قال وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم، الذي تترأس دولته الاتحاد الأوروبي، إن الاتحاد مستعد لحرب طويلة خلال المرحلة المقبلة، وسيواصل مساندة كييف بالدعم السياسي والاقتصادي والعسكري والإنساني في مواجهة موسكو مهما طال الأمر.
وسبق أن تحدث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن آماله بانتهاء الحرب الأوكرانية الروسية في 2023، بالرغم من كونه لا يرى أي احتمال لإجراء محادثات لإنهاء تلك الحرب في المستقبل القريب، متوقعا استمرار الصراع العسكري المتصاعد بالفعل لحين الدخول في مفاوضات جادة.
وعلى وقع تلك التصريحات، أفادت تقارير إعلامية روسية أن القوات الروسية تحرز تقدما مهما في منطقة باخموت، وذلك بعد المعارك الشرسة التي شهدتها مدينة سوليدار، شمال شرقي باخموت.
عقوبات ومساعدات عسكرية
ويعتزم الاتحاد الأوروبي فرض حزمة جديدة من العقوبات الاقتصادية على موسكو خلال المرحلة المقبلة، بعدما أقر التكتل المكون من 27 دولة تسع حزم من العقوبات منذ بدء الهجوم في فبراير 2022.
ومن المنتظر أن تتنوع حزمة العقوبات الجديدة، بين تجميد مزيد من الأصول، وحظر السفر لشخصيات روسية مشاركة في الحرب، فضلًا عن إقرار مزيد من القيود على بيع سلع الاتحاد الأوروبي التي يمكن استخدامها في أغراض عسكرية إلى روسيا، حسبما ذكر مسؤولين بالاتحاد.
وإلى جانب ذلك، كثَّف الاتحاد الأوروبي دعمه العسكري لأوكرانيا، بعد إطلاق مهمة لتدريب 15 ألف جندي أوكراني على أراضيه، مع تخصيص تمويل جديد قدره 500 مليون يورو لتوفير المزيد من الأسلحة.
ويضغط زيلينسكي على حلفاء أوكرانيا الغربيين لتكثيف المساعدات العسكرية للمساعدة في التصدي لهجمات الصواريخ والطائرات المسيرة الروسية على البنية التحتية المدنية.
دعم وقيادة جديدة
من جانبه، اعتبر مدير الاستراتيجيات والتسليح بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره لندن، والمسؤول السابق في حلف شمال الأطلسي، وليام ألبيركي، الدعم الأوروبي لأوكرانيا بأنه “ضروري طوال الوقت” للوقوف بجانب كييف ومنع تصاعد النفوذ الروسي.
وقال في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية”، إنه “في الواقع، إذا توقفنا عن دعم أوكرانيا، فإن الحرب ستزداد سوءًا بالنسبة لأوكرانيا والعالم بأسره. سيشير ذلك إلى أن الغرب لن يدافع عن قيمه، الأمر الذي سيكون له عواقب وخيمة وفورية في الشرق الأوسط وشرق آسيا”.
وبشأن مستقبل هذا الصراع، أوضح “ألبيركي”، أن روسيا وتحديد الرئيس فلاديمير بوتين هو الشخص الوحيد الذي يعرف متى تنتهي الحرب، مضيفًا: “ستنتهي الحرب بمجرد أن يقرر أنه لا توجد احتمالات لتحقيق المزيد من المكاسب، وفي الواقع يواجه حالياً خطرًا أكبر بفقدان المزيد من الأراضي مما يسيطر عليه الآن”.
ويعتقد أن التغيير في قيادة المجموعة المشتركة للقوات الروسية المكلفة بالحرب في أوكرانيا، يشير إلى نية لتقوية السيطرة ومركزية وزيادة الموارد المتاحة للحرب، قد يعني ذلك تصعيدًا “المزيد من القوات، والمزيد من المعدات، والمزيد من التخطيط، والمزيد من التركيز (بالنسبة لروسيا)”. وعيّن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، الجنرال فاليري جيراسيموف، في منصب قائد المجموعة المشتركة للقوات، الذي يقود ما يسمى بـ”العملية العسكرية الخاصة” في أوكرانيا.
اتفاقية بين الناتو وأوروبا
وعلى وقع الحرب الأوكرانية، وقّع حلف “الناتو” والاتحاد الأوروبي، اتفاقية تهدف لمواجهة روسيا والصين، باتخاذ إجراءات أكثر تنسيقًا ضد التهديدات الأمنية المشتركة.
وعن تفاصيل تلك الاتفاقية، أشار المسؤول السابق في حلف شمال الأطلسي، إلى تشكيل الناتو والتكتل قوة عسكرية لحماية البنية التحتية العسكرية وذات الاستخدام المزدوج (المدنية والعسكرية)، مثل الموانئ البحرية والمطارات ولأقمار الصناعية والطرق والسكك الحديدية.
ولفت إلى أن المهام الأساسية لتلك القوة تتمثل في حماية “البنية التحتية والتكنولوجيا وسلاسل التوريد الحيوية في جميع أنحاء المنطقة الأوروبية الأطلسية أكثر مرونة في مواجهة التهديدات المحتملة واتخاذ إجراءات للتخفيف من نقاط الضعف المحتملة”.