وسبق أن اتهم رئيس المجموعة يفغيني بريغوجين الجيش بمنع الذخائر والإمدادات عن رجاله؛ ما يجعلهم في وضع سيء خلال القتال.

والثلاثاء دخل البرلمان الروسي على خط الأزمة بتصويت لإقرار تعديل يعاقب من يشوه سمعة الجماعات “المتطوعة” التي تحارب بجانب الجيش؛ أي “فاغنر“.

وقوبلت الخطوة بترحيب من بريغوجين، والذي طلب من البرلمان، في يناير، حظر التقارير الإعلامية عن المجموعة.

الخلافات بين الجيش و”فاغنر” إن استمرت، يتوقع باحثون سياسيون في حديثهم لموقع “سكاي نيوز عربية” أن تكون بمثابة إطلاق الدب الروسي النار على إحدى قدميه، فيما تتلقف أوكرانيا الفرصة.

دواعي قلق موسكو

الباحث المتخصص في الشؤون الروسية الأوروبية، الدكتور باسل الحاج جاسم، يقول إن إسهامات “فاغنر” في تحقيق انتصارات، وأحدثها في مدينتي سوليدار وباخموت، يتابعها العالم.

أما أصل الخلاف، فيوضحه جاسم، في أن: “النصر لا يحسب إلا لأصحاب الزي العسكري، أما أصحاب الوعود مثل فاغنر فيكفيهم الامتيازات المالية، أو بعض الثناء الإعلامي والسياسي، وهو ما منحهم إياه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ وبالتالي يريد العسكريون الروس كل النصر؛ وهو ما لا يرضي فاغنر”.

كما يمس الخلاف ما يوصف بـ”الطموحات السياسية” لقائد فاغنر، والتي يرى جاسم أنها أثارت قلق بوتين، الذي يخشى كذلك تحول المجموعة لجيش موازٍ ذي خلفية أيديولوجية.

استياء “فاغنر”

وصف تقرير أميركي “فاغنر” بالطامحة لأن تصبح “منظمة عسكرية موازية”، بعد ضمها لنحو 50 ألف مقاتل، فيما يضرب بريغوجين ومقاتلوه الطاولات أمام الجيش للحصول على ذخيرة أكثر يوميا.

وتوقع تحليل لمعهد دراسات الحرب في واشنطن، أن يسعى الجيش الروسي للقضاء على مقاتلي “فاغنر” في ساحات القتال، فيما اتهم بريغوجين، القيادة العليا للجيش بمنع تسليم مقاتليه معاول تسمح لهم بحفر الخنادق، وهو ما جعل القتال صعبًا للغاية عليهم في باخموت.

كما هاجم بريغوجين، وزير الدفاع سيرغي شويغو، ورئيس الأركان العامة فاليري غيراسيموف، ووصفهما بنبرة ساخرة بأنهما “قائدان عسكريان استثنائيان”، في “حملة تشهير” ستخدم مصالح الغرب في الحرب، حسب صحيفة “غارديان” البريطانية.

تكتيك فاغنر

يثمن فوروجتسوف ستاريكوف، الباحث في مؤسسة “فولسك” العسكرية، النجاحات الأخيرة لـ”فاغنر” التي “رفعت أسهمها في الشارع الروسي”.

إلا أنه يحذر من أن الصراع بين وزارة الدفاع و”فاغنر” سيخدم مصالح أوكرانيا بكل تأكيد، مستشهدا على ذلك بأن:

  • درجة التعاون والتنسيق على محاور القتال بين الطرفين أصابها بعض العطب، وهذا مهم للغرب قبل معركة الربيع التي تجهز لها كييف وحلفاؤها ضد روسيا.
  • الخلافات الشديدة أحد أسباب تأخير الحسم في باخموت.

وعما ساهم في تأجيج الخلاف يقول ستاريكوف:

  • أسلوب فاغنر في التعامل مع الذخيرة دون حساب أو استراتيجية.
  • تسويق المجموعة لنفسها إعلاميا في الداخل الروسي وتعمد إحراج قيادات الجيش أحيانا.
  • قطع فاغنر الشهريين الماضيين التنسيق مع الجيش، بالأخص في الشرق.

skynewsarabia.com