ومنذ نهاية أكتوبر الماضي، أبدت كوريا الجنوبية رغبتها في الانسحاب من الاتفاقية العسكرية الموقعة مع جارتها كوريا الشمالية، وسط مخاوف سيول من أن تشن بيونغ يانغ هجمات مماثلة لتلك التي شنتها حركة حماس ضد إسرائيل.
وتأتي تلك التطورات وسط الزيارة المقررة لوزير الخارجية أنتوني بلينكن، الأربعاء، إلى كوريا الجنوبية لإجراء محادثات حول كوريا الشمالية وتحالفها مع روسيا، وبعد أن دانت مجموعة السبع “بشدّة” أثناء قمة طوكيو، شحنات الأسلحة الكورية الشمالية إلى روسيا.
ما تلك الاتفاقية ولماذا تريد كوريا الجنوبية الانسحاب؟
وفق وكالة “أسوشيتدبرس” فإن وزير الدفاع الكوري الجنوبي شين وون شيك قال إن العنف في إسرائيل وغزة يؤكد حاجة بلاده إلى تعزيز مراقبة الشمال، مشيرا إلى أن مناطق حظر الطيران المنصوص عليها في الاتفاقية، تمنع بلاده من الاستفادة الكاملة من أصول المراقبة الجوية الخاصة بها في وقت تتزايد فيه التهديدات النووية لبيونغ يانغ.
وعلى مدار الأيام الماضية، يطالب شيك الذي تولى منصبه في 7 أكتوبر الماضي، بتعليق الاتفاقية العسكرية بين الكوريتين:
- وقِعَت في 2018 في عهد الرئيس الليبرالي السابق مون جيه-إن الذي كان يسعى إلى المصالحة بين الكوريتين.
- بموجبها تم إنشاء مناطق عازلة برية وبحرية يُحظر فيها إطلاق المدفعية وإجراء التدريبات العسكرية على طول حدود البلدين .
- حظرت الطيران فوق حدود البلدين لمنع الاشتباكات.
- منعت تدريبات إطلاق النار بالأسلحة الرئيسية في الجزر الشمالية الغربية بكوريا الجنوبية.
- بسببها كوريا الجنوبية تواجه صعوبات كبيرة في الحفاظ على وضع الاستعداد القتالي لها، وفق “شين”.
- بعد إلغائها ستتمكن كوريا الجنوبية من استئناف مراقبة الخطوط الأمامية التي تربطها بكوريا الشمالية، حسب وكالة “يونهاب”.
- الإلغاء الكامل للاتفاقية يتطلب عملية قانونية معقدة بكوريا الجنوبية لكن إيقافها على نحو مؤقت لن يتطلب سوى قرار من اجتماع لمجلس الوزراء بالبلاد.
ما علاقة تلك التوترات بحرب غزة؟
يقول جهاز الاستخبارات في كوريا الجنوبية إن الجارة الشمالية تحاول استغلال حرب غزة “بشكل متعدد الأوجه”، حيث قال يو سانغ بيوم، سكرتير جهاز الاستخبارات، إن بلاده حصلت على مؤشرات على أن الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، أمر بالبحث عن سبل لدعم شامل للفلسطينيين.
وأضاف: “كوريا الشمالية لديها تاريخ في تصدير الأسلحة المضادة للدبابات وقاذفات الصواريخ إلى حماس وحزب الله، في الماضي، لذلك نعتقد أن هناك إمكانية لبيع الأسلحة إلى الجماعات المسلحة ودول العالم الثالث”.
لكن كوريا الشمالية نفت تلك المزاعم، وقالت إنها “أخبار كاذبة”، وإن إسرائيل هي التي تتحمل مسؤولية اندلاع القتال وسقوط الضحايا، كما أن الولايات المتحدة شريكة في “الإبادة الجماعية الإسرائيلية لسكان قطاع غزة”.
بلينكن في سيول وعلى الطاولة حربي أوكرانيا وغزة
ومن المقرر أن يصل وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى كوريا الجنوبية، الأربعاء، لإجراء محادثات حول كوريا الشمالية والتحالف والقضايا الإقليمية، وسط مخاوف متزايدة بشأن العلاقات العسكرية التي أصبحت أكثر قربا بين كوريا الشمالية وروسيا.
ووفق وكالة كوريا الجنوبية، فإن الزيارة تعد الأولى لبلينكن منذ تشكيل حكومة الرئيس يون سوك-يول في مايو 2022، والأولى منذ ما يقرب من عامين ونصف بعد زيارته الأخيرة لحضور اجتماع “2+2” لوزراء خارجية ودفاع البلدين.
ومن جانبه رفض البنتاغون، التعليق على الجدل المحتدم في كوريا الجنوبية حول فكرة إلغاء الاتفاق العسكري بين الكوريتين، معتبرا أن القرار يعود لسيول.
مناكفة روسيا والصين
ويقول الخبير في الشؤون الآسيوية، جلال الطويل، لموقع “سكاي نيوز عربية”:
- العلاقات المتصاعدة بين كوريا الشمالية وروسيا منذ حرب أوكرانيا والتجارب الصاروخية التي تجريها بيونغ يانغ تقلق الجنوب.
- الولايات المتحدة تستغل تلك التوترات لمناكفة روسيا والصين عن طريق حليفاتهما كوريا الشمالية.
- واشنطن تصب الزيت على النار في منطقة شرق آسيا وشبه الجزيرة الكورية بعد التدريبات العسكرية التي تجريها طوال الوقت مع حلفائها.
- كوريا الشمالية أعلنت نجاحها في بناء أقوى قوة نووية في العالم وهذا يقلق واشنطن.
- لا مؤشرات على أن كوريا الشمالية تستعد لشن هجمات مماثلة على غرار حماس ضد الجارة الجنوبية.
- سيول لديها مخاوف من أن تكون بيونغ يانغ في المرحلة النهائية من الاستعداد للقيام بمحاولة ثالثة لوضع قمر صناعي للاستطلاع العسكري في المدار، بمساعدة روسيا كجزء من صفقة أسلحة تم التوصل إليها في قمة كيم جونغ أون وفلاديمير بوتين.
- زيارة بلينكن لتجديد التزام واشنطن بالدفاع عن حليفتها الآسيوية الرئيسية ضد مزاعم التهديدات الأمنية للشمال.
- إلغاء كوريا الجنوبية الاتفاقية العسكرية مع جارتها الشمالية سيشعل التوترات بالمنطقة ويضع منطقة شبه الجزيرة الكورية وشرق آسيا على صفيح ساخن.