وأوضح التقرير الصادر عن مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية أوائل فبراير، أي قبل بدء الحملة العسكرية الروسية، أن “موسكو ستظل قوة مؤثرة وتحديا هائلا للولايات المتحدة، وسط مشهد جيوسياسي متغير خلال العقد المقبل”.
وقيّم التقرير، الذي خرج للإعلام الثلاثاء، أن “روسيا ستواصل السعي وراء مصالحها بطرق تنافسية وأحيانا تصادمية واستفزازية”، وقال إنها “ستضغط للسيطرة على أوكرانيا ودول أخرى في المناطق القريبة منها”، بينما “تستكشف احتمالات تحقيق علاقة أكثر استقرارا مع واشنطن“.
وأضاف: “نحن نقدر أن روسيا لا تريد صراعا مباشرا مع القوات الأميركية، بل تسعى إلى تسوية مع الولايات المتحدة بشأن عدم التدخل المتبادل في الشؤون الداخلية للبلدين، والاعتراف الأميركي بمجال نفوذ روسيا المزعوم على جزء كبير من الاتحاد السوفيتي السابق”، حسبما أفادت شبكة “فوكس نيوز” الإخبارية الأميركية.
وأوضح أن المسؤولين الروس يعتقدون منذ فترة طويلة أن الولايات المتحدة “تحاول تقويض روسيا وإضعاف رئيسها فلاديمير بوتن”، و”تنصيب أنظمة صديقة للغرب في دول الاتحاد السوفيتي السابق وفي أماكن أخرى”.
وفي الأسابيع التي سبقت الهجوم الروسي على أوكرانيا، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أكثر من مرة أن القوات الأميركية لن تقاتل روسيا في أوكرانيا، لكن واشنطن نشرت آلاف الجنود في دول أوروبا الشرقية المنضوية تحت حلف شمال الأطلسي (ناتو).
كما استبعدت واشنطن احتمال فرض منطقة حظر جوي فوق أوكرانيا بعد بدء الهجوم، تجنبا لصدام مباشر مع روسيا مما يوسع رقعة الصراع الدامي.
وفي التقرير، يتنبأ مسؤولو الاستخبارات الأميركيون أن روسيا تواصل “التحضير لهجوم عسكري ضد أوكرانيا، حيث حشدت أكثر من 100 ألف جندي قرب حدود الأخيرة، بما في ذلك في بيلاروسيا وشبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها روسيا، إضافة إلى القوات الانفصالية في شرق أوكرانيا” المدعومة من موسكو.
وكشف أن “موسكو ستستمر في استخدام مجموعة من الأدوات لتعزيز مصالحها الخاصة، أو تقويض مصالح الولايات المتحدة وحلفائها. ستكون هذه الأدوات في الأساس عسكرية وأمنية واستخباراتية، مع تراجع دور التعاون الاقتصادي بين العملاقين”.
وكانت الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى حذرت قبل بدء الهجوم من انتشار عشرات الآلاف من الجنود الروس على حدود أوكرانيا، مؤكدة أن موسكو تستعد لغزو جارتها فيما نفت روسيا ذلك أكثر من مرة.