وصعد الناتو منذ ضم روسيا شبه جزيرة القرم في العام 2014 أثناء مناوراته العسكرية في شرق أوروبا، ويقول زعماء الحلف إن الهدف من ذلك هو طمأنة أعضاء الحلف الذين يخشون اعتداء روسيا، وقد أغضب ذلك روسيا التي تقول إن حلف شمال الأطلسي أصبح يمثل عبئا على فنائها الخلفي، وشبه الكرملين ذلك بنشر روسيا صواريخ في المكسيك، بحسب دراسة نشرها المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات تحت عنوان: “الناتو ..ارتباطات وثيقة بين حلف الناتو والتعاون الدفاعي لدول الشمال الأوروبي”.
ووفق الدراسة، ازداد عدد الطائرات الحربية لحلف الناتو في أوروبا الشرقية خلال السنوات الـخمس الأخيرة، ليبلغ (101) طائرة، واستمرت زيادة قوات الناتو في أوروبا الشرقية من قوات الدول الواقعة خارج المنطقة، ومنذ عام 2014 ارتفع عدد العسكريين من (2000) إلى (15000).
ومنذ بداية عام 2018 جرت أكثر من (100) من التدريبات العسكرية، وشارك فيها ما يصل إلى (80000) عسكري، وازداد عدد القوات التي تشارك فيها خلال خمس سنوات بـ (10) أضعاف، كما ازداد عدد الطائرات الحربية من (11) طائرة إلى (101) طائرة، وأشار إلى أن تكثيف تدريبات قوات الحلف مستمر.
ويرى جاسم محمد الخبير الأمني ورئيس المركز، أن الحلف سيكون غير قادر على صد هجوم روسي على جناحه الشرقي في حال حصوله، مشيراً إلى أن “أوانا لونغيسكو”، المتحدثة الرسمية باسم الناتو، كانت قد أبلغت وكالة تاس الروسية، أن “قوات حلف شمال الاطلسي هي الآن أكثر استعدادا وقادرة على الانتشار أسرع من أي وقت مضى خلال العشر سنوات الماضية”.
وأضافت أوانا لونغيسكو :“حلف شمال الأطلسي الآن يعزز دفاعه الجماعي لأقصى حد منذ نهاية الحرب الباردة، وهو يضع أربع مجموعات قتالية متعددة الجنسيات في جناحه الشرقي، بما في ذلك في ليتوانيا، تحت قيادة ألمانيا ، وبالإضافة إلى ذلك، فقد ضاعف الناتو ثلاث مرات عدد قوة الرد السريع حوالي (25000) شخص تقريبا ومنها لواء قوامه (5000) عنصر من قوة الرد الفائق السرعة”.
ويقول محمد في تصريح لـ”سكاي نيوز عربية” إن حلف شمال الأطلسي شكل في عام 2016 قوة للرد السريع في دول شرق أوروبا، كما قرر الإبقاء على حضور دائم في المنطقة،واتخذت هذه القرارات، التي قدمت خصوصا باعتبارها ردا على سلوك روسيا في أوكرانيا، من قبل مجلس الحلف الأطلسي في قمة نيوبورت في ويلز ببريطانيا ويأتي القرار لتخفيف قلق الدول الأعضاء القريبة من الحدود الروسية، ولردع تحرشات الكرملين بأوكرانيا، ومنع تكرارها في أماكن أخرى بالمنطقة.
وبحسب محمد، تشهد منطقة بحر البلطيق توترا متزايدا بين موسكو والغرب، وزادت موسكو قدراتها العسكرية في جيب كالينينغراد التابع لها في منطقة بحر البلطيق، وانتقدت حلف شمال الأطلسي لنشره الدرع المضاد للصواريخ في شرق أوروبا، والنرويج والدنمارك وأيسلندا أعضاء بحلف الأطلسي في حين تظل السويد وفنلندا، اللتان تشتركان في حدود مع روسيا لمسافة 1340 كيلومترا، على الحياد عسكريا، وقالت فنلندا إنها تنوي إجراء مناورات عسكرية على نطاق كبير مع دول الشمال والولايات المتحدة وحلفاء آخرين خلال عام 2020.
ويرى الخبير الأمني أن الترتيبات والأنشطة العسكرية التي يقوم بها الحلف عند حدود روسيا تهدف إلى “ردع العدوان الروسي” حيث أعلن حلف الناتو أن (30) كتيبة مشاة آلية و(30) سربا من الطائرات و(30) سفينة حربية ستكون موجودة في حوزة أعضاء الحلف بحلول عام 2020، وهذا يعني أن جيش مشاة آلية نحو (30000) عسكري و(1000) آلية عسكرية مدرعة وجيش طائرات نحو (500) طائرة ومروحية، وأسطولاً كاملاً من السفن الحربية ستكون موجودة عند حدود روسيا.
وعلق أوليغ جولتونوجكا الخبير العسكري في تصريحات إلى جنرالات حلف شمال الأطلسي التي تعتقد أن البلطيق هدفا محتملا لضرب روسيا، وأنها بعد ذلك، ستتمكن من استخدام البلطيق كجسر لشن هجوم على دول أخرى.
وقال أن دول البلطيق ليست موقع جيد للاستيلاء على روسيا، وختم قائلا إن حتى مجموعة تتألف من (200) ألف أو (500) ألف لن تساعد ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا، لذلك دول البلطيق ستصبح مقبرة حلف الناتو.