وفي أبريل الماضي، حسم بايدن موقفه بالإعلان عن الترشح للانتخابات الرئاسية رفقة نائبته كامالا هاريس، ليصبح بعمر الثمانين أكبر مرشح يخوض حملة جديدة إلى البيت الأبيض، في حين تراجعت شعبيته لتقدر عند حدود 39 في المئة وفقا لاستطلاع رأي أجرته رويترز هذا الأسبوع.
ووفق تقارير أميركية، فإن الكثير من الديمقراطيين يريدون من حزبهم ترشيح شخص آخر في الانتخابات المقبلة، لضمان احتفاظ الحزب بمقعد الرئاسة، وعرقلة وصول الرئيس السابق دونالد ترامب مجددا للبيت الأبيض.
ودقّ كبار الديمقراطيين “ناقوس الخطر”، لشعورهم بأن رياح التغيير قادمة، بعد أن أظهر استطلاع للرأي أن بايدن يتخلف عن المرشح الجمهوري ترامب في 5 من أصل 6 “ولايات حاسمة”، قبل عام بالضبط من الانتخابات الرئاسية.
حملة “في الظل”
كشفت صحيفة “غارديان” البريطانية، أنه وسط القلق بشأن تقييمات بايدن باستطلاعات الرأي، يبدو أن حاكم كاليفورنيا غافن نيوسوم، يدير حملة “في الظل” للترشح للانتخابات الرئاسية.
وأوضحت أن نيوسوم قد يكون أحد أقوى المرشحين في الانتخابات الرئاسية على الرغم من كونه لم يشارك بعد في السباق، لكن هناك أدلة متزايدة على أن حاكم كاليفورنيا يدير حملته سرا لكي يصبح مستعدا للتصعيد والترشح عن الحزب الديمقراطي متى ما أصبح هذا المنصب شاغرا لأي سبب من الأسباب.
وتشير عدة تطورات في الأيام الأخيرة إلى أن نيوسوم، الذي سارع إلى إعادة انتخابه قبل عام دون القيام بحملات انتخابية واسعة، مستعد لتقديم ما كان متوقعا بأن يكون مرشحا قويا للرئاسة في العام 2028.
وقالت الصحيفة البريطانية إنه من مؤشرات تطلع نيوسوم إلى المناصب العليا استثماره البالغ 10 ملايين دولار في وقت سابق من هذا العام في لجنة عمل سياسي جديدة تهدف إلى نشر رسالة الحزب الديمقراطي في الولايات التي يسيطر عليها الجمهوريون.
كما سبق أن أشارت صحيفة “بوليتيكو” الأميركية إلى أن الأغلبية الساحقة من سكان كاليفورنيا لا يريدون ترشح بايدن لولاية ثانية، وينظرون إلى حاكمهم الديمقراطي كمنافس لخلافته.
وهذا الأسبوع، قام نيوسوم بتقديم تبرع مالي لصالح مرشح ديمقراطي لرئاسة بلدية تشارلستون في ولاية كارولينا الشمالية، ما أرجعه مراقبون إلى أن المشاركة في الانتخابات بولايات أخرى هي علامة واضحة على أن المرشح الرئاسي المحتمل يسعى إلى رفع أسهمه على الساحة الوطنية.
من هو حاكم كاليفورنيا؟
- سياسي ورجل أعمال أميركي يبلغ من العمر 56 سنة، ومن أكثر الديمقراطيين البارزين والشعبيين المتوقع أن يخرجوا من ظل الحرس القديم.
- يعد نيوسوم الحاكم الأربعين لولاية كاليفورنيا، ويتولاها منذ 2019، كما سبق أن شغل منصب نائب حاكم ولاية كاليفورنيا من 2011 إلى 2019، ورئيس بلدية سان فرانسيسكو من عام 2004 إلى عام 2011.
- في سبتمبر 2021، احتفظ نيوسوم بمنصبه كحاكم ولاية كاليفورنيا، بعد فوزه في انتخابات سحب الثقة التي عقدت في الولاية، بسبب الطريقة التي تعامل بها مع جائحة كوفيد-19.
ارتباك سياسي
يرى الباحث في الشؤون الدولية، هاني الجمل، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، أنه في ظل حالة الارتباك السياسي التي تشهدها الإدارة الأميركية مؤخرا سواء على مستوى القضايا الداخلية أو الخارجية، شعر الكثير من الديمقراطيين بالإحباط من بايدن وطالبوا بالبحث عن بديل.
وأوضح الجمل أن هذا الوضع المتأزم خلق فرصة للديمقراطيين الطموحين مثل نيوسوم، الذي سبق أن نفى الاهتمام بالسعي للرئاسة عام 2024، بينما كان يعمل بجد لتوسيع ملفه الوطني من أجل زيادة شعبيته.
واستند الجمل في حديثه إلى استطلاع أجراه معهد بيركلي للدراسات الحكومية على الناخبين في كاليفورنيا، والتي أشارت نتائجه إلى أن 61 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع، لا يرغبون في استمرار بايدن لفترة رئاسة جديدة، بل ذهبوا لأبعد من ذلك عندما أيدوا نيوسوم باعتباره الخيار الأول للناخبين الديمقراطيين والمستقلين.
لكن الباحث في الشؤون الدولية يعتقد أن النسبة الأكبر من الناخبين الأميركيين لم يحسموا أمرهم، في إشارة إلى “الحالة الغامضة لسباق 2024″، في ظل الأحداث الأخيرة المتلاحقة.
ومع ذلك، يعتقد أنه “لكي يُكتب لحاكم كاليفورنيا مسار النجاح، يحتاج أولا لانتظار تنحي بايدن عن الترشح للانتخابات المقبلة، وحال حدوث ذلك يستطيع أن يشق الطريق لقلوب الديمقراطيين، ومن بعدها كسب ثقتهم للوصول إلى البيت الأبيض“.