وكشفت صحيفة “صن” البريطانية أن قوات خاصة أميركية وبريطانية تجري تدريبات على “عملية إنقاذ” للرئيس الأوكراني، لافتة إلى أن أكثر من 70 جنديا من قوات النخبة البريطانية انضموا إلى 150 من أفراد مشاة البحرية الأميركية بقاعدة نائية في ليتوانيا، للتخطيط للمهمة الليلية الجريئة، بمشاركة القوات الخاصة الأوكرانية.
ونقلت الصحيفة عن مصدر بريطاني رفيع المستوى قوله: “قد يكون الخيار الأكثر منطقية نقل زيلينسكي (44 عاما) إلى خارج كييف حيث يمكن حمايته”.
وفي أحدث ظهور له، عاد الرئيس الأوكراني إلى القصر الرئاسي في كييف للمرة الأولى علنا منذ اندلاع الحرب، موثقا ذلك بفيديو شدد فيه على أنه “لا يخاف أحدا ولم يهرب”.
وعن أهميته بالنسبة للقوات الروسية، قالت الخبيرة الأميركية المتخصصة في الشؤون الأمنية إيرينا تسوكرمان، إن “زيلينسكي هو هدف واضح لروسيا، ومع ذلك فإن عنصر الحرب النفسية هنا هو السبب الإضافي الواضح للجهود المبذولة”.
وأضافت تسوكرمان في حديث مع موقع “سكاي نيوز عربية”، أن “صمود الرئيس الأوكراني دمر خطط روسيا للاستيلاء السريع على السلطة، ليس فقط برفضه الاستسلام أو المغادرة، لكن أيضا من خلال إلهام العالم للتوحد ضد موسكو والتعبئة من أجل أوكرانيا، وتقديم مستوى دعم أكثر أهمية بكثير من العقوبات والمساعدات العسكرية”.
وأشارت إلى أن زيلينسكي “أصبح بشكل أساسي رمزا دوليا لمقاومة أوكرانيا وشجاعتها، كانت قيادته القوية وقربه من مسؤوليه وجيشه بمثابة إحراج إضافي للرئيس الروسي فلاديمير بوتن الذي لم يصبح معزولا دوليا من جراء الحرب فحسب، بل نأى بنفسه عن مسؤوليه وتعامل معهم باستخفاف كما في واقعة رئيس الاستخبارات”.
واعتبرت أن ما فعله زيلينسكي جعل قتله “يأتي بنتائج عكسية على روسيا، حيث سيزداد غضب الأوكرانيين ويوحدهم، لكن المحاولات المستمرة لاغتياله تظهر أن روسيا تستعجل نهاية العملية العسكرية خشية مزيد من الخسائر”.
وتابعت الخبيرة الأمنية: “يحظى زيلينسكي قبل كل شيء بحماية شعبه، ولم تكن الولايات المتحدة في الواقع تشارك المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا إلى أقصى حد، ومن المحتمل أن بعض الدول المجاورة لحلف شمال الأطلسي والدول غير الأعضاء في الناتو والتي تواجه تهديدات أمنية مماثلة تقدم أيضا تقارير استخباراتية مهمة، كما يقدم البريطانيون مستوى معينا من التدريب للقوات الأوكرانية“.
وحول إمكانية مغادرته البلاد، قالت: “لا أرى زيلينسكي يغادر البلاد على الإطلاق حتى لو كانت حياته في خطر مباشر. من المحتمل جدا أن يكون لدى الولايات المتحدة وبريطانيا خطط طوارئ ناجحة لتهريبه من سيناريو أسوأ الحالات، لكن نظرا لاستعداد زيلينسكي للموت، لا أراه يتعامل معها طواعية”.
وأوضحت: “نجح الرئيس الأوكراني في استخدام صورته البطولية لإحراج المجتمع الدولي لتقديم مزيد من المساعدة لأوكرانيا وحتى للنظر في عضوية بالاتحاد الأوروبي. رغبته في القيام بمغامرات عالية المخاطر من هذا النوع أكسبته احترام البلدان الأخرى، وقد ينتهي به الأمر في النهاية إلى أن يكون عاملا رئيسيا في قلب موازين الحرب”.
ولفتت إلى أن “زيلينسكي فاجأ العالم وكل من انتقده وقلل من شأن شخصيته، وبعيدا عن كونه (مهرجا) كما تصفه روسيا فإنه مهندس مدني له العديد من المواهب في مختلف المجالات، مثل الرئيس (الأميركي الأسبق رونالد) ريغان الذي كان أيضا ممثلا قبل حياته السياسية، وهو مثل وينستون تشرشل خطيب فعال. استخدم زيلينسكي روح الظهور للتشجيع والقيادة الفعالة في أوقات الأزمات”.
واعتبرت أنه “لا شك في أنه درس أنماط الشخصيات السياسية الغربية الناجحة التي من المحتمل أن يكون معجبا بها واستخدمها لإبراز صورته ولإلهام نفسه لنفس النوع من القيادة”.
وكانت صحيفة “تايمز” البريطانية قد كشفت أن الرئيس الأوكراني نجا من 3 محاولات اغتيال خلال الأسبوع الأول من الحرب، لافتة إلى أن “الكرملين أرسل مجموعة من مرتزقة (فاغنر) وقوات شيشانية خاصة إلى أوكرانيا من أجل قتل زيلينسكي، لكن تلك المحاولات أحبطت من طرف العناصر المناهضة للحرب داخل جهاز الأمن الفيدرالي الروسي”.
وبحسب الصحيفة، فإن مسؤولين داخل الجهاز، نبهوا المسؤولين الأوكرانيين بشأن خطط محاولات الاغتيال.