وستنعكس هذه النتيجة، إن تحققت، على داخل الولايات المتحدة، بمساعي الجمهوريين لـ”الانتقام” من الحزب الديمقراطي الذي لاحقهم بالتحقيقات الفيدرالية منذ رحيل الرئيس الأميركي الجمهوري دونالد ترامب، عن الحكم، وفق خبراء تحدثوا لموقع “سكاي نيوز عربية”.
ويدلي الأميركيون بأصواتهم في 8 نوفمبر لإعادة انتخاب 435 عضوا بمجلس النواب، و35 في “الشيوخ”، وستصب نتائجها مباشرة في مسار الانتخابات الرئاسية 2024، في ظل احتمال ترشح ترامب للرئاسة وتراجع شعبية الرئيس الحالي جو بايدن، لأنها ستحدد الحزب المسيطر، والذي ستمرر من خلاله القرارات والتشريعات بالعامين المقبلين.
رأي الأميركيين في الأداء الاقتصادي لبايدن
أظهر أحدث استطلاع للرأي أجرته شبكة “سي إن إن” أن:
- 75 بالمئة من الأميركيين يعتقدون بأن اقتصاد بلادهم في حالة ركود.
- 55 بالمئة غير راضين عن وضعهم المالي.
- 74 بالمئة يرون أن الأمور تسير بشكل سيء.
- 19 بالمئة يعتقدون بأن الاقتصاد يسير في الاتجاه الصحيح.
سيناريوهات الفوز الجمهوري
الاقتصاد هو المحرك الأساسي للانتخابات، وهو ما يعني أن مؤشرات استطلاع الرأي ترفع رصيد الجمهوريين.
وحول هذه النقطة، قال أبوبكر الديب، الباحث في العلاقات الدولية ورئيس منتدى تطوير الفكر العربي للأبحاث، إن سيطرة الجمهوريين على الكونغرس ستغير أمورا كثيرة في السياسة الأميركية والعالم أجمع.
ووفق الديب فإن السيناريوهات بعد فوز الجمهوريين ستكون كالآتي:
1) حرب أوكرانيا
يتضاءل الحماس الأميركي لدعم أوكرانيا في التسليح والدعم المالي، وبالتالي ربما يتراجع التشدد تجاه روسيا في ضوء العلاقات التي كانت متميزة بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
2) الصين وتايوان
ربما تتشدد الولايات المتحدة أكثر تجاه الصين التي يعتبرها الجمهوريون عدوهم الأول، وسبق أن مارس ترامب حربا تجارية ضد بكين، وهو ما يعني أيضا الاستمرار في دعم تايوان.
3) الشرق الأوسط
علاقة الولايات المتحدة بالشرق الأوسط قد تتجه للأفضل، لأن الجمهوريين يعتبرون العلاقات مع دول الخليج تحالفات استراتيجية، وكذلك الأمر مع مصر ودول عربية أخرى.
4) الداخل الأميركي
لدى الجمهوريين “ثأر” مع بايدن والحزب الديمقراطي الذي أخرج ترامب من البيت الأبيض بفضيحة اقتحام الكونغرس. وما زال الديمقراطيون يسعون إلى إخضاع الجمهوريين بفتح تحقيقات، مثل قضية المستندات الحكومية السرية التي وجدت في منزل ترامب.
بايدن يترقب بقلق
ظهر قلق بايدن من احتمالات فوز الجمهوريين، بمطالبته للأميركيين في الساعات الأخيرة بالتصدي لما وصفه بـ”العنف الساسي” و”ترهيب الناخبين”.
وتشير الاستطلاعات إلى امتلاك الجمهوريين “فرصة جيدة جدا” للفوز بغالبية مقاعد مجلس النواب، أما مصير مجلس الشيوخ فلا يزال غير مؤكد.
ودفعت فرص الجمهوريين الكبيرة الديمقراطيين للاعتماد على وجوههم البارزة، كالرئيس الأسبق باراك أوباما والمرشحة السابقة للرئاسة هيلاري كلينتون لمخاطبة الناخبين.
وحسبما ذكر عامر السبايلة، الخبير الاستراتيجي والزميل غير المقيم في معهد ستيمسون للأبحاث لموقع “سكاي نيوز عربية”، فإنه “لا شك أن العامين القادمين في حكم بايدن سيكونان مختلفين تماما”.
وبيّن السبايلة أن إدارة بايدن “تعلم جيدا أن رصيدها في الشارع الأميركي متراجع للغاية، ولذلك ستعمل على تمديد الأزمات الدولية دون حلول، لأن سيد البيت الأبيض يعلم أنه مغادر لا محالة”.