وانتهت الجولة السابعة في 17 ديسمبر الجاري، دون إحراز تقدم، حيث تتفاوض كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين، بالإضافة إلى مشاركة الولايات المتحدة بطريقة غير مباشرة، مع إيران في فيينا لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وكانت الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق النووي منتصف عام 2018 وقامت بتشديد العقوبات على إيران، مما دفع الأخيرة إلى التملص من بنود الاتفاق عبر رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60 بالمئة، وخفض مستوى التعاون مع الوكالة الدولية التي كانت مهمتها مراقبة الأنشطة النووية الإيرانية.

نفاد الوقت

وقبل ساعات من انطلاق المفاوضات، قال المبعوث الأميركي الخاص لشؤون إيران، روبرت مالي، إن الوقت المتبقي لإعادة العمل بالاتفاق النووي مع طهران ينفد، ويزيد من خطر حدوث “أزمة متصاعدة”.

وأضاف، في تصريحات لشبكة “سي إن إن” الأميركية، أنه في مرحلة غير بعيدة سيتعين على الولايات المتحدة التفاوض بشأن صفقة جديدة ومختلفة، مشيرا إلى أن إيران تقترب من إمكانية تطوير سلاح نووي في المستقبل القريب.

ودعا المنسق الأوروبي لمحادثات فيينا النووية، إنريكي مورا، عبر حسابه بموقع تويتر، طهران إلى “التوقف عن المماطلة وحلحلة التعقيدات”.

وخلال الفترة الماضية، لم تتوقف إيران عن انتهاك التزاماتها الدولية فيما يتعلق ببرنامجها النووي، ما يعقد وضعية المفاوضات التي بدأت أولى جولاتها في أبريل الماضي.

“لن نقدم تنازلات”

واستبقت إيران استئناف الجولة الثامنة من المفاوضات النووية في فيينا مع القوى الدولية بمهاجمة الدول الأوروبية، والتأكيد على عدم تقديم تنازلات ما يشي بإمكانية استمرار تأزم المفاوضات.

وخلال مؤتمر صحفي مع نظيره العراقي فؤاد حسين في طهران، انتقد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الموقف الفرنسي، واصفا بعض المواقف الأوروبية بأنها “غير بناءة”.

وزعم أن “مشكلة أخرى للأوروبيين تتمثل في عدم وجود مبادرة جديدة لديهم لتقديمها إلى المفاوضين الإيرانيين خلال الجولات السابقة من المفاوضات”.

وقال الوزير الإيراني محذرا الدول الأوروبية: “إذا كانوا يريدون إعطاء نقطة واحدة لنا والحصول على 10 نقاط منا، فهذا غير ممكن، ولن نقدم تنازلات”.

وأوضح عبداللهيان موقف إيران الرسمي بشأن رفع العقوبات، قائلا: “إذا تم حل جميع المخاوف بشأن برنامج إيران النووي السلمي، فينبغي رفع جميع العقوبات”.

تحركات إسرائيلية

وما بين تحركات دبلوماسية وأخرى عسكرية، تتأهب إسرائيل لما ستسفر عنه المحادثات النووية التي تعتبر أنها “مضيعة للوقت”، بينما تعمل إيران عن كثب في برنامجها النووي.

وشدد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، خلال لقائه مع مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، على ضرورة منع إيران من حيازة السلاح النووي بأي ثمن.

وأوعز رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي إلى جيش بلاده بتسريع التحضيرات لشن هجوم محتمل على منشآت إيران النووية.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي التي نقلت تصريحات كوخافي، إن “سلاح الجو يجري تعديلات على البرامج التدريبية والتأهيلية للطيارين والملاحين”، في سبيل التحضير للهجوم المرتقب.

وتخشى تل أبيب حصول طهران على “صفقة”، في محادثات فيينا، تمكنها من الاستمرار في العمل على تطوير ترسانتها النووية.

أجواء غير إيجابية

المحلل الإيراني، أميد شكري، قال لموقع “سكاي نيوز عربية”، إنه “بالنظر إلى فشل الجولة السابعة من محادثات فيينا، ورغم تداعياتها السلبية على الاقتصاد الإيراني، تصر طهران على موقفها في إطار حزمتها المقترحة، ما يشي بأن الجولة المقبلة لن تستأنف في جو إيجابي وبناء.

وأضاف شكري، كبير مستشاري السياسة الخارجية وأمن الطاقة في مركز “تحليلات دول الخليج” (مقره واشنطن)، أنه لن يتم التوصل إلى اتفاق شامل في الجولة الثامنة، لكنّ هناك احتمالا بأن يتم إعداد شروط اتفاقية محدودة قصيرة الأجل في هذه الجولة من المفاوضات.

وأكد إيران تعلم أن العقوبات لن ترفع قبل التوصل إلى اتفاق، فيما تماطل بهدف كسب الوقت، لافتًا إلى أن استمرار السياسة الخارجية الإيرانية واستمرار برنامج إيران النووي والصاروخي وتوسيع برنامج الطائرات بدون طيار، سيشكل تحديات خطيرة لأي اتفاق محتمل.

وأشار إلى تصريحات مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان في نهاية زيارته لإسرائيل، حول تحديد موعد نهائي للمحادثات النووية بأنها لن تزيد على أسابيع، في إشارة إلى نفاد صبر واشنطن من مماطلة إيران.
وأوضح أن إدارة بايدن تؤيد استخدام الدبلوماسية لحل ملف إيران النووي، لكن البيت الأبيض يعارض بشدة حصول إيران على قنبلة ذرية، خاصة بعد زيادة تخصيب اليورانيوم.

وحول رد الفعل الإسرائيلي، قال شكري: “إن أي اتفاق يعرض الأمن القومي لإسرائيل للخطر سيقابل برد إسرائيلي قد يكون عسكريا، حيث خصصت إسرائيل أموالاً إضافية لمواجهة برنامج إيران النووي”.

skynewsarabia.com