وتشبه هذه الرحلة التحرك وسط حقل ألغام، كما يقول من خاضها من طلاب ومقيمين تونسيين في أوكرانيا، نحو بر الأمان البولندي.
ويقول وسام زيتون لموقع “سكاي نيوز عربية” في العاصمة البولندية، وارسو :”دخلنا أخيرا لبولندا وعند وصولنا لمنطقة قريبة على الحدود معها، اضطررنا للمشي على الأقدام مسافة طويلة لنحو 25 كيلومترا، للوصول إلى المنفذ الحدودي مع بولندا، لدرجة أننا بسبب الاجهاد والاعياء تخلينا عن ما كنا نحمله معنا من متاع وحقائب”.
وأضاف: “بالكاد كنا نستطيع حمل أنفسنا ومواصلة السير، بعد أيام صعبة للغاية بدت كسنوات من شدة ما عانيناه خلالها من ارهاق نفسي وجسدي، حيث كنا على موعد مع الموت في كل لحظة، لكن الحمد لله في النهاية نجونا”.
وكان زيتون يعيش في منطقة سربينيا قرب مدينة خاركوف، شرقي أوكرانيا، التي تشهد قتالا ضاريا، وكانت الرحلة إلى مدينة لفيف غربي أوكرانيا محفوفة بالمخاطر، فالعملية العسكرية الروسية طالت البلاد من شرقها إلى غربها.
“معاملة عنصرية”
ويضيف وسام :”بعد وصولنا للحدود الأوكرانية البولندية، انتظرنا نحو 12 ساعة أي لنصف يوم كامل طيلة الليل، في طابور اللاجئين وسط برد شديد”.
ويردف: “وقد واجهنا مع الأسف تعاملا فظا وتمييزا عنصريا ضدنا من قبل السلطات الأوكرانية على الحدود، حيث الأولوية للمواطنين الأوكرانيين، لكن رغم كل ذلك عبرنا الحدود في آخر المطاف، وكنا 7 مواطنين تونسيين، وفيما بعد في ملاجىء الاستقبال الأولية في بولندا ارتفع عددنا إلى 13 تونسيا”.
ويقول زيتون: “من ثم توجهنا نحو العاصمة البولندية، وارسو، أنا وفتاة من تونس، وسنتوجه من هناك نحو العاصمة الفرنسية، باريس، وسيكون في استقبالنا فيها عائلات تونسية ستتكفل بتأميننا هناك، تمهيدا لعودتنا نحو تونس”.
ويقدر عدد الجاليات العربية في أوكرانيا ،حسب مصادر من داخلها، بنحو 50 ألف نسمة، وحصل قسم كبير منهم على الجنسية الأوكرانية، ومنهم عدد كبير من طلاب الجامعات والمعاهد.
وجرى إجلاء أعداد كبيرة من أبناء الجاليات العربية من أوكرانيا، نحو دول جوارها مثل بولندا ورومانيا وسلوفاكيا وهنغاريا.
لكن لا يزال كثيرون منهم عالقين في مختلف المدن والمناطق الأوكرانية وخاصة في المناطق الشرقية والجنوبية والوسطى من البلاد، ممن لا يمكنهم الخروج الآمن بفعل اتساع نطاق الحرب فيها.