وفيما دمرت طائرة أوكرانية مسيرة، يوم الإثنين، قارب دورية روسي “رابتور” في البحر الأسود، بالكامل، شبت النيران في فرقاطة روسية بعدما استهدفها صاروخ أوكراني، يوم الجمعة، بحسب تقارير إعلامية أوكرانية.

وتحدثت وسائل إعلام أميركية عن أن واشنطن قدمت معلومات استخبارية ساعدت أوكرانيا على إغراق موسكفا، ويؤكد خبراء تحدثوا لموقع سكاي نيوز عربية، أن حلف الناتو قدم مساعدات فنية كالاستطلاع والتصنت علي الاتصالات وغيرها، مقللين مما سمى بـ”انتصارات أوكرانية في البحر الأسود”.

ضربة “موسكفا”

وتعد موسكفا أكبر سفينة من نوعها تغرق بقتال، منذ تدمير بريطانيا طراد الجنرال بلغرانو خلال حرب فوكلاند عام 1982.

ولعبت السفينة الحربية “موسكفا”، التي تعتبر نسخة بحرية من منظومة الدفاع الجوي البعيدة المدى “إس-300″، دورا في حرب جورجيا عام 2008، وأبحرت في البحر المتوسط أثناء عملية روسيا في سوريا عام 2013، كما حاصرت أوكرانيا أثناء عملية ضم شبه جزيرة القرم في 2014.

وخلال الحرب الأوكرانية، قاد طراد الصواريخ الذي يبلغ عدد طاقمه 510 أشخاص، الهجوم البحري الروسي على أوكرانيا، وكان غرقه بمثابة ضربة رمزية وعسكرية كبيرة.

 

تدمير “رابتور”

كما كشفت لقطات فيديو، الإثنين، ضرب طائرة أوكرانية مسيرة من طراز ” بايراكتار ” قارب دورية روسي في البحر الأسود، ودمرته بالكامل.

ومقطع الفيديو الذي سجلته طائرة “بايراكتار” بدون طيار، فوق جزيرة “سنيك”، كشف عن لحظة قصف هجومية على قارب “رابتور”، وقالت البحرية الأوكرانية، الأسبوع الماضي، إن إحدى سفينتي دورية روسيتين دمرت بالكامل.

وبحسب ما ورد كانت قوارب “رابتور” تستخدم لإجلاء العسكريين الروس من الجزيرة لاستبدالهم بقوات جديدة.

ومخالفا للحديث عن خسائر روسيا، يقول الباحث في الشؤون العسكرية، مرقص جمال، إن القوات البحرية الروسية حققت نجاحات عديدة ولاسيما خلال استخدام صواريخ “كاليبر” في توجيه ضربات دقيقة وناجحة في العمق الأوكراني، وأيضا الاستيلاء على وحدات بحرية أوكرانية عديدة.

ويضيف لموقع سكاي نيوز عربية، أنه ” إذا نظرنا للموقف بموضوعية، نجد أن البحرية الروسية لم تواجه خصما حقيقيا، فأوكرانيا لا تمتلك أي وحدات بحرية قتالية مميزة تمكنها من مقارعة أو حتى الدفاع ضد الهجمات الروسية”، لافتا إلى أنه منذ بداية العمليات لم تجد البحرية الروسية أي قوة بحرية مضادة لتواجهها، ففرضت سيطرتها بسهولة على السواحل والموانئ الأوكرانية.

ويردف جمال: ” الخسائر البحرية لروسيا كلها هجمات من البر فلم تدر معارك بحرية حقيقية لأن أوكرانيا لا تملك مثلا غواصات أو فرقاطات صاروخية يمكنها أن تنافس الجانب الروسي”.

وعن عملية تفجير الرابتور الروسي يقول إنها “دعاية من أوكرانيا ليست ذات قيمة عالية، وكانت لرفع الروح المعنوية لا أكثر، فهو عبارة عن زورق دورية بحرية صغير جدا غير مصمم للتعامل مع الأهداف الجوية أو البحرية”.

 

قصف بروجيكت 11356

والخسارة الثالثة لروسيا خلال 3 أسابيع بالبحر الأسود، تمثلت الجمعة، في فرقاطة روسية نشبت فيها النيران بالبحر الأسود بعد استهدفها صاروخ أوكراني، بحسب تقارير إعلامية أوكرانية.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن موقع “دومسكاجا” الأوكراني، أن النيران شبت بالسفينة “بروجيكت 11356” من سلسلة سفن بورفيستنيك قرب جزيرة سنيك بعدما ضربها صاروخ نيبتون تم إطلاقه من الأراضي الأوكرانية.

ورغم أن أوكرانيا أو روسيا لم تؤكدان الحادث، رفعت هيئة الأركان العامة العسكرية للبلاد عدد السفن الروسية التي تم تدميرها إلى 11 سفينة.

وتعد “بورفيستنيك” نوعا جديدا نسبيا من السفن التي لم تضف للأسطول الروسي سوى في عام 2016، ويعتقد أن هناك ثلاثة من هذا النوع في بحر البلطيق حاليا.

الدعم الإلكتروني

وأفادت وسائل إعلام أميركية، الجمعة، بأن الولايات المتحدة قدمت المعلومات الاستخبارية التي ساعدت أوكرانيا على إغراق موسكفا بصاروخين أوكرانيين.

ولم يعلّق البنتاغون على هذه التقارير الإعلامية، لكن متحدثا باسمه قال إن الولايات المتحدة أعطت معلومات استخبارية لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها.

ومعلقا يقول الباحث في الشؤون العسكرية مينا عادل إن” الناتو قدم للأوكرانيين مساعدات فنية كبيرة بتوفير أسطول طائرات للقيام بأعمال الاستطلاع الإشاراتي والأرضي والتصنت على الاتصالات بجانب طائرات الإنذار المبكر والتشويش والحرب الإلكترونية”.

ويضيف لموقع سكاي نيوز عربية أن إبعاد أسطول الدعم الإلكتروني للناتو عن الحدود الروسية كان أحد الدوافع الرئيسية للعملية العسكرية لإبعاد مثل هذه المنصات وعدم السماح بطيرانها في الأجواء الأوكرانية أو البحر الأسود، لافتا إلى أن “تلك الطائرات وفرت لأوكرانيا التغطية الردارية بعد فقدانها جراء هجمات الروس”.

ولفت إلى أن حلف الناتو منح أوكرانيا صورة كاملة عن مسرح العمليات والحلول المناسبة والتوقيت المناسب لإتمام أي مهمة عسكرية ضد القوات الروسية.

skynewsarabia.com