وقالت وزارة الدفاع الروسية إن مستودع ذخيرة شمال القرم تضرر بفعل “عملية تخريب”، بينما أكدت مراسلة “سكاي نيوز عربية” أن “السلطات الروسية تجلي 3 آلاف شخص عن دائرة الانفجار”.
والأسبوع الماضي، وقعت سلسلة انفجارات في منطقة مطار ساكي العسكري، أرجعتها وزارة الدفاع الروسية إلى انفجار ذخائر جوية تسببت بهزات عنيفة عدة بالقرب من نوفوفيدوروفكا في شبه جزيرة القرم.
إلا أن صحيفة “نيويورك تايمز” نقلت عن مسؤول عسكري أوكراني كبير، مطلع على الوضع، أن قوات بلاده تقف وراء الهجوم الذي استهدف القاعدة العسكرية، لافتا إلى أن “هذه القاعدة الجوية كانت تقلع منها الطائرات بانتظام لشن هجمات على قواتنا في المسرح الجنوبي”.
ومنتصف يونيو الماضي، كشفت المخابرات العسكرية الأوكرانية عن استحواذها على وثائق فنية مفصلة حول بناء “جسر القرم“، الذي يربط شبه الجزيرة بالأراضي الروسية، مهددة بتدميره كونه أحد خطوط الإمداد المهمة لموسكو.
وضمت روسيا شبه جزيرة القرم إلى أراضيها، عقب استفتاء أجري في مارس 2014، غير معترف به من قبل المجتمع الدولي.
من يقف وراء التفجيرات؟
للإجابة عن هذا السؤال، تقول الخبيرة الأميركية المختصة في الشؤون الدولية والاستراتيجية، إيرينا تسوكرمان، إنه “على الأرجح، أوكرانيا هي التي تقف وراء التفجيرات، عبر اعتمادها على عدد من المتطوعين المدنيين المدربين تدريباً جيداً”.
وأضافت تسوكرمان لموقع “سكاي نيوز عربية”: “يمثل هذا مرحلة جديدة في الحرب المطولة، حيث إن هذا الأسلوب هو الأكثر فعالية في إضعاف الأراضي المحتلة، حيث قد لا تتمكن القوات التقليدية من المواجهة بسهولة دون أن يتم إيقافها قبل الوصول إلى هناك أو حيث يكون للخصم ميزة متأصلة مثل القدرات العسكرية المتفوقة أو موقع جغرافي أكثر ملاءمة”.
وأوضحت أنه “في هذه الحالة، تتطلع أوكرانيا إلى قلب الطاولة على روسيا والقيام بعمليات هجومية لتحرير شبه جزيرة القرم، ورفع معنوياتها، ومفاجأة روسيا التي تواجه تحديًا في خيرسون، وإرباكها، وتعطيلها، وإحباطها، وبالتالي فإن العملية تحمل عدة أهداف، من بينها تعطيل جهود روسيا لتوحيد قواتها رداً على هجوم خيرسون المضاد، ومنع الجسر البري، وتعزيز التهديد للقدرات البحرية الروسية، بالإضافة إلى حرب المعلومات الشاملة. لقد أحدثت العملية الأثر المقصود حتى الآن حيث لم تتمكن من احتواء الانفجار، أو منع الهجمات الإضافية، أو التخفيف من الأضرار، أو تحديد الجناة”.
وأشارت إلى أن “هذه التطورات الجديدة أدت إلى تعقيد الحرب المتزايدة التكلفة بالنسبة لروسيا، مما تسبب في تكبدها خسائر لوجستية وعسكرية إضافية غير متوقعة لا يمكنها تحملها”.
وتابعت: “الآن أصبحت شبه جزيرة القرم عرضة للهجوم الخارجي، ولم يعد من الممكن اعتبارها جزيرة استقرار للقوات الروسية. تضطر روسيا الآن للقتال على جبهات متعددة بما في ذلك ما تعتبره أرضًا محلية، مما يقسم مواردها ويجعل من الصعب تحديد الأولويات”.
وأكدت على أن “أوكرانيا ستستمر في إنكار تورطها أولاً، لأنه من المحتمل أن تكون قد نفذتها قوات حرب عصابات غير رسمية وثانياً، لأن الاعتراف بالمشاركة سينظر إليه على أنه تصعيد من قبل روسيا ويكشف عن قدرات أوكرانيا للعدو، وهو أمر غير مرغوب فيه. لا يمكن لروسيا الرد رسميًا على أوكرانيا بشكل مباشر دون دليل على تورطها، ولا يمكنها توجيه أي اتهامات علنية حتى لا تعترف بالحرج من كونها غير مستعدة”.
قبل أن تستدرك: “لكن من المرجح أن تحدد المصدر وتحاول القضاء عليه بهدوء وإلا ستقلد هذا التكتيك وتحاول شن هجمات غير متكافئة ضد أهداف أوكرانية”.
وعن تهديد أوكراني سابق بتدمير جسر القرم، قالت تسوكرمان: “نظرًا لأن عملاء حرب العصابات من المحتمل أن ينسقوا مع الحكومة الأوكرانية، فقد يتم تعيين قائمة بالأهداف ذات الأولوية بما في ذلك جسر القرم، لكن ما إذا كان سيتم ضربه سيعتمد على تقييمهم الخاص للظروف التكتيكية، لأن الحرب غير المتكافئة بحكم التعريف غير مركزية”.
وعن استهداف قاعدة “سيمفيروبول“، اعتبرت أنه “هدف حيوي آخر من الناحية الاستراتيجية، وبالتالي فإن هذه السلسلة المستمرة من الهجمات تعني أن العملاء الذين ينفذون هذا الانفجار يشعرون أن عنصر المفاجأة قد نجح، وأنهم يقومون بإنشاء واستغلال الثغرات الموجودة وعدم قدرة روسيا على التنبؤ والدفاع عن أهداف جديدة”