وحسب وزارة الدفاع الروسية فإن عدد النساء في الجيش الروسي حاليا يقارب 45 ألفا من بينهن 4 آلاف ضابطة، وهو حضور متشعب يتوزع على مختلف المهمات العسكرية من القتالية والحربية إلى اللوجستية والفنية والهندسية وغيرها.
هذا ويعود تاريخ مشاركة النساء في صفوف القوات المسلحة الروسية وفي الحروب إلى الحرب العالمية الأولى، حيث شاركن وإن بأعداد قليلة ورمزية، لكن حضور المجندات الروسيات في الجيش ومختلف المؤسسات العسكرية زاد وبقوة خلال الحرب العالمية الثانية وهو حضور لم يقتصر فقط على الجبهات الخلفية وعلى مهام التمريض والمساعدة وإعداد الطعام أو المهام الإدارية، بل كان حضورا قتاليا وفي الخطوط الأمامية المباشرة،
ويقدر عدد النساء من المشاركات آنذاك في الحرب العالمية الثانية بأكثر من 800 ألف، واللائي شاركن كطيارات وقناصات ومقاتلات وغير ذلك من مهمات عسكرية واسنادية، وكن في معظمهن طبيبات وممرضات، مع ملاحظة أن هذه الأرقام وإن كانت في غالبيتها من الروسيات لكنها تضم أيضا النساء من مختلف قوميات وجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق.
ومع وضع الحرب أوزارها، تقلصت رويدا رويدا المشاركة النسوية في القوات المسلحة، خلال مراحل الحرب الباردة وبعد سقوط الاتحاد السوفييتي، ووفق إحصائيات مطلع القرن الحادي والعشرين، فإن نسبة النساء في القوات الروسية كانت نحو 10 بالمئة بواقع نحو 100 ألف إمرأة من أصل قرابة مليون جندي نشط.
أما في أوكرانيا، بعد سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم عام 2014، زاد إقبال النساء هناك على التطوع والالتحاق بالجيش الأوكراني.
رغم أن الحضور النسوي في الجيش الأوكراني يعود لعام 1993، بعيد استقلال البلاد عن الاتحاد السوفيتي السابق، بما في ذلك في الأدوار القتالية، لكنه تضاعف خلال العامين الأخيرين خصوصا، قياسا بعدد النساء العسكريات في عام 2014، عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم التي كانت ضمن أوكرانيا.
وتنص القوانين الأوكرانية الحديثة، على أنه يمكن حشد النساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 20 و40 عاما كجنود نظاميين، ويمكن لمن أعمارهن بين 20 إلى 50 عاما أن يصبحن ضباطا، مع استثناءات للنساء الأمهات والطالبات المتفرغات.
أعداد النساء في الجيش الأوكراني قدرت بنحو 31 ألف في العام 2020، وهو ما كان يمثل 15.6 بالمئة من إجمالي القوة العسكرية، وزادت الأعداد ونسبة تمثيلهن إلى 22.5 بالمئة بحلول ربيع 2021، بينما أكدت تقارير إعلامية غربية في 2021 وصول أعداد المجندات لنحو 57 ألفا، وهو رقم كبير بالنظر إلى أن تقديرات عديد الجيش الأوكراني ككل تصل لربع مليون جندي.
ومن ضمنهن هناك أكثر من 900 ضابطة في مناصب قيادية، بما في ذلك 109 كقائدات لفصائل عسكرية، و12 قائدة سرية، وفقا للجيش الأوكراني، فيما كانت 13 ألف امرأة مقاتلة يعملن في الخطوط الأمامية.
وحول الدور الذي تلعبه المجندات في هذه الأزمة التي تكاد تتحول حربا عالمية الطابع، وخلفياته ومقدماته التاريخية والاجتماعية، يقول الأكاديمي والمحلل السياسي، خليل عزيمة، من العاصمة الأوكرانية كييف، في حديث مع سكاي نيوز عربية: “المشرعون أقروا المساواة في القوات المسلحة لأوكرانيا بين النساء والرجال، ففي عام 2018 تم تجنيد المرأة في الجيش طواعية (بموجب عقد) واستدعيت للخدمة العسكرية في الاحتياط العسكري، وكذلك باتت ملزمة بأداء الخدمة العسكرية في المخزن واتباع قواعد المحاسبة العسكرية كما الرجال”.
وهكذا تضاعف عدد النساء في القوات المسلحة الأوكرانية خلال بضع سنوات، كما يشرح عزيمة، مضيفا: “وعلى وجه الخصوص، في عام 2013، خدمت 16557 امرأة في الجيش، وفي عام 2020 كان عددهن 31757. ومن هؤلاء، في عام 2013، كان بينهن 1633 ضابطا، وفي عام 2020 ارتفع الرقم إلى 4810”.
وفقا للبيانات، شاركت المجندات الأوكرانيات في عمليات حفظ السلام والأمن الدولية لمدة 7 سنوات، كما يقول الأكاديمي والمحلل السياسي، والذي يتابع: “بالإضافة إلى ذلك، خلال الفترة 2014-2022، حصلت أكثر من 13.5 ألف امرأة على وضع مشارك في الأعمال العدائية للمشاركة في مناطق الصراع، على وجه الخصوص، شاركت 101 امرأة في مناطق الصراع في عام 2014، وفي عام 2020 – 1643 امرأة. وهناك 925 ضابطة أخرى في القيادة. ويبلغ العدد الإجمالي للنساء في القوات المسلحة الأوكرانية حاليا 56726”.
وعن المساواة بين الجنسين في السلك العسكري، يقول عزيمة: “هناك بالتأكيد مساواة، حيث العديد من المناصب يمكن للمرأة الآن التعاقد عليها، ويمكن لها أن تشغل منصبا قياديا في وحدة قتالية، ويمكنها أن تكون كشافة وقناصة وقاذفة للقنابل، وقائد المركبة القتالية، وتقاتل النساء مباشرة عند نقطة الصفر على خط التماس مع عدو”.
لكن كيف يعامل الجنود الرجال زميلاتهن، يرد عزيمة: “ثقافيا، الرجال مستعدون لا شعوريا لحماية النساء ورعايتهن، وينظر الرجال في الجيش الأوكراني إلى النساء كما هو سائد في المجتمع الأوكراني، فإذا كانت إحداهن بحاجة إلى إحضار صناديق ذخيرة مثلا فسوف يساعدونها بالتأكيد، وهكذا”.