وزار كل من رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، ورئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، كييف، يوم الخميس، والتقيا الرئيس زيلينسكي وعقدا قمة معه.
ويقدم الأوروبيون دعما عسكريا لأوكرانيا حتى تقف في وجه العمليات العسكرية التي أطلقتها روسيا في 24 فبراير 2022، فيما تقول كييف إنها تواجه الروس نيابة عن أوروبا برمتها.
وتعلق أوكرانيا أملا على أن تنضم إلى الاتحاد الأوروبي الذي يتألف من 27 عضوا في الوقت الحالي، بدول يصل تعدادها السكاني إلى 450 مليون نسمة.
مسارٌ غير سالك
وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز”، فإن مسار انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي لا يبدو سالكا حتى الآن، نظرا لعدة اعتبارات، في صدارتها الحرب القائمة حاليا.
وكتبت الصحيفة أن الاتحاد الأوروبي ما يزال بعيدا عن القبول بعضوية دولة تشهد حربا وتحتاج إلى مليارات الدولارات حتى تعيد الإعمار ونفض غبار النزاع المدمر.
وهذا العامل يمكن وصفه بالتخوف من حصول “عبء”، في حال القبول بأوكرانيا، لأن باقي الأعضاء سيضطرون إلى تقديم دعم كبير للغاية.
ويجد مسؤولو الاتحاد الأوروبي أنفسهم أمام معضلة حقيقية، فهم يريدون تشجيع أوكرانيا على تحقيق المعايير المطلوبة للانضمام مثل الإصلاحات السياسية والديمقراطية والشفافية، لكنهم لا يستطيعون في الوقت نفسه أن يقدموا وعودا صريحة بشأن المقابل، أي عملية الانضمام.
ويتردد الأوروبيون في قطع الوعود، تفاديا لأن يجدوا أنفسهم عاجزين عن الوفاء بها مستقبلا، في حال أنجزت كييف ما هو مطلوب منها.
“مبدأ الاستحقاق”
أكدت فون دير لاين أن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي يقوم على مبدأ الاستحقاق، أي أن الدولة تصبح مؤهلة لأن تصبح عضوا عندما تتوافر فيها جملة من الشروط.
ويشير هذا التصريح من المرأة القوية في الاتحاد الأوروبي، إلى أن نيل العضوية غير مقيد بجدول زمني صارم، لأن الهدف هو إنجاز إصلاحات مطلوبة.
وأثنت فون دير لاين على جهود أوكرانيا، قائلة إن كييف تنجز المطلوب على نحو وصفته بالمذهل، من ناحيتي السرعة والجودة.
أما ميشال فنبه إلى أمر مهم، وهو أن بدء محادثات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي يقتضي أن توافق كافة الدول الأعضاء في التكتل.
في غضون ذلك، أشار بيان مشترك بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا، إلى أن كييف قامت بمجهودات لأجل الانضمام على التكتل، موضحا أن المفوضية الأوروبية ستقدم إفادة في الموضوع، بحلول الربيع المقبل.
وفي الآونة الأخيرة، أعلنت أوكرانيا إقالة عدد من المسؤولين الذين تحوم حولهم شبهات فساد، في مسعى لإرسال إشارة مفادها أن العمل جار على قدم وساق من أجل دخول التكتل الأوروبي.
لكن الإصلاحات ليست العقبة الوحيدة أمام أوكرانيا، لأن روسيا لا تخفي امتعاضها من هذه الخطوة، واعتبرتها سابقا بمثابة استفزاز صريح.
ومن شأن هذا الموقف أن يجعل الأوروبيين أكثر تحفظا حيال القبول بضم أوكرانيا، لأنهم سيصبحون عندئهم أقرب إلى النزاع المباشر مع موسكو، في حين يحرص الغربيون على عدم وضع البيض كله في “سلة كييف”.