آخر الاختبارات وتجارب تحمل الصدمات التي خضعت إليها حاملة الطائرات من طراز “جيرالد فورد” كانت في الشهر الماضي، من خلال تجربة تفجير قنبلة بلغ وزنها 40 ألف رطل  (بما يعادل 18،143 كلغ) بالقرب من الحاملة؛ لقياس مدى قدرة “يو إس إس جيرالد آر فورد” على تحمل الصدمات خلال أي عمليات حربية.

يأتي ذلك قبل دخولها الخدمة، بعد فترة طويلة من الاختبارات والتحسينات الجديدة على مدار السنوات الماضية.

ونشرت البحرية الأميركية، عبر صفحاتها الرسمية، مقاطع فيديو لحاملة الطائرات الأحدث والأكثر تقدما، خلال تجربة تفجير القنبلة في التجربة التي خضعت إليها في 20 يونيو الماضي.

وتظهر تلك المقاطع السفينة أثناء توقفها في المياه بالمحيط الأطلسي، ولحظة الانفجار التي التقطتها هيئة المسح الجيولوجي في الولايات المتحدة على أنها زلزال قوته 3.9 ريختر، كجزء من اختبار الصلابة وتحمل ظروف القتال.

وسميت حاملة الطائرات الأميركية الأحدث بهذا الاسم نسبة إلى الرئيس جيرالد فورد (الرئيس الـ 38 للولايات المتحدة، الذي حكم بين عامي 1974 و1977 في أعقاب استقالة ريتشارد نيكسون).

مواصفات خارقة
تتمتع حاملة الطائرات -التي يبلغ طولها نحو 333 مترا وعرضها نحو 78 مترا، ويصل ارتفاعها إلى 76 مترا-  بمواصفات فنية خارقة، وتصل سرعتها إلى أكثر من 30 عقدة.

وتستطيع حمل ما يصل إلى 76 طائرة حربية منوعة، وتصل إزاحتها إلى 100 ألف طن، كما تمتلك ثلاث منصات إطلاق مقارنة بمنصتين في النسخة السابقة.

كما أن الحاملة العملاقة المزودة بأنظمة صاروخية مضادة للسفن، إضافة إلى أنظمة القتال المتنوعة، تعمل بمفاعلين نوويين من طراز A1B، ما يمنحها قدرة كهربائية أكثر بنسبة 250 بالمئة من النسخ السابقة من فئة نيميتز.

وعلى رغم تدشين السفينة في عام 2013، فإنه تبين أن أنظمتها المعقدة لا تزال بحاجة إلى اختبارات واسعة النطاق، لجهة زيادة معدلات الإقلاع والهبوط بالنسبة للطائرات بشكل خاص.

وطبقا لتقرير نشره موقع “ناشونال إنتريست”، الأحد، فإن أسطول حاملات الطائرات التابع للبحرية الأميركية “لا يزال هو الأكبر والأكثر قوة في العالم”.

وأشار التقرير إلى تأثير حاملات الطائرات الأميركية -الحاملات العشر من طراز نيميتز – التي تعد رمزا للقوة العسكرية الأميركية على مدار عقود مضت.

الأسطول الأميركي

واعتبر التقرير أن “مستقبل أسطول ناقلات البحرية الأميركية يكمن في حاملات الطائرات من فئة جيرالد آر فورد، التي تشمل عددا من التحسينات عن سابقتها يو إس إس نيميتز.

وتشمل تلك التحسينات، زيادة وظائف الرادار وكذلك تحسين استقرار السفينة، وانخفاض متطلبات الطاقم التي ستشهد انخفاض أحجام الطاقم بنسبة تصل إلى 20 بالمئة مقارنة بالناقلات السابقة، إلى جانب خفض متطلبات الصيانة، وخفض التكاليف الإجمالية عموما.

وذكر التقرير أن الفئة الجديدة تأتي بقدرات تشغيلية محسنة، تضمن توفير قدر كبير من الطاقة الكهربائية. كما يتم تجهيز السفينة -التي تكلف 13 مليار دولار تقريبا- بمجموعة من القدرات المصممة لتحسين قدرتها على البقاء في القتال.

وأفاد التقرير بأن السفينة تم تسليمها إلى البحرية في العام 2017 مرة أخرى “ولكن منذ الحين واجهت عدة مشكلات. ونتيجة لتلك المشكلات فمن غير المرجح أن تكون فورد جاهزة حتى العام 2022 على الأقل”.

منافسة صينية

بموازاة ذلك، وفيما تسعى الصين إلى تطوير قدراتها البحرية بشكل متسارع خلال الفترات الأخيرة، وتتهيأ لدخول حاملة الطائرات الثالثة لأسطولها البحري “تايب 003” بعد الحاملة “لياونينغ” والحاملة “شاندونغ”، تثار مخاوف أميركية من تلك الاستراتيجية الصينية.

لكن تعليقا على ذلك، يقول المسؤول السابق في البنتاغون الأميركي، مايكل روبن، في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية” إن حاملة الطائرات الأميركية (من فئة فورد) تتفوق على نظيرتها الصينية على رغم المشكلات التي تواجه الأولى.

ويشير إلى أن تفوق حاملة الطائرات الأميركية يأتي أيضا ليس فقط لجهة المعدات (المواصفات الفنية)، لكن أيضا بسبب تفوق الأنظمة ذاتها؛ ذلك أن “الولايات المتحدة أفضل بكثير من الصينيين في إجراء عمليات إعادة التوريد في البحر”.

ويردف المسؤول السابق في البنتاغون: “يتفهم الجيش الصيني تفوق شركات الطيران الأميركية، ولهذا السبب استثمر بكثافة في التقنيات غير المتكافئة مثل الصواريخ القاتلة للحاملة.. وإذا كان بإمكان الصينيين التغلب على دفاعات فئة نيميتز أو فورد، فلن تتمكن الولايات المتحدة من إحضارهم إلى المناطق التي نحتاج إليها للعمل في حالة حدوث صراع”.

وبحسب تقرير سابق لـ “سي إن إن” فإن حاملة الطائرات الأميركية من طراز فورد، تحمل عددا أقل من البحارة بحوالي 600 شخص مقارنة بنظيراتها من فئة نيمتز. وتعمل الحاملة بنظام إطلاق جديد كليا يعرف باسم EMALS  وهو نظام إطلاق الطائرات الإلكترومغناطيسي.

skynewsarabia.com