ويشير المسح العالمي لمديري مراكز البيانات وتكنولوجيا المعلومات لعام 2021 إلى أن حالات التوقف عن العمل المرتبطة بالطاقة تمثل ثلاثة وأربعين في المئة من الأعطال الكبيرة.
ووجد المسح أن أكثر من 60% من حالات تعطل مراكز البيانات تنتج عنها خسائر بقيمة مئة ألف دولار، فيما بلغت الخسائر الناجمة عن 15 في المئة من حالات التوقف عن العمل مليون دولار، رغم ربط هذه المراكز بأجهزة يو بي إس.
وكلما ازدادت أعباء العمل التي يُعهد بها إلى مزودي الخدمات الخارجين، ازدادت حالات التعطل الكبرى التي يقف خلفها المشغلون.
وقد شكل مشغلو خدمات تكنولوجيا المعلومات من الأطراف الثالثة نسبة 63 في المئة من جميع حالات التعطل المعلن عنها منذ عام 2016.
وتشير توجهات التعطل العامة إلى أنه سيكون هناك ما لا يقل “عن 20 حالة تعطل بالغة لتكنولوجيا المعلومات على مستوى العالم كل سنة.
هاجس التعطل والطاقة المتجددة
وتبقى حالات التعطل في صدارة اهتمام المستثمرين والعملاء والجهات المنظمة، على حد سواء، مع تزايد الدعوات لتحسين القدرة على التصدي للتحديات من خلال تدريبات دقيقة للموظفين للاستجابة للحالات الطارئة.
وقال المتخصص في أمن وتكنولوجيا المعلومات إياد بركات، إن في بريطانيا مخاوف من أن تكون أزمة الطاقة كبيرة جدا، لذلك تحاول الحكومة ومراكز البيانات أن تكون هناك خطة واضحة للتعامل مع هذا الأمر، وقد أعلنت هيئة الكهرباء في بريطانيا الأسبوع الماضي، أنها قد تضطر لقطع الكهرباء لمدة ثلاث ساعات في اليوم، في حال كان هناك نقص كبير في الطاقة.
كما بين إياد بركات أن الحكومة البريطانية تحاول التنسيق مع مراكز البينات ليكون لديها مراكز بديلة للتزود بالطاقة غير الشبكة الوطنية وأن يسمح لها أن تستخدم هذه المولدات الكهربائية قبل انقطاع الكهرباء بمدة 15 دقيقة.
وأوضح بركات أن بريطانيا لديها خبرة منذ 1970 حيال مثل هذه السيناريوهات، عندما كان هناك إضرابات في مناجم الفحم ومشاكل بترولية وغيرها، وهذه الأزمات منحتهم الخبرة للتعامل مع مشاكل الطاقة، لذلك فهي تعمل حاليا على التنسيق فقط لكي لا يتم إنقطاع التيار الكهربائي على هذه المناطق التي فيها مراكز البيانات.
وقد قال إياد بركات أن أي زيارة نقوم بها على مواقع الإنترنت تعتمد على مراكز بيانات موزعة حول العالم، فيريطانيا فقط فيها حوالي 500 مركز رئيسي للمعلومات، وتعتمد عليها شركات غوغل وفيسبوك وغيرها، لذلك فإن أي إنقطاع للكهرباء يؤثر على المستخدمين عبر العالم.
وبين بركات أن شبكات الإنترنت اليوم في غاية التعقيد، وأن أي عطل عبر العالم لا يمكن التنبؤ به لا يمكن معرفة ما يمكن أن يخلفه على هذه الشبكة، وهذا الانقطاع للكهرباء قد يؤثر ليس فقط على أفراد بل على اقتصادات دول عبر العالم.
واعتبر بركات أن الحل في هذه الأزمة مستقبلا يتمثل في التركيز على الطاقة المتجددة في ظل الاستهلاك العالي عبر العالم للطاقة الكهربائية.