وخلال الحرب بأوكرانيا نفذت القوات الروسية مؤخراً هجمات عبر قاذفاتها الجوية العابرة للقارات والأسرع من الصوت، حيث شاركت في ذلك (Tupolev 22-M) القادرة على خرق أجواء حلف الناتو وتوجيه هجمات نووية وهجمات بعشرات القنابل الحرارية في مكان بأوروبا.
كما استعرضت موسكو تلك القاذفة الملقبة بـ”مفترسة السفن“، بالساحة الحمراء يوم 7 مايو، خلال الاحتفال بـ”يوم النصر“.
قدرات خارقة
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة “الصن” البريطانية، الاثنين، تستطيع “توبوليف تي يو-22 إم” الأكثر فتكا، حمل قنابل نووية لآلاف الكيلومترات وإلقاء ما يصل إلى 24 طنا من القنابل.
وأوكرانيا كانت ورثت عددًا كبيرًا منها لكن من طراز “تو-22 ” و”تو-22 إم” ومع انهيار الاتحاد السوفيتي، تم تدميرها وفقا لإحدى الاتفاقيات.
وصممت هذه القاذفة النووية الاستراتيجية، المعروفة لدى حلف الناتو باسم “باك فاير”، لاستهداف الأساطيل البحرية المعادية خلال الحرب الباردة.
ويبلغ مدى هذه الطائرة حوالي 7 آلاف كيلومتر، ما يضع أوروبا والساحل الشرقي للولايات المتحدة ضمن نطاقها، بحسب، وفقا للصحيفة البريطانية.
كما تعد توبوليف 22 امتدادا للقاذفة “تو-95 إم إس” التي دخلت الخدمة العسكرية عام 1956، لتكون مماثلة لقاذفات “بى 52” الأميركية.
وصُنعت النسخة الأولى من توبوليف 22 إم 3 عام 1976، ودخلت الخدمة العسكرية فعليا 1983، كما أنها تستطيع حمل صواريخ كروز وقصيرة المدى أو قنابل نووية.
وخلال الفترة من 1971 و1993 صنعت روسيا حوالي 500 طائرة من طراز توبوليف 22، وشاركت بعض تلك الطائرات في حرب أفغانستان، ثم حربيْ الشيشان خلال تسعينيات القرن العشرين، وجورجيا عام 2008، والحرب السورية.
ويطلق العسكريون على هذه الطائرة، لقب “مفترس السفن” و”قاتلة “حاملات الطائرات”، فخلال إحدي التجارب السابقة، استطاع صاروخ ” إكس -22″ المجنح الأسرع من الصوت الذي أُطلق من “توبوليف” أن يفتح في جسم حاملة الطائرات فتحة بقطر 20 متراً.
وهذا الصاروخ يستطيع قطع مسافة تصل إلى 500 كيلومتر بسرعة ألف متر بالثانية، وفقا لموقع “سبوتنيك” الروسي.
وقال خبير الأمن القومي مارك إيبسكوبوس: “تعد توبوليف 22 إم 3 أحد أكثر رموز القوة الجوية الروسية شهرةً، حيث تميزت على مدى 3 عقود من الخدمة باعتبارها قاذفة استراتيجية فعالة وموثوقة بشكل كبير، وفقا لموقع “ذا ناشيونال إنترست”.
ووفقا لتقارير عسكرية أعطت تلك القاذفات التي تعتبر الأقوى في العالم، روسيا تفوقا جويا كبيرا وكان بينها قاذفة “توبوليف”.
لها قوة تدميرية هائلة وقدرة على الطيران البعيد المدى بسرعة تفوق سرعة الصوت، وتوجد منها طرُزٌ مختلفة.
النشأة والخصائص
وتوبوليف 22 صنعهتا شركة توبوليف الروسية التي تأسست عام 1922 لتعزيز الترسانة الجوية الروسية، لمواجهة المعسكر الغربي.
وتتمتع بقدرات أبرزها: التزود بالوقود بالجو عبر خرطوم في الجزء العلوي من المقدمة، توفّر معدات استطلاع واستشعار بينها رادار جانبي من طراز (Shompol)، ومعدات تشويش إلكتروني متطورة.
كما قادرة على حمل 10 صواريخ منوعة الطرُز والأحجام، لاستخدامها ضد المدرعات والأهداف الحصينة والخفيفة والأفراد، وتتميز بالإقلاع القصير والكفاءة في التحليق والسرعة العالية والطيران المنخفض.
وتحلق الطائرة على ارتفاع 13 ألف قدم، بسرعة تصل إلى 2.327 كليو متر في الساعة، ويصل وزنها 58 ألف كيلوغرام فارغة، و112 ألف كيلوغرام بالحمولة، فضلا عن أن المدى العملياتي هو 7 آلاف كيلومتر، والمدى القتالي 2.410 كيلومتر.
ويقول الباحث في الشؤون العسكرية مينا عادل، إن الطائرة هي أحد الرؤوس الحربية لسلاح الجو الروسي فهي أكثر القاذفات الاستراتيجية تواجدا بمسارح العمليات العسكرية الروسية عن باقي القاذفات الأخرى.
ويضيف لموقع “سكاي نيوز عربية” أنه “تم تطوير النسخة (إم 3) لتكون حلا مرنا يسهل إعادة تموضعه بأي مكان بفعالية قتالية غير عادية خاصة بالمهام الهجومية بسبب إمكانيات الطيران الممتازة على ارتفاع عالي يصل لـ13 ألف كليو، والهجوم بشكل منخفض وبسرعة فائقة”.
وعن قدرات القاذفة يردف: “تصل سرعتها لضعف سرعة الصوت مرتين (2 ماخ)، بجانب التشويش الإلكتروني الدفاعي ضد المقاتلات الاعتراضية والدفاع الجوي والأهم على الإطلاق هو كومبيوتر “التنشين” في توجيه القنابل وهو (SVP-24-22)”.
ويتابع مينا عادل: “الطائرة قادرة على حمل نحو 60 قنبلة حرة التوجيه، وحمل نوعين من الصواريخ الفرط صوتية من طراز (كا إتش 22) ونسختها النووية (كا إتش 32)، أيضا صواريخ (كا إتش 47)، ما جعلها أحد الحلول التكتيكية الروسية ضد الأساطيل الغربية”.