وتعيش المسنة هالينا بمفردها في منزل يفتقر للكهرباء، لكنها كتبت على باب منزلها المتهاك بالطباشير الأبيض إنه سكن منزلي، في إشارة إلى الجنود الأوكرانيين والانفصاليين على حد سواء، بأن منزلها ليس مهجورا.
وقالت السيدة لمراسل شبكة “سكاي نيوز” البريطانية، إن جميع نوافذ منزلها تحطمت، خلال القتال، وفي بعض الأحيان كانت تحتمي بجوار فرن مبني من الطوب في المنزل بسبب إطلاق الرصاص.
وكانت تمسك بوثائقها المهمة وتستعد للفرار مثل الكثيرين الذين فروا، لكن ليس لديها مكان تذهب إليه.
وقرية نوفوالكساندروفكا مغلقة أمام العالم الخارجي، وتعتبر منطقة محايدة بين الروس والأوكرانيين، في منطقة دونباس، التي تشهد قتالا بين القوات الأوكرانية والانفصاليين المدعومين من موسكو منذ 2014.
والمسافة هنا بين المقاتلين من الطرفين تزيد بقليل عن 100 متر.
وازداد منسوب التوتر بين روسيا وأوكرانيا، مع تقارير تتحدث عن عزم موسكو غزو جارتها الغربية بحلول نهاية الشهر الجاري، وهو ما ينفيه الكرملين.
ولم يكن الهدوء مسيطرا أثناء جولة مراسل “سكاي نيوز”، فقدت دوت انفجارات وسمعت طلقات نارية في المكان، لكن ليس لدرجة دفع السكان نحو الاختباء.
ولا توجد في القرية متاجر ولا كهرباء ولا مياه جارية، حتى العيادة الطبية الوحيدة هناك دمرت.
وبحسب الجنود الأوكرانيين، فإن السكان نادرا ما يغادرون منازلهم خاصة في فصل الشتاء، بسبب البرد القارس والثلوج التي تغطي المكان.
وعندما طرق المراسل أبواب المنازل، لم يجب أحد، مع أنه كان من الواضح أنها مأهولة، وكان صحفيا أوكرانيا رافق مراسل “سكاي نيوز”، يقول إن السكان هنا مرتابين للغاية.
والسبب في فرار السكان هنا هو كثافة القتال المستمر من منذ اندلاع النزاع قبل 8 سنوات.
وتقول هالينا: “اعتدت على القتال بقي القليل منا (السكان) هنا”.
وتشير إلى أنها تعتمد على ذاتها فهي تزرع كل شي في محيط المنزل المتهالك، لكن عليها السير مسافات طويلة بسبب غياب وسائل النقل هنا.
وقالت إنه لا تصدق بان روسيا سوف تغزز بلادها، لكنها قالت إنهم إذا فعلوا ذلك، فإن ذلك لن يدفعها إلى المغادرة.
ويشير الجيش الأوكراني إلى أن بقاء أي شخص هنا أمر خطير للغاية، لكنهم لن يجبروا السكان على المغادرة.