وقال الرئيس فلاديمير بوتن، الاثنين، إن القوات الروسية ستراقب سفينة القيادة الأميركية ماونت ويتني عن كثب، معبرا عن قلقه من نشاط حلف شمال الأطلسي “الناتو” قرب الحدود الروسية.

أهبة الاستعداد

ويوم الثلاثاء، نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن أسطول البحر الأسود قوله إن سفنه تدربت على تدمير أهداف معادية وأن نظم الدفاع الجوي كانت على أهبة الاستعداد في قواعدها في نوفوروسيسك وفي شبه جزيرة القرم.

وكانت روسيا حذرت الدول الغربية من قبل من إرسال سفنها الحربية إلى البحر الأسود والاقتراب من ساحل شبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو في 2014 والمعترف على المستوى الدولي بأنها جزء من أوكرانيا.

والاثنين، قالت البحرية الأميركية إن السفينة ماونت ويتني وصلت إلى إسطنبول وأنها ستنضم قريبا لسفن أخرى في البحر الأسود.

وفي وقت لاحق، رفض الكرملين تقريرا إعلاميا أميركيا عن حشد عسكري روسي قرب أوكرانيا ووصفه بأنه “زائف وذو قيمة متدنية” وذلك رغم أنه قال إن تحريك القوات على الأراضي الروسية أمر يرجع إلى موسكو.

ووفق موقع بوليتيكو الإخباري فإن صور الأقمار الصناعية الملتقطة، الاثنين، أكدت تقارير حديثة أن روسيا تحشد قوات وعتاد عسكري من جديد على الحدود مع أوكرانيا وذلك بعد حشد كبير خلال فصل الربيع.

 من البحر إلى الجو

وفي 20 أكتوبر الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن مقاتلتين روسيتين منعتا طائرتين أميركيتين من انتهاك المجال الجوي فوق البحر الأسود.

وقال مركز إدارة الدفاع الوطني إن مقاتلتين روسيتين من طراز سو-30 رافقتا قاذفتين أميركيتين استراتيجيتين من طراز B-1B فوق البحر الأسود، متجهة نحو الحدود الروسية، ونتيجة لذلك، غير الطيارون الأميركيون مسارهم.

وأضاف المركز، في بيان: “رصدت الرادارات الروسية أهدافا فوق البحر الأسود في 19 أكتوبر تقترب من حدود روسيا”.

وأوضح أنه “لتحديد الأهداف الجوية ومنع انتهاك حدود الدولة لروسيا الاتحادية، تم إرسال طائرتين مقاتلتين من طراز سو-30 من القوات المناوبة للطيران البحري والدفاع الجوي لأسطول البحر الأسود إلى الجو. وحددت المقاتلتان الروسيتان الأهداف على أنهما قاذفتان أميركيتان من طراز بي-1بي وطائرتا نقل كي إس-135، ورافقتهما فوق البحر الأسود”.

وأشار المركز إلى أنه “بعد خروج الطائرات العسكرية الأجنبية من حدود دولة روسيا الاتحادية، عادت المقاتلات الروسية إلى قاعدتها بسلام، ولم يُسمح بانتهاك حدود الدولة”.

مناورات عسكرية “ضخمة”

ونهاية يونيو الماضي، نفذت أوكرانيا والولايات المتحدة تدريبات عسكرية ضخمة بمشاركة 30 دولة في البحر الأسود وجنوب أوكرانيا رغم الاعتراض الروسي.

تدريبات “نسيم البحر 2021” جاءت في أعقاب تصاعد التوترات بين الناتو وموسكو، التي قالت إنها سترد، “إذا تطلب الأمر، لحماية أمنها الوطني”.

وتدهورت العلاقات بين كييف وموسكو بعد ضم القرم وبسبب دعم روسيا لانفصاليين في شرق أوكرانيا.

وتسبب المناورات في أزمة جانبية بين روسيا وبريطانيا حيث قالت موسكو إن قوات حرس الحدود أطلقت طلقات تحذيرية وقنابل بعد خرق سفينة حربية بريطانية حدود البلاد قبالة سواحل شبه جزيرة القرم، فيما نفى الجيش البريطاني الأمر، مؤكدا أنها دخلت ممرا ملاحيا معترفا به دوليا.

 مزيد من الهيمنة

وتسعى روسيا لزيادة هيمنتها على حوض البحر الأسود كمجال حيوي يضمن استمرار مصالحها الاستراتيجية التي تتجلى في العديد من الملفات مثل خطوط نقل الطاقة وقواعد الأسطول العسكري ومجالات الأمن الإقليمي والتجارة ومزيد من الهيمنة بغرض فتح المجال للوصول إلى البحر المتوسط وإعاقة نفوذ الناتو والغرب في المنطقة.

وفي إطار تلك المساعي، زادت روسيا من عدد أفراد أسطولها في البحر الأسود ليصل إلى 25 ألف عسكري، و21 سفينة حربية كبيرة، و7 غواصات، و200 سفينة دعم، كما تم إرسال أكثر من 28 ألف جندي من القوات البحرية إلى المنطقة.

ساحة معركة

أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأميركية، سعيد صادق، قال إن منطقة البحر الأسود قد تشهد مناوشات من قبيل دخول مركب للمياه الإقليمية أو طائرة للأجواء، فيما استبعد وقوع حرب صريحة.

وأضاف صادق، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن روسيا تهدف إلى “تجميد النزاعات” في البحر الأسود وشبه جزيرة القرم وليس الحرب حيث إن بوتين يعلم أنه من خلال تحويل المياه المتقلبة للبحر الأسود إلى ساحة معركة محتملة، ينهي أي أمل في استعادة العلاقات مع الغرب.

 عقدة أميركا

وأوضح أن التفوق الروسي شرق أوروبا يمثل عقدة سياسية لدى الإدارة الأميركية، فالبحر الأسود لا تستطيع اختراقه رغم كونه منطقة مصالح حيوية بالنسبة لها.

وأوضح أن أميركا تحاصر روسيا بأساليب أخرى كالدخول في المشاريع المتعلقة بالبحر الأسود لمنع المنافسين المحتملين من التحول إلى خصوم حقيقيين، وتشكيلهم تحالفات إقليمية ضد هيمنتها، وكذلك منع توسع النفوذ الروسي.

skynewsarabia.com