وتوقع الجيش الفرنسي أن عملية قتل يحيي جوادي المعروف بـ”أبو عمار الجزائري“ستُضعف سطوة القاعدة”، ويحرم حلفاء التنظيم من الدعم والإمداد، إلا أن خبراء قالوا لموقع “سكاي نيوز عربية” إن هناك أمور تجعل هذا التأثير محل شك.

و”الجزائري” يعد من أخطر القيادات الإرهابية في تنظيم القاعدة ببلاد الغرب الإسلامي في منطقة الساحل والصحراء الكبرى “إمارة الصحراء”، والتي تمتد بين مالي والنيجر ونيجيريا وليبيا وموريتانيا وتشاد، وكذلك رئيس جماعة طارق بن زياد، وهي إحدى مكونات ذات التنظيم.

 وأعلن الجيش الفرنسي، الاثنين، مقتل أبو عمار الجزائري، في عملية نوعية شمال تمبكتو وسط مالي، في 26 فبراير الماضي، شاركت فيها القوات البرية بدعم من مروحية هجومية طراز “تايغر” وطائرتان بدون طيار، وذلك رغم قرار باريس سحب قواتها في عملية “بدرخان” من مالي إلى دول الجوار.

 ووفق الجيش الفرنسي، فإن جوادي هو الأمير السابق لعمليات تنظيم القاعدة في ليبيا، وفر إلى مالي عام 2019، وموته “يضعف مرة أخرى حكم القاعدة” في مالي.

 الفكر يغلب الموت

 وفي تقدير الأكاديمي الموريتاني المتخصص في العلوم السياسية “بون ولد باهي”، فإن تأثير مقتل الجزائري على “تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي” يخص الجوانب التنظيمية، لكن الكثير من قادة داعش وتنظيم القاعدة قتلوا في عمليات مشابهة، وهذا لم يؤثر على خطط التنظيمين؛ لأنهما بالدرجة الأولى فكرة يحملها كل أفرادهما ويؤمنون بها.

ولم يستعبد ولد باهي أن يشن “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” عمليات إرهابية للرد على مقتل قادته وعلى رأسهم أمير إمارة الصحراء.

وفي الإطار ذاته، يقول الباحث في الحركات المتشددة أحمد سلطان إن مقتل الجزائري نموذج لأسلوب فرنسا في استهداف رؤس الجماعات الإرهابية لإرباك التنظيم، ولكن هذا لن يقضي عليه بشكل كبير.

ويستشف سلطان من مكان استهداف “الجزائري” أن “إمارة الصحراء” هي الفاعل الأكبر في “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي”، وأن القادة البارزين موجودين في مالي وجوارها.

وتوقع أن يكون خليفة المقتول من الجزائر أو موريتانيا لغلبة الجنسيتين على قادة “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”.

 من أبو عمار الجزائري؟

 إرهابي مدرج على قوائم الإرهاب الدولية، ووفقا لقائمة العقوبات التابعة للأمم المتحدة، فإن يحيى جوادي أدرج في القائمة في 3 يوليو 2008، باعتباره مرتبطا بـ”تنظيم القاعدة في بلاد الغرب الإسلامي”.

 ويعد الأخطر في شمال مالي، وهو مسؤول التنسيق والاتصال مع جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” المتحالفة مع تنظيم القاعدة، والتي ساعدت في تنسيق الإمدادات والتمويل.

 وفي الوقت الذي تواجه فيه منطقة الساحل الإفريقي خطر تنقل الإرهابيين عبر الحدود، تستعد فرنسا لإعادة نشر 2400 جندي بعيدًا عن مالي، حيث أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فبراير، سحب قوات بلاده نظرا لتأزم العلاقات مع المجلس العسكري الحاكم هناك، بعد أن قضت فيها 9 سنوات.

 ورغم هذا القرار، قالت هيئة أركان الجيش الفرنسي إن قوة “برخان” مصممة على مواصلة القتال ضد الجماعات الإرهابية، بالتعاون مع شركائها الساحليين والأوروبيين والأميركيين المتمركزين في مالي.

skynewsarabia.com