وجاءت تصريحات تشونغ نانشان، عالم الأوبئة الأول في الصين، الذي ساعد في تشكيل فريق الاستجابة لفيروس كورونا، أثناء مراجعته العامة لحالة الوباء في البلاد على مدار العامين الماضيين.
بينما استعصى اكتشاف انتقال فيروس كورونا من إنسان إلى آخر في غضون أسبوعين من اكتشافه لأول مرة في مدينة ووهان، إلا أن الخطوة الحاسمة التي احتوت انتشاره بشكل كبير كانت بإغلاق المدينة تماما، حسبما قال تشونغ في مؤتمر طبي في غوانزو يوم السبت.
وبلغ فيروس كورونا ذروته في الصين خلال الأسبوعين الأولين من الوباء في يناير وفبراير 2020 لكنه خمد بعد أسبوعين آخرين، حيث أبلغت الدولة عن أكثر من 80 ألف حالة ومعدل وفيات بنسبة 4 في المائة خلال فترة الشهر.
وقال نانشان إن العدد الإجمالي للمرضى الصينيين الذين تم تشخيص إصابتهم بفيروس كورونا بلغ حوالي 120 ألفا، بينما “لبعض البلدان، تتجاوز حالاتهم اليومية وحدها 100 ألف”، وفقا لصحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست”.
وأكد كبير خبراء الصحة أن الصين “استطاعت إبقاء الحالات الإضافية عند 40 ألف حالة فقط خلال العشرين شهرا الماضية.. هذه [سياسة] مستقرة ودائمة سمحت باستئناف النشاط الاقتصادي بشكل طبيعي”.
استراتيجية صفر كوفيد
كما أشاد بنجاح الصين في احتواء فيروس كورونا، وعزا ذلك إلى استراتيجية “صفر كوفيد”، التي تعتمد على التحديد المبكر والتشخيص والحجر الصحي والعلاج الفوري والتطعيم المكثف.
ونظرا لانتشار متحور أوميكرون في جميع أنحاء العالم بمعدل ينذر بالخطر، فإن الصين لن تتهاون بإحكام قبضتها حتى السنة القمرية الجديدة التي تبدأ في الأول من فبراير.
ونصحت معظم السلطات المحلية السكان بتجنب السفر خلال العطلات ما لم يكن ذلك ضروريا للغاية، كما طُلب من المواطنين تجنب المآدب والاحتفالات التي تشارك فيها حشود كبيرة.
ففي مدينة تشنغتشو مثلا، عاصمة مقاطعة خنان الوسطى، يُطلب من المسافرين المحليين الوافدين الحجر الصحي لمدة 14 يوما على الأقل، بينما في نانجينغ بمقاطعة جيانغسو، يجب على المسافرين تقديم نتائج فحص كورونا سلبية قبل السماح لهم بالدخول أو الخروج من بعض المناطق في المدينة.
وتهدف استراتيجية “صفر كوفيد” في الصين إلى السيطرة على تفشي المرض في أسرع وقت ممكن من خلال الاختبارات الجماعية والقيود المفروضة على الحركة والنقل.