ويقدم المجلس العلمي للجيش الأميركي، الذي يضم مجموعة من الخبراء المستقلين المعتمدين، المشورة لوزارة الدفاع وقيادة الجيش.
وخلال تقييمه الذي نشره مؤخرا حول مستقبل سلاح المدرعات الأميركي، خصوصا دبابات القتال الرئيسية ” أبرامز M1A1″، فإنها لن تكون فعالة في ساحات المعارك بحلول عام 2040 أي بعد 17 عاما من الآن.
أبرز ما جاء في تقييم دبابة “أبرامز” الأميركية:
• اعتمد المجلس العلمي بالجيش الأميركي، وفق منشور على موقعه، في كتابة هذا التقييم على الدروس المستفادة من معارك الدبابات السابقة مثل “حرب لبنان 2006″ و”قطاع غزة 2014″ ومعارك إقليم “ناغورني كراباخ عام 2020″، فضلا عن أداء سلاح المدرعات الروسية في حرب أوكرانيا، والتحديثات الجديدة بدبابات الجيش الصيني.
• تضمنت الدراسة التفصيلية الكثير من الاستنتاجات حول مستقبل سلاح المدرعات الأميركي الذي يضم حوالي 2500 دبابة “أبرامز M1A1” لا تزال في الخدمة، بمختلف نسخها، مؤكدة أنها لن تكون كافية لضمان الهيمنة الميدانية بحلول عام 2040 حتى مع إدخال تحسينات في فاعليتها القتالية.
• أشار المجلس إلى أن هناك خطرا على نقاط التفوق الرئيسية للدبابة الأميركية سواء من حيث المناورة والحماية الذاتية والقدرة النارية.
• الجانبان الروسي والصيني ومع مراقبتهما ودراستهما للعقيدة القتالية وتكتيكات التشكيلات المدرعة الأميركية عن طريق وسائل الاستطلاع المختلفة قاموا بصناعة وسائل مضادة.
• مع عدم وجود وسائل متاحة لنقل عدد كبير من المدرعات فمن المتوقع أن تحارب دبابات “أبرامز” في معارك غير متكافئة عدديا إن تناقص عددها بمرور السنين بسبب تقادم الأسطول.
سيناريو اجتياح الصين لتايوان
كشف تقييم المجلس العلمي بالجيش الأميركي، خلال تحليله لسيناريو عسكري افتراضي لاجتياح صيني لجزيرة تايوان، عن وجود تحديات ستواجه القيادة الأميركية حال الاستمرار في دعم الجيش التايواني بالدبابات أو بوسائل الدعم اللوجيستي المختلفة، بسبب امتلاك جيش بكين لأفضل الوسائل لمواجهة الدبابات الأميركية، وذلك عبر 5 وسائل فعالة:
• الألغام بمختلف أنواعها.
• نيران المدفعية الموجهة وغير الموجهة.
• المسيّرات بأنواعها القتالية والانتحارية.
• الصواريخ المضادة للدبابات.
• قذائف الدبابات الحديثة ذات القدرة العالية على اختراق الدروع.
• الهجوم السيبراني عن طريق شل قدرات القيادة والسيطرة على التشكيلات والتوسع في استخدام وسائل الذكاء الاصطناعي لتحليل المعلومات الاستطلاعية واكتشاف الأهداف وتحديدها واختيار أفضل الوسائل للتعامل معها.
وحسب التقييم، فإن هناك سببا رئيسيا آخر يحدّ من فاعلية الدبابات الأميركية الحالية في ميدان المعارك المستقبلية، وهو وزنها الحالي الذي يصل إلى 70 طنا، الأمر الذي يجعل نقلها لساحات المعركة عملية صعبة، ما يتعين خفضه إلى ما دون 50 طنا.
وأوصى التقييم الجيش الأميركي بضرورة التوسع في الاعتماد بشكل أكبر على فئة الدبابات خفيفة الوزن التي تتراوح ما بين 30-40 طنا وتدعيمها بواسطة الدبابات من الفئة الجديدة ذات الوزن 20-30 طنا وقاذفات الصواريخ الموجهة.
حرب أوكرانيا وسلاح الدبابات
تعليقا على التقييم الأميركي الجديد، يقول الخبير العسكري الأميركي جوزيف تريزيفك، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن سلاح المدرعات سيبقى جزءا مهما من العمليات العسكرية الأميركية في المحيط الهادئ وأماكن أخرى في المستقبل.
وأوضح تريزيفك أن: “التقييم يسلط الضوء على أن القتال الحالي في أوكرانيا أظهر هذه الحقيقة بالفعل، كما يشكك في قدرة الدبابات التقليدية مستقبلا وقدراتها التي ستكون موضعا للتساؤل. ولكن رغم ذلك هناك محاولات جادة لتطوير النسخ الثقيلة عبر خفض بصمتها الردارية والحرارية مع التمويه الحديث ليصعب رصدها، إلا أن مسألة الوزن تظل نقطة الخلاف الأساسية حول دبابات أبرامز“.
ومن جانبه، يرى الباحث مينا عادل، أن الحرب الروسية الأوكرانية أظهرت الكثير من الدروس المستفادة بشأن التحديات التي ستواجه سلاح المدرعات وخصوصا دبابات القتال الرئيسية “أبرامز” في ساحات المعارك.
وأشار عادل في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن استهداف مراكز الدعم اللوجستي بشكل متواصل يحد من استدامة تواجد دبابات “أبرامز” الأميركية في الميدان، كما أنه وبعد التوسع في استخدام المسيرات الاستطلاعية أصبحت عمليات التمويه لإخفاء التشكيلات المدرعة أمرا صعبا.
وبيّن عادل أن “الوزن الثقيل لدبابات أبرامز يحدّ بالفعل من عملية نقلها بعدد مناسب وبشكل مستمر إلى ميدان المعركة. ورغم امتلاك سلاح الجو الأميركي طائرات النقل الثقيل من طراز “سي 5” بعدد 222 و “سي 17″ بعدد 575 طائرة، لكن لنقل لواء مدرع وتشغيله بفاعلية قتالية كاملة يتطلب 752 رحلة طيران مع مجهود جوي كبير لتقديم التغطية القتالية لتلك العمليات ما يتطلب 412 طلعة جوية للمقاتلات وطائرات الدعم الأميركي”.
وتابع موضحا: “مع تطور قدرات أسلحة الدفاع الجوي بالجيشين الروسي والصيني والتحديث مستمر للصواريخ بعيدة المدى، تصبح عمليات نقل تلك الدبابات صعبة”.
واختتم قائلا إن “اعتماد الدبابات من الفئة الخفيفة، تبدو أكثر ملائمة للمعارك الأرضية الحديثة”.