ومع بدء الحرب 24 فبراير، تصارعت روسيا وأوكرانيا في ضم المقاتلين الأجانب والمرتزقة، ما أدى إلى انضمام آلاف المقاتلين لجبهتي القتال.
ومؤخرا، أشارت تقارير إلى إعادة بعض المقاتلين إلى بلادهم، رغم تشكيل أوكرانيا فيلقا دوليا للمقاتلين الأجانب وتدشينها موقعا إلكترونيا لتلقي طلبات من وصفتهم بـ”المتطوعين”، وترحيب روسيا برغبات مرتزقة للقتال معها.
وحسب معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية الأميركي، فإن إعادة بعض المقاتلين والمرتزقة بعد 45 يوما على الحرب جاءت مغايرة للتوقعات بشأن دور الأجانب في المعركة.
حشد كثيف
وسبقت كييف موسكو في توجيه دعوة رسمية للأجانب لينضموا إلى أوكرانيا في القتال، ثم حشدت روسيا مرتزقة من مجموعة “فاغنر”، ورحبت برغبات القادمين من سوريا والشيشان في القتال بجانبها.
وتصر كل دولة على أنه انضم عشرات آلاف “المتطوعين” إلى جبهتها، وهو ما اعتبره خبراء عسكريون “وسيلة للدعاية” و”ترهيب” كل طرف من قوة حشد الآخر.
وأشارت الإحصائيات إلى انضمام من 16 ألفا إلى 20 ألف أجنبي للجيش الأوكراني، و20 ألفا للجيش الروسي.
سر العودة
رغم نداءات الأوكرانيين المستمرة للأوروبيين للقتال، أعاد الجيش الأوكراني بعض القادمين من أوروبا إلى بلدانهم، وأصبح الاختيار على أساس الخبرة العسكرية السابقة للمقاتلين.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عودة عشرات السوريين، رغم إبداء 40 ألف مقاتل رغبتهم للقتال بجانب الروس.
ويستبعد خبير قضايا الأمن الدولي جاسم محمد أن يكون إعادة المقاتلين سببه عزوف روسيا وأوكرانيا عن استقدام أجانب للقتال، وإدراكهما لخطورة الزج بهذه الجماعات في المعارك.
ويرى محمد في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الأسباب تتعلق بالأمور الفنية وخلفيات هؤلاء المقاتلين وخبراتهم القتالية، خاصة أن بعضهم ليست لديه معرفة بحمل السلاح.
ويضيف: “ربما أعلن البعض رغبته في القتال كي تكون وسيلة ينتقل بها لأوروبا، أو ليكون وسيلة جمع معلومات عن روسيا وأوكرانيا”.
كما رصدت جامعة هارفارد الأميركية معاناة مقاتلين أجانب من مشاكل نفسية تعجزهم عن اقتحام خطوط القتال، والبعض الآخر ليست لدية قدرة تحمل ظروف الحرب؛ ربما لعدم خضوعهم للتدريب اللازم، خاصة مع اختلاف المناخ والتضاريس.
مواقف الدول
رغم إبداء مسؤولين أوروبيين دعمهم سفر مواطنيهم للانضمام لأوكرانيا في القتال عند بدء الحرب فإنه نهاية مارس دعا وزراء عدل مجموعة “فاندوم”، التي تضم ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا هولندا وبلجيكا ولوكسمبورغ، مواطنيهم للامتناع عن الانخراط في الحرب، حتى إن بريطانيا حذرت من يسافرون من التعرض لمحاكمة عسكرية.
وقال وزير القوات المسلحة البريطاني جيمس هيبي، إن ذهاب مقاتلين قد يعطي مبررا لروسيا لاتهام لندن بدخول الحرب.
وفي هذا يلفت جاسم محمد أنه يمكن تفسير إعادة بعض المقاتلين إلى مواقف دولهم بشأن السماح لهم بالقتال في دولة أخرى.
تعقد المشهد
وعن تأثير انخراط المقاتلين من الشيشان وأوروبا على الحرب، أشارت دراسة المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات إلى اعتماد طرفي النزاع الاعتماد على قوات غير نظامية في القتال لخفض خسائر قواتهما الحكومية.
وبما أن العودة لم تشمل كل المقاتلين، وبقي بعضهم، توقعت الدراسة زيادة تعقيد المشهد في أوكرانيا، لارتباط بعض المقاتلين بجماعات متطرفة في أوروبا، ما يزد مخاطر استقطابهم في ميدان الحرب.