فبينما دان المجلس في بيان له، الإثنين، ما وصفها بـ”هجمات” و”جرائم” من القبارصة الأتراك ضد البعثة الدولية خلال أداء مهامها، ردت أنقرة بأن الأمم المتحدة “فقدت حيادها”.

ماذا حدث في شمال قبرص؟

  • الجمعة، حاولت قوة من حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة منع قوات أمن من القبارصة الأتراك، الذين يحكمون شمالي قبرص في جمهورية لا تعترف بها إلا تركيا، من شق طريق في المنطقة العازلة بين الشمال الذي يقطنه الأتراك، والجنوب الذي يقطنه اليونانيون، قرب قرية بيلا.
  • اتهمت البعثة هذه القوات القبرصية التركية بالاعتداء عليها، وأسفر الحادث عن إصابة 4 من قوات حفظ السلام وإلحاق أضرار بمركبات الأمم المتحدة، حسبما قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة.
  • تفصل المنطقة بين شمال قبرص وجمهورية قبرص في الجنوب.
  • حملت سلطات شمال قبرص بعثة الأمم المتحدة مسؤولية التوتر، وأرجعت شق الطريق إلى تسهيل وصول القبارصة الأتراك إلى أراضيهم في بيلا.

اتهامات متبادلة

جاء في بيان لمجلس الأمن عقب جلسة مغلقة لأعضائه الـ15، أن “الهجمات على عناصر حفظ السلام يمكن أن تشكل جرائم بموجب القانون الدولي“، وفق ما نقلته وكالة “فرانس برس”.

وفي المقابل، اتهمت أنقرة في بيان لوزارة الخارجية بيان المجلس بأنه “منفصل عن الواقع”، كما نقلت قناة “تي آر تي” التركية عن وزير الخارجية هاكان فيدان، قوله إن الأمم المتحدة “فقدت حيادها” في حادثة مشروع الطريق بشمال قبرص.

كذلك نقلت عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، في خطاب عقب اجتماع حكومي، قوله إن “محاولة منع القبارصة الأتراك من الوصول إلى وطنهم غير قانونية وغير إنسانية”.

مفاوضات معلقة

وأظهر الحادث هشاشة الأوضاع في قبرص، في ظل تعثر المفاوضات بين مسؤولي شطري الجزيرة.

وفي حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، يقيّم محللان سياسيان، قبرصي وتركي، فرص العودة للمفاوضات بين تركيا وقبرص حول شمال الجزيرة في ظل هذه التوترات.

المحلل السياسي القبرصي إيوانيس يوانو، يعلق قائلا إن التوترات تعود للجزيرة بين الحين والآخر بسبب عدم وجود صيغة حل نهائي، كما أن المفاوضات متوقفة نتيجة شرط أردوغان الذي يتكرر منذ 2017، وهو “المساواة في السيادة” بين شمال قبرص وجنوبها.

وبتعبير المحلل القبرصي، فهذا الشرط “غير مقبول” لأن نتيجة التسوية محددة بقرارات مجلس الأمن، وتم الاتفاق عليها منذ عام 1977، وهو اتحاد ثنائي المنطقتين.

مع ذلك، يواصل يوانو، هناك جهد مستمر لاستئناف المحادثات، لكن هذا ليس بالأمر السهل في ظل الأوضاع الحالية.

“لا ضوء”

بالمثل، يرى المحلل السياسي التركي جواد غوك صعوبة في تنفيذ شرط أردوغان، قائلا إن “الاعتراف بشمال قبرص تصر عليه تركيا لكن لا يوافق عليه أحد، حتى حلفاؤها مثل أذربيجان”.

ولا يتفاءل غوك بالقادم، موضحا: “لا يوجد أي ضوء في آخر النفق”، محملا الجانب اليوناني جزءا من المسؤولية أيضا.

ويضيف: “رفض الجانب اليوناني المقترح الأممي الذي تقدم الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة كوفي عنان (الخاص بإعادة هيكلة قبرص لتضم اتحادا من دولتين)، وأتت حكومة قومية في شمال قبرص لم تبحث كثيرا فكرة توحيد الجزيرة، وما زالت القضية معلقة”.

أزمة شمال قبرص

  • عام 1974، تدخلت تركيا عسكريا في الجزيرة التي تعتبرها ضمن نفوذها العثماني القديم، وذلك عقب انقلاب في الجزيرة ومحاولة ضمها إلى اليونان، وفرضت سيطرتها على 37 بالمئة منها.
  • في 1983، أُعلن الأتراك في شمال قبرص قيام جمهورية شمال قبرص التركية، التي لم تعترف بها سوى أنقرة.
  • جرت المفاوضات حول إعادة توحيد قبرص بين المكونين اليوناني والتركي بوساطة من الأمم المتحدة، ثم توقفت عام 2017.

skynewsarabia.com