ومددت حكومة الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية “حالة الكارثة” لمدة 30 يوما أخرى للمناطق الجنوبية والوسطى المتضررة من الحرائق التي اشتعلت قبل شهر.
وبحسب تقرير للخدمة الوطنية للوقاية من الكوارث والاستجابة لها في تشيلي، فإنه لا يزال هناك 21 حريقا مستعرا، فيما تمت السيطرة على 138 حريقا وإخماد 37 حريقا.
أسباب متشابكة
الخبير البيئي، دوميط كامل، رئيس حزب البيئة العالمي (جمعية للتوعية البيئية مقرّها بيروت)، يرصد لموقع “سكاي نيوز عربية”، أسباب هذه الحرائق، وحجم خطرها الذي يقول إنه يتجاوز تشيلي إلى البيئة العالمية ككل:
- غابات تشيلي من أهم غابات المنطقة لاحتوائها على تنوع بيولوجي مهم جدا.
- حدوث الحرائق ينجم عن مجموعة من الأسباب الطبيعية، مثل “البرق”، أو “الإهمال البشري” مثل ترك “أعقاب السجائر” مشتعلة، وعمليات “الشواء”.
- الحكومة ألقت القبض على عدة أشخاص بتهمة تعمد إضرام الحرائق في الغابات.
- كما شهدت تشيلي أخطر موجة حر زادت عن 40 درجة مئوية بسبب التغيرات المناخية وانخفاض الهطولات المطرية.
- لذلك فإن المناطق التي يوجد بها غابات تحتاج إلى برامج مراقبة دقيقة وصارمة وجهود توعوية لحماية هذه الثروة التي تمثلها الغابات.
- تتسبب الحرائق في القضاء على معظم المواد العضوية الحية، وخاصة العنصر الأساسي الذي يحدد درجة حموضة التربة ومستوى المغذيات والنشاط البيولوجي.
- كما تتسبب في فقدان التربة قدرتها على امتصاص المياه، وتؤثر على تهوية التربة.
- حرائق الغابات أيضا تنشر كميات ضخمة بالجو ضمن الكتل الهوائية من المواد العضوية الكربونية، وخاصة الغازات الخطيرة، ما ينتج عنه كتل هوائية حارة جدا تؤثر على الغلاف الجوي ككل، وبدلا من أن تكون الغابات بمثابة الرئة التي تنقي الهواء تتحول إلى ملوث للبيئة.
مخاوف من تجدد الحرائق
وسط اشتباك الأسباب الطبيعية والبشرية في إضرام الحرائق، أعلنت وزارة الداخلية في تشيلي مخاوفها من تجددها، كما يقول رئيس حزب البيئة العالمي.
ويتفق كامل مع هذه المخاوف، مستشهدا بأن الحرائق الحالية تجددت منذ أسبوعين بشكل أجبر عدة بلدات على الإخلاء، وسط قلق من تجدد الحرائق الأسبوع المقبل، خاصة مع وجود تعمد من أشخاص لإشعالها.
الخسائر المباشرة للحرائق
يصف الخبير البيئي الحرائق الأخيرة بأنها “من أكثر الكوارث التي تعرضت لها تشيلي على مر التاريخ”، ومن ضمن خسائرها المباشرة المرصودة حتى الآن:
سبق أن تعرضت غابات تشيلي لحوالي 350 حريقا، نتج عنها مقتل 30 شخصا، وإصابة أكثر من 2000 آخرين، وتضرر 2000 منزل، وخسائر في 50 ألف هكتار من الأراضي.
وبعد تجددها الأسبوعين الأخيرين تضرر أكثر من 10 آلاف شخص، وأعلنت حالات الطوارئ في المناطق التي شهدت الحرائق، خاصة مع وجود فوضى في عمليات الإطفاء، وغياب خطة علمية دقيقة للتعامل، حتى طالبت الخسائر رجال الإطفاء والمعدات.
بعض المناطق شهدت حرائق ضخمة قضت على كل ممتلكات السكان، خاصة المناطق الريفية في سانتاخوانتا بـ”تشيلي”.
وأعلنت الحكومة حالة الكوارث وسمحت بالتنسيق مع الجيش، والخطر الأكبر أن تستمر موجة الحر التي تضرب تشيلي والرياح السريعة؛ مما يتسبب في زيادة حرائق الغابات التي يصعب السيطرة عليها.
وفي إطار المساعدات الدولية ساهمت فنزويلا والأرجنتين والبرازيل والبرتغال والإكوادور، من بين دول أخرى، في مكافحة الحرائق.