا من خلال الوصول إلى حدود الجمهوريتين.
وأضاف بوشيلين: “وحداتنا موجودة في عدد من المناطق.. أتحدث عن منطقة خيرسون ومنطقة زابوروجيا ومنطقة خاركيف“.
كما دعا الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، القوات الأوكرانية في مدينتي سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك منذ أيام إلى إلقاء السلاح، قائلًا عبر حسابه على “تليغرام”: “أرجو جميع من يقاومون في سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك، وفي محيط هاتين المدينتين، أن يعيدوا حساباتهم ويلقوا سلاحهم قبل أن يتم حشرهم في الزاوية”.
ومع دخول العملية العسكرية الشهر الرابع، تخلت روسيا عن هجومها على العاصمة كييف، وتحاول بسط سيطرتها على منطقة دونباس الصناعية في شرق أوكرانيا، حيث تدعم تمردًا انفصاليًّا منذ عام 2014.
استغاثة أوكرانية
“أين السلاح؟” هكذا كانت الاستغاثة الأوكرانية خلال الساعات الماضية، حيث طالب قائد القوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني على تطبيق “تليغرام” بمزيد من الأسلحة الغربية، لا سيما “الأسلحة التي ستسمح بضرب العدو من مسافة بعيدة”؛ وذلك على حد قوله.
وقالت القوات المسلحة الأوكرانية إن أكثر من 40 بلدة في المنطقة تعرضت للقصف، مما أدى إلى تدمير 47 موقعًا مدنيًّا أو وقوع أضرار بها، بما يشمل 38 منزلًا ومدرسة واحدة.
والأربعاء الماضي، شدّد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، في منتدى دافوس، على أنّ بلاده بحاجة ماسّة إلى راجمات صواريخ متحرّكة تؤمن لها قوة نارية مكافئة لتلك التي تمتلكها روسيا.
وقال كوليبا في المنتدى الاقتصادي العالمي الذي عُقد في سويسرا، إنّ “معركة دونباس تشبه إلى حدّ بعيد معارك الحرب العالمية الثانية”.
من جانب آخر، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في وقت لاحق من أن أي إمدادات أسلحة يمكن أن تصل إلى الأراضي الروسية ستكون “خطوة خطيرة نحو تصعيد غير مقبول”.