جزيرة “سبيتسبيرغن” هي أكبر جزيرة في أرخبيل سفالبارد، وهي جزيرة رائعة تتكون من الأنهار الجليدية وقمم الجبال في “منتصف الطريق” بين النرويج والقطب الشمالي، هي جسر استراتيجي واقتصادي لموسكو.
كل ذلك بسبب واحدة من أكثر المعاهدات الدولية غرابة التي تم إبرامها على الإطلاق، والتي تمنح النرويج السيادة على الجزيرة، ولكنها تسمح لمواطني 46 دولة باستغلال الموارد الهائلة للجزر على قدم المساواة.
وهذا هو السبب في تواجد 370 عاملا روسيا وأوكرانيا من دونباس في إحدى مناطق سبيتسبيرغن، حيث حفر السوفييت الفحم لعقود، وحيث يكون الجو مظلما طول اليوم، لما يقرب من ثلاثة أشهر من العام.
وقال مسؤول روسي إن “سبيتسبيرغين مغطاة بالعرق والدم الروسي منذ قرون.. أنا لا أدعي أنها ليست أراض نرويجية لكنها جزء من التاريخ الروسي”، وفقا لموقع “رو ستوري”.
ولطالما أرادت موسكو أن يكون لها سيطرة أكبر في الأرخبيل الذي كان مركزا للصيادين وصائدي الحيتان وصيادي الأسماك الروس منذ القرن السادس عشر.
وتمر الغواصات النووية الروسية من الأسطول الشمالي القوي للقوات الروسية بالقرب من جزيرة بير الواقعة في أقصى جنوب سبيتسبيرغن للوصول إلى شمال المحيط الأطلسي.
وقال أستاذ العلوم السياسية أريلد مو من معهد فريدجوف نانسن النرويجي إن “المصلحة الرئيسية لروسيا هي تجنب موقف حيث يستخدم الآخرون الجزر بشكل عدواني”.
وأضاف أنه للتأكد من حدوث ذلك، فإنهم “يحافظون على وجودهم هناك ويهتمون للغاية بما يجري في تلك المنطقة”.
وقال جيمس ويذر، الأستاذ في مركز جورج سي مارشال الأوروبي للدراسات الأمنية في ألمانيا، إن سبيتسبيرغن هي “كعب أخيل لحلف شمال الأطلسي في القطب الشمالي”، لأن بعدها عن البر الرئيسي للنرويج و “الوضع القانوني الغريب يوفر مجموعة من الذرائع المحتملة للتدخل الروسي.
وكتب الضابط السابق بالجيش البريطاني في عام 2018: “على الرغم من أن خطر المواجهة العسكرية المباشرة لا يزال منخفضا، إلا أن سفالبارد معرضة بشكل خاص لمغامرة روسية تقدم عائدا استراتيجيا لدفع أهداف روسيا طويلة المدى لتقسيم الغرب وتحييد الناتو”.
تحاول النرويج التقليل من شأن المظالم الروسية، قائلة إنها بعيدة كل البعد عن كونها جديدة وتصر على أن سيادتها على الجزر لا تختلف عن أي جزء آخر من أراضيها.