وقال المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، إنّ “طائرات إي آيه-18جي” هي نسخة معدّلة من طائرة “أف إيه-18” المتخصصة بالحرب الإلكترونية وتستخدم أجهزة استشعارٍ للتشويش على رادارات وأنظمة الدفاع الجوي.

وبخلاف الآلة العسكرية والحرب التقليدية بين روسيا من جانب، وأوكرانيا وحلفائها الغربيين من جانب آخر، نشبت معركة سيبرانية، تبادلت فيها جميع الأطراف الهجمات الإلكترونية على البنى التحتية والمؤسسات الحكومية.

خطورة الحروب السيبرانية

وبحسب خبراء، فإن الحـروب الإلكـترونية من أخطر الحروب التي يمر بها العالم الحديث، وأكثرها دمارًا، وهي عبارة عن “هجمات بقيادة عسكرية تخترق الأنظمة الإلكترونية العالمية وقد تؤدّي إلى نتائج كارثية، مثل سـرقة بيانات خاصة بالدول والأشخاص، وقد تصل لشن حروب نووية وكوارث طبيعية وغيرهما”.

 وخلال العملية العسكرية الروسية، يتضح تبني الجانبين حربًا سيبرانية ورقمية يتسع نطاقها، شملت هجمات إلكترونية وحروب الجيل الخامس والمعلومات المضللة، حسب المحللين.

يقول كيث إلكسندر، الرئيس السابق لوكالة الأمن القومي الأميركية في مقال بصحيفة “فايننشال تايمز”، “يظل الأمن السيبراني هو الجزء المكشوف للديمقراطيات”، مشيرًا إلى أن العالم “يشاهد حاليًّا ما يمكن أن يكون أول حرب إلكترونية واسعة النطاق”.

وشنت موسكو، قبل عمليتها العسكرية، هجمات إلكترونية أدت إلى تعطيل مواقع البرلمان ومجلس الوزراء ووزارات الدفاع والخارجية بأوكرانيا، حسب حكومة كييف.

هجمات محتملة على أميركا

كان الرئيس الأميركي، جو بايدن، قد أكد أن إدارته تعمل على تحسين الأمن السيبراني للولايات المتحدة استعدادًا لهجوم إلكتروني محتمل من روسيا.

وقال بايدن، في بيان: “لقد حذرت سابقًا من احتمال قيام روسيا بنشاط إلكتروني ضار ضد الولايات المتحدة، ردًّا على العقوبات الاقتصادية الغربية”.

كما حث مالكي ومشغلي البنية التحتية الحيوية على تسريع الجهود لإغلاق أبوابهم الرقمية وتعزيز الدفاعات الإلكترونية للبلاد.

ووفق تقارير شركة “مايكروسوفت”، فإن أكثر من نصف الهجمات الإلكترونية في عام 2020 نشأت من روسيا.

 

وتقول “مايكروسوفت” إن الولايات المتحدة تحملت العبء الأكبر من الهجمات الإلكترونية في العام الماضي، تليها المملكة المتحدة.

وهذا أكده الموقع السويدي المهتم بتكنولوجيا المعلومات والأمن الإلكتروني SPECOPS، بأن الولايات المتحدة الأولى عالميًّا من حيث التعرض للهجمات السيبرانية، وبريطانيا في المرتبة الثانية.

يقول الخبير في قضايا الأمن الدولي جاسم محمد، إن الهجمات السيبرانية هي واحدة من سيناريوهات الحرب الحديثة، وربما تصبح أداة ضمن أدوات الحرب الدائرة في أوكرانيا بين موسكو وكييف.

ورغم هذا، يستبعد في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن تتحول الهجمات السيبرانية إلى ورقة ضغط في يد الولايات المتحدة وأوروبا ضد روسيا، نظرًا إلى تفوق روسيا في مجال الهجمات الإلكترونية مقارنة بقدراتهما.

روسيا ضحية الحرب السيبرانية

ورغم الاتهامات الغربية لروسيا بشن حروب سيبرانية ضد مؤسساتها، وقعت موسكو أيضًا ضحية تلك الهجمات أكثر من مرة.

فوزارة الخارجية الروسية، اتهمت يوم الثلاثاء، الولايات المتحدة وحلفاءها بشنّ عملية سيبرانية واسعة النطاق ضد روسيا، محذرة من أن هذا العدوان سيؤدي إلى عواقب وخيمة بالنسبة إلى محرضيه ومنفذيه.

وقالت الخارجية الروسية، إنه: “في ضوء العملية العسكرية الخاصة للدفاع عن جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك ونزع سلاح أوكرانيا تشن الولايات المتحدة وحلفاؤها عملية سيبرانية مكثفة ضد بلادنا”.

ويضيف البيان أن “كل يوم تقريبًا تتعرض هيئات الدولة ووسائل الإعلام ومنشآت البنية التحتية المهمة وأنظمة ضمان الحياة لضربات قوية باستخدام التكنولوجيات المعلوماتية الحديثة”.

ورغم نفي البيت الأبيض المتكرر عزم مهاجمة روسيا رقميًّا، أكدت شبكة “إن بي سي” الإخبارية، أن تنفيذ هجمات إلكترونية بهدف تعطيل قدرة روسيا هو ضمن الخيارات المطروحة المقدمة للرئيس الأميركي جو بايدن.

وتشمل الخيارات تعطيل الاتصال بالإنترنت في كل أنحاء روسيا، وإيقاف الطاقة الكهربائية، والتأثير على أدوات التحكم في خطوط السكك الحديدية.

كانت روسيا في 17 مارس الجاري، قالت إن مواقع إلكترونية لهيئات وشركات تابعة لها، تعرّضت لهجمات إلكترونية واسعة المجال وغير مسبوقة.

وشهدت المواقع الإلكترونية للكرملين وشركة أيروفلوت للطيران وبنك سبيربنك انقطاعًا أو مشكلات مؤقتة في الأسابيع القليلة الماضية.

وعقب ذلك، أعلنت مجموعة القراصنة الإلكترونيين “أنونيموس” مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف مواقع لشبكة قنوات RT التليفزيونية الروسية وغيرها من المواقع.

معركة مواقع التواصل

ساحة أخرى من ساحات الحرب الإلكترونية بين أوكرانيا وروسيا، تمثلت في شبكات التواصل الاجتماعي، فشبكات التواصل الاجتماعي، خاصة المملوكة لشركات أميركية، قيدت الوصول إلى المحتوى الخاص بوسائل إعلامية روسية أو شخصيات روسية.

وقام موقع “يوتيوب” بوقف الإعلانات التي تضعها وسائل إعلام تابعة للحكومة الروسية، كما حدّ من التوصيات بمشاهدة مقاطع الفيديو الخاصة بهذه القنوات.

إجراءات مماثلة اتخذتها “تويتر” و”ميتا” لمنع وسائل الإعلام الحكومية الروسية من تحقيق عائدات إعلانية على تلك الوسائل.

من جهتها، ردت روسيا بتقييد وصول المواطنين الروس إلى تلك المنصات مثل موقعي “فيسبوك” و”تويتر” بسبب حظر تلك المنصات حسابات العديد من المنافذ الإخبارية الروسية.

 التلاعب بالمعدات العسكرية

في بعض الحالات يمكن أن يكون للهجمات الرقمية تأثير محدد للغاية على مسار الحرب، لكن كلما زادت رقمنة الجيش، زادت مساحة الهجوم التي يوفرها، حسب الخبراء.

فحسب تقارير صحفية، حاول القراصنة الروس اختراق التطبيقات المستخدمة للسيطرة على سلاح المدفعية الأوكرانية، في المقابل كانت حكومة كييف تبحث عن متطوعين للتحضير لهجمات ضد موسكو، حسب وكالة رويترز.

وهنا يقول خبير تكنولوجيا المعلومات سفين هيربيغ: “خلال الحرب السيبرانية يمكن للمرء الحصول على بيانات جغرافية من أجل قصف مواقع المدافع”.

أما أحمد أمين، الخبير الأمني في نظم المعلومات، فيقول إن الفضاء الإلكتروني ما زال مسرحًا ثانويًّا في الحرب الروسية الأوكرانية، وطول أمد الحرب يقود لمزيدٍ من استخدام الهجمات الإلكترونية.

ويضيف لموقع “سكاي نيوز عربية: “هذه الحروب تعد هجينًا بين الحرب السيبرانية والحرب المعلوماتية وتأثيراتها أقوى من الأسلحة التقليدية، وتهدف إلى زعزعة ثقة المواطنين”.

skynewsarabia.com