وهذا الأسبوع، اختلفت دول الاتحاد بشدة حول اقتراح الرئيس الأوكراني فولاديمير زيلينيسكي، حظر دخول السياح الروس إليها.
ومن المقرر أن يناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اقتراح حظر السياح الروس نهاية الشهر الجاري في اجتماع بالتشيك، لأن القرار يجب أن يكون على مستوى الاتحاد، فالتأشيرة الصادرة من دولة بالتكتل لا يمكن أن ترفضها دولة أخرى.
وتعيد هذه الخلافات للأذهان الانقسام بين دول التكتل في الشمال والجنوب عقب الأزمة الاقتصادية عام 2008، والخلاف بشأن أزمة اللاجئين عام 2015 بين شرق القارة وغربها.
وعادة ما ترحب دول شرق أوروبا الملاصقة لحدود روسيا، بتشديد العقوبات على موسكو، وسبق أن طبقت دول البلطيق حظرا لدخول الروس.
وقال رئيس حكومة لاتفيا، كاجا كالاس، إن زيارة أوروبا امتياز وليس حقا من حقوق الإنسان، كما وضعت فنلندا خطة للحد من إصدار تأشيرات سياحية للروس.
وصرّح زيلينسكي، خلال دعوته لتطبيق الحظر على الروس: “يجب أن يعيشوا في عالمهم الخاص حتى يغيروا فلسفتهم”، الأمر الذي اعتبرته روسيا سياسة تتجاوز كل الحدود.
في المقابل، رفض المستشار الألماني أولاف شولتس الاقتراح قائلا: “إنها حرب بوتن، وليس كل الروس”.
وتحفظت المفوضية الأوروبية، عارضة حلا بديلا، وهو اتباع المبادئ التوجيهية التي أرسلتها للدول الأعضاء مايو الماضي، بأن يتم فحص كل طلب تأشيرة على حدة، ويتم رفض من يُعرف خطره على النظام العام.
كما حذرت من الوقوع في فخ انتهاك القانون الدولي، إذا رُفض دخول الروس العاملين بالصحافة، أو المسافرين لأسباب إنسانية، ومن لديهم أقارب في أوروبا.
لماذا الخلاف؟
يرى محمد رجائي بركات، خبير الشؤون الأوروبية، أن الخلاف الجديد يأتي ضمن التساؤل “إلى متى تستمر دول الاتحاد في تلبية مطالب زيلينيسكي، بعد أن ذاقت النتائج السلبية للحرب على اقتصادها”.
ويجد ناصر زهير، رئيس قسم العلاقات الدولية بمركز جنيف للدراسات، أن من أسباب الانقسام اختلاف المصالح، فألمانيا وفرنسا تجدان أن مطالب أوروبا الشرقية بمزيد من العقوبات يضر بمصالحهما؛ لذا “قد يكون الخروج من المأزق تطبيق الحظر على الروس المتورطين في القتال”.
وأوضح زهير في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الشروخ تتسع، ويصعب معالجة الموقف ما دامت تتماهى دول أوروبا الشرقية مع واشنطن.
شروخ تتسع
وتتوالى التحذيرات من تصدع الجدار الأوروبي في مواجهة روسيا، فمؤخرا أعلنت المجر، أنها ستستقبل شحنات غاز إضافية من روسيا، فيما بدأت معظم دول الاتحاد تطبيق قرار خفض استهلاكه بنسبة 15 بالمئة.
وقبلها، اختلف أعضاء التكتل حول توقيت الانتهاء من الاعتماد على الطاقة الروسية، وتلبية طلب روسيا سداد ثمن الغاز بالروبل.
واستشعارا للخطر، حذر الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، من انشطار وحدة أوروبا.
وأشارت صحيفة “إل باييس” الإسبانية إلى تخوف بروكسل من أن خفض استهلاك الغاز الروسي يعمق الانقسام.
وتعد روسيا من أكبر 10 أسواق مصدرة للسياح في العالم، وبلغت قيمة إنفاق السياح الروس 22 مليار دولار عام 2021، وتمثل دول أوروبا، في مقدمتها إيطاليا وقبرص، وجهات سفر مفضلة خلال الصيف بالنسبة للروس.