وبحسب السلطات الأوكرانية، تضررت 2292 مؤسسة تعليمية، في حين دُمرت 309 مؤسسات منذ اندلاع العمليات العسكرية.
وفي خاركيف وحدها، تضررت أكثر من 100 مدرسة من جراء القصف المتواصل بين القوات الروسية والأوكرانية.
وعلى إثر ذلك بدأت أكثر من 40 بالمئة من المدارس الأوكرانية عامها الدراسي الجديد عبر الإنترنت.
وعاد ما يقرب من 4 ملايين طالب إلى المدارس الشهر الماضي، على الرغم من الحرب، لكن غالبية المدارس ستعمل عبر “التعلم عن بعد”.
وطلبت الحكومة الأوكرانية من المدارس التي تعمل بشكل فعلي في الوقت الراهن، أن يكون لديها ملاجئ مناسبة للحماية من القنابل والغارات الجوية.
وتفقدت بعثة خبراء تابعة لمنظمة اليونسكو، الأوضاع في أوكرانيا خلال الفترة من 24 إلى 28 سبتمبر، وأكدت الحاجة الملحة لأجهزة لدعم “التعلم عن بُعد” في البلاد.
وعلى وقع تلك الأزمة، دشنت اليونسكو بالتعاون مع عملاق محركات البحث في الإنترنت “غوغل“، مبادرة لتوفير 50 ألف جهاز كمبيوتر على المعلمين الأوكرانيين لمساعدتهم على التعلم عن بعد، بجانب توفير تدريب على الأدوات الرقمية لهم.
وقالت المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي، إن “التعليم حق أساسي لكل طفل، ومع استمرار القتال المدمر للمرافق التعليمية في منع العديد من الطلاب الأوكرانيين من العودة إلى المدارس، يجب علينا توفير أدوات التعلم عن بعد لضمان استمرارية التعلم.
ويجري في الوقت الراهن توزيع الدفعة الأولى المكونة من 10 آلاف جهاز كمبيوتر على المعلمين في مناطق بشمال أوكرانيا، تشمل مدن، تشرنيغوف، ودنيبرو، وسومي وما حولها.
ومن المقرر أن يمتد توزيع تلك الأجهزة إلى مناطق أخرى من البلاد في الأسابيع المقبلة.
واعتبرت المدير العام لليونسكو أن “هذا مثال رائع على كيفية تعاون القطاع الخاص مع المؤسسات العامة لبناء وتقديم حلول سليمة في أوقات الأزمات”.
علاوة على ذلك، ستدعم اليونسكو المعلمين في أوكرانيا من خلال تطوير المهارات التربوية للتعلم عن بعد والتعلم الهجين، حيث ستركز على الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي والتعلم الاجتماعي والعاطفي والتدريب التربوي الرقمي.
اختبار الملاجئ
من جانبها، أكدت الكاتبة والمحللة السياسية الأوكرانية أولينا هالوشكا، في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الحرب تؤثر بشكل كبير على العملية التعليمية، حيث تسببت في انقطاع آلاف الطلاب عن مدارسهم خلال الشهور الماضية.
وأوضحت هالوشكا، أنه يتم الآن الجمع بين التعلم حضوريا في المدارس وكذلك عبر الإنترنت، ويختار الآباء النموذج الذي يناسبهم وفقا للوضع المحيط بهم، وجرى تجربة “التعلم عن بعد” خلال جائحة كورونا.
وغالبا ما يزور الأطفال الموجودون في الخارج، المدرسة المحلية ويأخذون بعض الفصول مثل اللغة الأوكرانية أو التاريخ عبر الإنترنت.
وبحسب المحللة الأوكرانية، فإن المدارس التي تقدم التعلم الشخصي بحضور الطلاب مهيأة جيدا من ناحية الأمان، إذ اجتاز الموظفون التدريبات اللازمة وتعمل الملاجئ تعمل بكامل طاقتها، ففي حالة الغارات الجوية تتوقف الدروس ويذهب الجميع إلى الملجأ.
وأوضحت هالوشكا، فإن “المدارس كانت هدفا بالنسبة للقوات الروسية، إذ طرة استهداف آلاف المدارس، من بينها العشرات تدميرا كاملا لمنع العملية التعليمية، بخلاف سعي السلطات الروسية لفرض مناهجهم وتدمير الكتب الأوكرانية، واستخدام المدارس للترويج لهم”، بحسب تعبيرها.