وأكد الرئيس السويسري، غي بارميلين الذي تستضيف بلاده اللقاء، أن القمة بين الرئيسين الأميركي والروسي تعد فرصة ستسمح بزرع التفاؤل في السياسة الدولية، مشيرا إلى أن التعاون بين القوى الكبرى ضروري لتجاوز التحديات المشتركة.
وقال بارميلين: “سويسرا موقنة من ضرورة تنمية روابط بناءة بين القوى الكبرى بهدف تجاوز التحديات التي نعايشها. خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية، عانى العالم من وباء ضربه بشدة. ويأتي لقاء جنيف كفرصة لكل من الرئيس الأميركي والروسي لزرع مزيد من التفاؤل والأمل في السياسة الدولية. يجب أن يهدف المجتمع الدولي بأكمله إلى تحقيق الانتعاش المستدام غداة هذه الأزمة التي عاشها. “
وتشهد العلاقات الروسية الأميركية توترا من جراء اتهامات واشنطن لموسكو بالتدخل بالانتخابات الرئاسية بالإضافة إلى مسؤولياتها عن سلسلة عن الهجمات السبيرانية ضد وكالات حكومية وشركات خاصة.
وما يقلق واشنطن ومجتمعها الأمني ليس فقط هجمات الفدية الأخيرة على شركات أميركية، إنما “سجل بوتن السيء في التعاطي مع حقوق الإنسان، والذي يتمثل بتسميمه وسجنه شخصيات معارضة بارزة في روسيا، ودعمه حملات قمع وحشية ضد المتظاهرين في بيلاروسيا، فضلا عن سياساته في سوريا”، حسب تقارير أميركية.
وكان قد هدد بايدن بأنه سيحدّد للرئيس الروسي خلال لقائهما المرتقب ما هي “خطوطه الحمراء”. وصرّح الرئيس الأميركي خلال مؤتمر صحافي في ختام قمّة حلف شمال الأطلسي في بروكسل “لا نسعى إلى نزاع مع روسيا، لكنّنا سنردّ إذا واصلت روسيا أنشطتها”.
وقال إن بلاده سترد بحزم على أي تصرف عدائي قادم من روسيا فيما أشار إلى أن واشنطن لا تريد أن تفتح صراعاً مع موسكو، بل إن هناك الكثير من القضايا والملفات التي يمكن للبلدين أن تتعاونا في حلها من بينها الأزمة في ليبيا، وملف إعادة إعمار سوريا، والتغير المناخي وغيرها.
واعتمد بايدن لهجة حازمة قبل يومين من موعد القمة مع بوتين، لكنّه وصف الرئيس الروسي بأنّه رجل “ذكي” و”صلب”. وأبدى الرئيس الأميركي قلقه على مصير المعارض الروسي المسجون أليكسي نافالني.
وقال بايدن إن وفاة نافالني إذا حصلت ستكون مؤشّراً جديداً إلى عدم وجود أيّ نيّة لدى روسيا لاحترام حقوق الإنسان الأساسية”. وتابع “ستكون مأساة. سيُلحق ذلك ضرراً بالعلاقات مع بقية دول العالم ومعي”.
كما دان بايدن “الأنشطة العدوانية لروسيا” وشدّد على وجود نية لديه ولدى الحلف الأطلسي بـ”دعم وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها”.
وقال الرئيس الأميركي: “سنفعل كل ما بوسعنا لكي تتمكّن أوكرانيا من مقاومة العدوان”. لكنّه حذّر بأنّ انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي الذي يسعى إليه بإصرار الرئيس فولوديمير زيلنسكي، لا يتوقّف عليه فقط بل على قرار الدول الثلاثين الأعضاء في الحلف.
ويأمل عائلات اثنين من الأميركيين ومشاة البحرية السابقين المحتجزين في روسيا أن تكون القمة بين الرئيسين في جنيف خطوة إلى الأمام نحو إعادتهم إلى الوطن.
وتعد مسألة تبادل الرهائن والمعتقلين من بين مجموعة من القضايا الشائكة المعلقة على اجتماع بايدن الأول مع الرئيس الروسي، إلا أن بعض المحللين يرى أنه يمكن تحقيق بعض التقدم في ملف تبادل المعتقلين وفي إعادة الدبلوماسيين إلى مناصبهم بما يرسل إشارة إلى إحراز بعض التقدم.
وكان قد قال بوتن في تصريحات لوسائل إعلام رسمية الأسبوع الماضي إن هناك “قضايا يمكننا العمل فيها سوياً” مع الولايات المتحدة، بدءاً بمحادثات جديدة للحد من الأسلحة النووية، ومناقشة النزاعات الإقليمية بما في ذلك سوريا وليبيا، والتغير المناخي.
وأضاف الرئيس الروسي: “إذا استطعنا إنشاء آليات للعمل سوياً على هذه القضايا، أعتقد أنه سيمكننا القول إن جهود القمة لم تذهب سدى“.
ويرى مراقبون أن الهدنة في “الحروب الدبلوماسية” قد تكون ممكنة أيضاً، فقد طردت الولايات المتحدة عشرات الدبلوماسيين الروس في السنوات الأخيرة؛ الآن سيتم منع المبعوثين الأميركيين في روسيا من توظيف السكان المحليين، مما يعني تخفيضات كبيرة في الخدمات بما في ذلك التأشيرات.
وحول ما يتوقّعه تحديداً من قمة جنيف، لم يشأ بايدن إعطاء جواب صريح، مشدّداً على أنّه لا يريد كشف استراتيجيته مسبقاً أمام “صحافيي العالم أجمع“.
لكنّه أعرب عن أمله بأن يطرأ تغيير على نهج سيّد الكرملين.