ومع بداية شهر مايو، تصاعدت الاتهامات والحرب الكلامية بين ترامب والصين، نتيجة فيروس كورونا المستجد، إذ يتهم الرئيس الأميركي بكين بـ”عدم الشفافية” في التعامل مع الوباء وإخفاء المعلومات المتعلقة به، خاصة في بداية ظهوره.

الصين ومنظمة الصحة العالمية

واعتبر ترامب أن الطريقة التي تعاملت بها الصين مع “كوفيد-19“، أدت إلى انتشاره بمختلف أنحاء العالم وحصده أرواح حوالي 374 ألف شخص. وبدورها تنفي الصين هذه الاتهامات.

وامتدادا لهذه الأزمة، أعلن ترامب إنهاء العلاقة مع منظمة الصحة العالمية، والانسحاب من تمويلها.

واتهم ترامب المنظمة التابعة للأمم المتحدة بالفشل في تطبيق إصلاحات في مواجهة مخاوف الولايات المتحدة بشأن تعامل المنظمة مع جائحة كورونا، وبأنها تثق أكثر من اللازم في المعلومات الواردة من الصين.

علاج “ترامب” المثير للجدل

وخلال الشهر، توالت الأزمات المتعلقة بكورونا على ترامب، حيث تحول “هيدروكسي كلورركين” من عقار معروف لمعالجة الملاريا إلى معضلة بين الرئيس، ومنظمة الصحة العالمية وغيرها من خبراء الصحة.

ويستخدم الدواء لعلاج الملاريا والأمراض الروماتيزمية مثل التهاب المفاصل. وتشمل الآثار الجانبية المحتملة له، فقدان البصر ومشكلات القلب.

وكان ترامب قد أعلن أنه يتعاطى عقار “هيدروكسي كلوروكين” للوقاية من “كوفيد-19″، خاصة وأنه يستخدم في الكثير من الدول لمعالجة كورونا، إلا أن منظمة الصحة أعلنت تعليق التجارب السريرية للعقار بعد دراسة علمية أشارت إلى آثاره الجانبية.

وأوضح المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، أن هذا القرار يأتي بعد نشر دراسة، الجمعة، في مجلة “ذي لانسيت” الطبية، اعتبرت أن اللجوء إلى الكلوروكين أو مشتقاته مثل هيدروكسي كلوروكين للتصدي لكورونا، ليس فاعلا وقد يكون ضارا.

وكانت دراسة موسعة، نشرتها دورية “لانسيت” الطبية قد كشفت أن عقار الملاريا يرتبط بزيادة خطر الوفاة لمرضى فيروس كورونا، الذين تستدعي حالتهم العلاج في المستشفيات.

وفي الدراسة، التي تناولت بالبحث أكثر من 96 ألف حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد في المستشفيات، تبين أن الذين عولجوا بعقار هيدروكسي كلوروكين، كانوا عرضة للوفاة بصورة أكبر من المرضى، الذين لم يتم علاجهم بالعقارين.

كما حذرت الوكالة الأوروبية للأدوية الشهر الماضي من عدم وجود مؤشر إلى أن “هيدروكسي كلوروكين” يمكن أن يعالج مرض كوفيد-19، وقالت إن بعض الدراسات سجلت مشكلات خطرة في القلب وأحيانا مميتة، بالإضافة إلى تحذير من إدارة الغذاء والدواء الأميركية من الآثار الجانبية الخطيرة المحتملة لاستخدامه بعلاج كورونا.

وبالرغم من كل تلك التحذيرات، أصر ترامب على الدفاع عن قراره باستخدام العقار، قائلا إن الأمر يرجع للأفراد ليتخذوا قرارهم في هذا الشأن.

انسحاب مفاجئ من معاهدة دولية

وبعيدا عن كورونا، قرر ترامب الإقبال على خطوة مثير للجدل، وفتح جبهة جديدة من الصراعات الدولية، بإعلانه الانسحاب من اتفاقية الأجواء المفتوحة، في الـ21 من مايو الماضي.

وتم توقيع معاهدة “الأجواء المفتوحة” في 24 مارس 1992، بين 34 دولة، من بينها الولايات المتحدة وروسيا، ليصبح بإمكان تلك الدول إجراء رحلات استطلاع جوية قصيرة الأجل وغير مسلحة فوق مناطق الدول الأخرى دون قيود، لجمع بيانات عن القوات والأنشطة العسكرية.

وتُستخدم في تلك الطلعات، طائرات مراقبة مزودة بأجهزة استشعار، تمكنها من تحديد المعدات العسكرية المهمة على الأرض، مثل المدفعية والطائرات المقاتلة، والمركبات القتالية المدرعة.

وبالرغم من إجراء المئات من الطلعات الجوية بموجب المعاهدة، فإن وزير الدفاع الأميركي مايك إسبر، أعلن في مارس الماضي أن روسيا “تنتهك” الاتفاقية.

وأوضح خلال جلسة استماع في الكونغرس، أن روسيا منعت مقاتلات أميركية من التحليق فوق مدينة كالينينغراد المطلة على بحر البلطيق، وقرب جورجيا.

وقالت الإدارة الأميركية إنها أجرت مراجعة، أظهرت وقوع انتهاكات متكررة من روسيا لبنود المعاهدة “على نحو يمكن أن يشكل تهديدا عسكريا لأميركا وحلفائها”، مما دفع الرئيس للانسحاب من المعاهدة.

ترامب ومعركة “تويتر”

ولم تكد بضعة أيام تمضي، حتى واجه ترامب أزمة جديدة، لكنها هذه المرة مع موقع تويتر، وسيلته المفضلة في التواصل مع متابعيه.

والخميس، وقّع الرئيس الأميركي أمرا تنفيذيا بخصوص مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن وجه موقع تويتر “إنذارا” لأول مرة، لسيد البيت الأبيض بشأن تغريداته.

وقال ترامب لدى توقيعه الأمر التنفيذي، إن القرار يهدف إلى “الحد من حصانة مواقع التواصل الاجتماعي ضد الملاحقة القانونية، وحماية حرية التعبير لدى الشعب الأميركي”.

وكان رئيس أميركا قد هدد، الأربعاء، بتنظيم أو إغلاق شركات وسائل التواصل الاجتماعي، بعد تهديد تويتر الذي قد يعني تقييد حسابه إذا تكررت “المخالفات”.

وكرر ترامب، دون تقديم أي دليل، اتهاماته لمنصات التواصل الاجتماعي بالتحيز عبر تغريدتين، قائلا: “يشعر الجمهوريون أن منصات التواصل الاجتماعي تعمل على إسكات أصوات المحافظين تماما”. وأضاف متوعدا: “سننظمها بقوة أو سنغلقها قبل أن نسمح لها بحدوث ذلك“.

وسبق أن اتهم تويتر أيضا بـ”التدخل في الانتخابات الرئاسية لعام 2020″، ميضفا: “إنه يخنق بالكامل حرية التعبير، وبصفتي رئيسا لن أسمح لهم بأن يفعلوا ذلك”.

العنصرية.. و”تظاهرات فلويد”

أما آخر أزمات الشهر وأكثرها حدة، هي مقتل جورج فلويد، الأميركي من أصول إفريقية على يد رجل شرطة أبيض في مدينة مينيابوليس، مما أدى إلى اندلاع تظاهرات ضد العنصرية في أنحاء الولايات المتحدة، تحولت بعضها إلى أعمال عنف.

 والجمعة، اضطر الرئيس الأميركي للجوء إلى المقر المحصن أسفل الجناح الشرقي من البيت الأبيض، بعد أن اقترب المتظاهرون من أسوار مقر الرئاسة.

وأجبر ترامب على النزول إلى مركز عمليات الطوارئ الرئاسية، وهو عبارة عن “قبو محصن تحت الأرض”، وفقا لمسؤول في البيت الأبيض، بعد أن اجتاز المتظاهرون حاجزا أمنيا قبالة المقر الرئاسي.

وإلى جانب ذلك، أشعل ترامب غضب الكثير من الأميركيين بسبب تصريحاته التي وصف فيها متظاهرين بـ”قطاع طرق” وحذر من تدخل عسكري.

وقد رد مجموعة من المشاهير بقوة على الرئيس الاميركي بعد تلك التغريدة، أبرزهم المغنية تيلور سويفت، التي غردت قائلة: “بعدما أشعلت نيران تفوق البيض والعنصرية خلال كل فترة رئاستك هل لديك الجرأة للتظاهر بالتفوق الأخلاقي قبل التهديد بالعنف؟”.

وتوعدت سويفت على تويتر، حيث يتابعها 86 مليون مستخدم، بتصويت الأميركيين ضد ترامب في الانتخابات المقبلة، قائلة: “سنصوت لإزاحتك”.

skynewsarabia.com