فبحسب المعارضة التركية ووسائل إعلام كردية، سافر ممثلو هيئة زراعية تركية إلى الولايات المتحدة لتسويق 90 ألف طن من زيت الزيتون على أنه منتج تركي، ليتضح أنه مسروق من أشجار زيتون نبتت في أراض سورية.
والهيئة “المدعية” هي تعاونيات الائتمان الزراعي التركي، فيما لم يكن زيت الزيتون سوى من إنتاج منطقة عفرين السورية، التي اجتاحتها تركيا قبل عامين.
وقالت شبكة “رووادو” الكردية إن عناصر من ميليشيات موالية لتركيا استولوا على آلاف أشجار الزيتون في المنطقة، فيما عمدت أخرى إلى إجبار المزارعين على إرسال محصولها نحو معصرة بعينها، واستولت على الزيت عنوة.
كما قال النائب عن حزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا أونال تشفيكوز، إن الميليشيات الموالية لأنقرة تسرق أشجار الزيتون من أصحابها في منطقة عفرين، بحسب موقع “أحوال” المتخصص في الشأن التركي.
وأضاف أن الزيت الذي يتم تصديره إلى الغرب عبر تركيا، يأتي نتيجة لعمليات الاجتياح التركية المتتالية لسوريا.
واعترافا منه بحدوث السرقة، قال حكمت شينتشين رئيس الغرفة التجارية في هاتاي، إن الزيتون يدخل تركيا شريطة أن يتم بيعه للأسواق الخارجية فقط.
ورغم أن الأمر ينتهك قوانين المنافسة التركية، فإن شينتشين قال إن تعاونيات الائتمان الزراعي التركي منحت سلطة استثنائية لاستيراد زيت الزيتون.
وأوضح رئيس نقابة مصدري زيت الزيتون في منطقة بحر إيجة داود إر، إن قرار جلب الزيت السوري إلى تركيا كان “في الأصل قرارا سياسيا وليس اقتصاديا، لكن المنتج أصبح جزءا منهما من قطاع زيت الزيتون” في تركيا.
وكانت القوات التركية والميليشيات الموالية لها قد سيطرت على منطقة عفرين شمالي سوريا عام 2018، بعد أن طردت القوات الكردية المناهضة لها، وهناك استولت على أشجار الزيتون، ليتم نقل المحصول إلى تركيا حيث يتم عصره وبيعه عل أنه منتج تركي أصيل.
وكان النائب في البرلمان السويدي برنارد غول قال العام الماضي، إن تركيا تنهب حقول الزيتون في عفرين وتبيع زيتها على أنه تركي في الاتحاد الأوروبي.
وتراجعت عوائد صادرات تركيا من زيت الزيتون المحلي من 120 مليون دولار في يناير وفبراير 2018، إلى 28 مليون دولار في نفس الفترة من عام 2019، بسبب ندرة محصول الزيتون، فيما ساهم الزيت القادم من سوريا في تعويض المصدرين الأتراك لبعض عائداتهم.
وفي عام 2018، فتحت تركيا معبرا حدوديا في محافظة هاتاي الحدودي المحاذية لمنطقة عفرين، من أجل نقل زيت الزيتون مباشرة إلى البلاد.
وقالت الأمم المتحدة العام الماضي، إن تركيا متهمة بارتكاب جرائم حرب وارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان، وغض الطرف عن جرائم الميليشيات السورية الموالية لها.
وتشمل الانتهاكات التي وثقتها المنظمة الدولية “نهب” محصول الزيتون من طرف الجماعات المسلحة.