وتحدث خبراء عن عامل الوقت، الذي يبدو ضاغطا على بعض الأطراف، مثل روسيا، فيما يسعى آخرون إلى إطالة أمد الحرب إلى أقصى فترة ممكن.
واندلعت الحرب فجر 24 فبراير الماضي بضربات روسية صاروخية على قواعد الجيش الأوكراني، في عملية قالت موسكو إنها لحماية الناطقين بالروسية في إقليم دونباس.
وفي وقت لاحق، بدأ الجيش الروسي اجتياح مناطق عدة بأوكرانيا، وسط توقعات بانهيار وشيك للجيش الأوكراني، لكن ذلك لم يحدث.
وفي الأيام الأخيرة، حدث نوع من الجمود في العملية العسكرية، مع عدم تكمن القوات الروسية من السيطرة على مدن كبيرة، علاوة على تخفيض موسكو نشاطها العسكري بشكل كبير في شمالي البلاد وخاصة قرب كييف والتركيز على إقليم دونباس، لكن أوكرانيا والغرب شككا في ذلك.
لكن ماذا عن عامل الوقت؟
ويقول سولونوف بلافريف، الباحث الروسي في تاريخ العلاقات الدولية، إن التقدم الروسي في أوكرانيا ونجاحات موسكو الاقتصادية رغم العقوبات، يؤكد نجاح تلك الخطوة وأن العقوبات لا تؤثر في موسكو.
ويضيف بلافريف لموقع “سكاي نيوز عربية”: “صعود الروبل في الأيام الأخيرة أمام الدولار، خير دليل على قوة الاقتصاد الروسي، بما شكل صدمة لأوروبا وعزز موقف موسكو بخروجها منتصرة اقتصاديا أمام العقوبات الغربية”.
وهو ما يعني أن الوقت لا يضغط كثيرا على موسكو، كما يعتقد الغربيون.
“يريدون إطالة الحرب”
من ناحيته، يؤكد الخبير في العلاقات الدولية أيمن سمير أن أميركا وحلف الناتو غير مهتمين وغير عابئين بالمسار الدبلوماسي ويركزون بشكل كبير على إطالة أمد الحرب.
وأشار خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، إلى أنه ربما أدركت أميركا أن روسيا دخلت الفخ ودخلت في المستنقع؛ وبالتالي تحييد روسيا أو منع روسيا من العمل أو الدخول في تجربة جديدة على غرار ما فعلته بأوكرانيا على المدى البعيد خلال الـ15 أو 20 عاما المقبلة، يحتاج أن تستمر الحرب لشهور، وكلما طالت الحرب طال الاستنزاف للجانب الروسي.
ويضيف: “لذلك في حسابات الولايات المتحدة أن استمرار هذه الحرب بهذه الطريقة هو لصالح الناتو ولصالحها، فقد حققا مكاسب استراتيجية كبيرة من هذه الحرب بعيدا عن الخسائر الاقتصادية، ومنها توحبد صف الناتو”.
من جانب، آخر يقول بلافريف: “إن الرئيس الأوكراني يحاول الضغط على الغرب مستخدما فزاعة التمدد الروسي في القارة العجوز، لكن ما لا يدركه أن الدعم الغربي له سقف محدود”.
ويضيف: “السقف الأوروبي له أسباب وهي عدم الدخول في حرب مباشرة مع روسيا”.
وأوضح أن “الدول الغربية تسعى إلى تعطيل المفاوضات وإطالة أمد تلك العملية من خلال دعم كييف بالسلاح المستمر والمرتزقة، ومع تعهدات أوروبية تتصدرها فرنسا بنزع سلاح أوكرانيا وعدم انضمامها لحلف الناتو يبقى قرار موسكو بموعد انتهاء العملية العسكرية مرهونا بالتنازلات الأوكرانية”.
توقعات نهاية الحرب
فجّر الصمود الأوكرانيين مفاجأة لدى الكثيرين، وكان من المتوقع أن يسيطر الجيش الروسي في وقت قياسي على مقدرات الأمور في أوكرانيا، لكن كان لجيش تلك البلاد رأي آخر.
ويرى سمير “أن أسلحة حلف الناتو والولايات المتحدة هي التي قلبت الموازين في الحرب، والدليل على هذا أنه في السابق لدينا تجربة للروس مع أوكرانيا وليست ببعيدة، وهي حرب القرم عام 2014 وسيطرة روسيا بالكامل على شبه جزيرة القرم دون أي مقاومة، ودون أي رد فعل من الجانب الأوكراني”.
من جانبه، يرى محمد بن حمو، أن السيناريو اليوم في أوكرانيا يبقى مفتوحا على كل الاحتمالات.
ويؤكد: “المعطيات الحالية تشير إلى أننا أمام حرب ستطول لفترة من الزمن قد تصل إلى 3 أو 6 أشهر على الأقل، وسيكون لها آثار أكثر سلبية على ما نعرفه الآن سواءً في الجانب الإنساني أو الاقتصاد”.
وتحاول القوات الروسية في الأسبوع الـ6 للعملية تطويق الجيش الأوكراني المنتشر منذ عام 2014 على طول خط، يمر قرب دونيتسك في الجنوب ولوغانسك في الشرق، وصولا إلى إيزيوم في شمال غرب دونيتسك.