وأوضحت مصادر أزوادية أن الوضع الغذائي للأطفال في تمبكتو يزداد سوءا، بعد فرض جماعة نصرة الإسلام والمسلمين حصارا خانقا على المدينة، مع قصف الجيش المالي ومجموعة فاغنر الروسية للمواقع داخل المدينة ما أدى إلى تعميق أزمة الغذاء.
وخلال النصف الأول من عام 2023، أبلغت مديرية الصحة الإقليمية في تمبكتو أن هناك أكثر من 10 آلاف حالة من سوء التغذية الحاد المعتدل بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 59 شهرا.
وتظهر النتائج الأولية للمسح الذكي أن معدل الانتشار الوطني لسوء التغذية الحاد العالمي بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 59 شهرا يبلغ 10 بالمئة.
ووفقاً لمقياس منظمة الصحة العالمية، فإن معدل سوء التغذية الحاد الذي يزيد عن 10 بالمئة يعتبر “خطيراً”، أما بالنسبة لسوء التغذية الحاد الوخيم، وهو الشكل الأكثر خطورة، فإن شمال ووسط البلاد يظهر أيضا أعلى المعدلات، حيث سجلت غاو معدل 3.1 بالمئة، في حين سجل تاوديني معدل 2.8 بالمئة ، وسيغو 2.3 بالمئة ، وميناكا 2.1 بالمئة.
وأوضحت المصادر أنه في الوقت الحالي يتزايد معدل سوء التغذية في المدينة التاريخية، التي يبلغ عدد سكانها عشرات الآلاف على حدود الصحراء الكبرى، إحدى المدن الشمالية في إقليم أزواد.
وأوضحت المصادر أن الجفاف الذي شهدته مناطق شمال مالي خلال السنوات الماضية بالإضافة إلى الصراع المتسمر بين الجماعات المتطرفة والحكومة المالية، زاد من حالات سوء التغذية في تمبكتو.
ويمثل الجفاف مشكلة متكررة في منطقة تمبكتو، وتسبب في انخفاض المحاصيل الزراعية، مما قلل من إمكانية الحصول على الغذاء.
كما ساهمت النزاعات المسلحة التي اندلعت في شمال مالي منذ عام 2012 في أزمة الغذاء.
يأتي وقف الرحلات الجوية إلى مطار تمبكتو، ليزيد معاناة المدينة، بعد قطع الطريقين البري الذي يعد شريانا مهما للمدينة حيث ترد شاحنات البضائع القادمة من الجزائر وموريتانيا، بعد إحراق شاحنة بضائع، وأيضا النهري الذي تصل من خلاله المراكب المحملة بالبضائع من جنوب البلاد، بعد إحراق وقتل نحو 100 شخص على قارب الأسبوع الماضي.
وتشير تقديرات إلى مقتل أكثر من 1000 مدني منذ مارس 2022 وحتى الآن، بالإضافة إلى تدمير الأسواق، وسرق الماشية ونزوح أكثر من 15 ألف آخرين إلى المناطق المجاورة، وكذلك إلى النيجر والجزائر.
وقد أجبرت العديد من الأشخاص على الفرار من منازلهم، مما أدى إلى تعطيل سلاسل التوريد والحد من إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية.
حذرت الأمم المتحدة من خطر إصابة آلاف الأطفال الماليين بسوء التغذية الحاد بحلول نهاية عام 2023 في ظل غياب المساعدة السريعة.
ويقول ممثل “الحركة الوطنية لتحرير أزواد” في موريتانيا السيد بن بيلا إن الأوضاع في تمبكتو صعبة للغالية.
وأوضح أن المدينة تعاني من نقص في الغذاء واستمرار الحصار يهدد بكارثة إنسانية في ظل نقص المواد الغذائية واستمرار حصار جماعة النصرة للمدينة، وقطع طرق الامتداد إليها.
وأوضح أن الحركات الأزوادية لن تتدخل لفك الحصار في ظل السياسة الحالية لسلطات بماكو.
وحمل بن بيلا النظام المالي مسؤولية التدهور في مدينة تمبكتو، في ظل عدم تنفيذ اتفاق الجزائر.