ويتركز الخلاف بين نائب رئيس الحكومة وأبرز دبلوماسي الحركة الملا عبد الغني برادر، ووزير شؤون اللاجئين في الحركة خليل الرحمن حقاني، العضو القيادي في شبكة حقاني المقاتلة.

المعلومات الواردة قالت إن الخلاف بين الشخصيتين القياديتين جرت قبل أيام داخل القصر الرئاسي في العاصمة كابل، ووصل الأمر إلى الاشتباك بين أنصار الطرفين، حيث تدخلت شخصيات أخرى من الحركة وفضت النزاع.

أسباب الخلافات

وغادر الملا برادر العاصمة كابل إلى مدينة قندهار، فيما لم تُحل الخلافات بينهما، وهو ما أوقف الكثير من الأعمال الحكومية.

الخلاف حدث بعد تلاسن بين القياديين حول الجهة ذات الفضل في تحقيق “الانتصار” الذي حققته الحركة، فبينما كان الملا برادر يعتبر أن جهوده مع الفريق الدبلوماسي أفضت إلى ذلك، فإن حقاني كان يرد ذلك إلى آلاف الهجمات التي شنها مقاتلو شبكته طوال السنوات الماضية على قوات الحكومة الأفغانية، ومراكز قوات التحالف الدولي المساندة لها.

لكن مصادر من داخل حركة طالبان لم تعلن اسمها، قالت إن الملا برادر مستاء أيضا من تشكيلة الحكومة الأفغانية الجديدة، حيث تخلو حسب رأيه من الكفاءات السياسية القادرة على حفظ ما حققته الحركة، وأن زُعماء المحاور العسكرية في الحركة، الموجودون بكثافة في هياكل الوزارة، لا يستطيعون تحقيق ما هو مرجو منهم.

برادر يتوارى

وبعد ليلة الخلافات التي حدثت منذ ثلاثة أيام، لم تلاحظ وسائل النشطة في أفغانستان أي حضور للملا برادر في الأوساط العامة والمؤتمرات الصحفية التي تعقدها قيادات الحركة، في وقت تصاعدت فيه الشائعات بشأن مصيره.

حركة طالبان نفت التقارير التي نقلتها وسائل الإعلام، لكنها لم تُقدم أية معطيات حول العمل المشترك بين الشخصيتين، ولم تحدد مكان إقامة الملا برادر، كما طالبت وسائل الإعلام.

لكن المراقبين أشاروا إلى أن الخلاف بين القياديين ليس شخصياً، بل يمتد لأن يكون شقاقاً بين مجمل القيادات القادمة من الخارج، وتلك التي بقيت داخل أفغانستان.

ففي حين ترى القيادات الداخلية أن الحصة الأكبر من الإدارة والحُكم والمناصب يجب أن تكون من حصتها، يرى القياديون الذين أقاموا في الخارج أن ذلك سيطيح بما حققته الحركة، لأن هؤلاء غير مهيئين نفسياً ومعرفياً لإدارة المؤسسات والعلاقات مع العالم الخارجي، خصوصاً في هذه المرحلة التي يعتبرونها خاصة.

البعد العائلي في طالبان

الباحث الأفغاني، نجمي بهزادي، شرح في حديث مع موقع “سكاي نيوز عربية” البُعد العائلي في رأس هرم قيادة الحرك.

وقال بهزادي: “مثل كُل التنظيمات السياسية، فإن الحركة علاقات القرابة العائلية شديدة الحضور في قيادة طالبان. عائلة مؤسسة الحركة الملا عُمر تُمسك بالأركان الرئيسية للحكومة الجديدة. فالملا عبد الغني برادر هو زوج أخت المؤسس، وهو الصديق الشخصي لزعيم الحركة الراهن الملا هبة الله أخوند زادة، بينما نجله مولوي يعقوب هو وزير الدفاع، والمسيطر الفعلي التسليح في الحركة.

في المقابل، فإن حقاني ترى نفسها الشريك النظير لهذه العائلة، فوزير الداخلية سراج الدين حقاني، هو نجل مؤسس شبكة حقاني، وأحد كبار المفاوضين في الحركة وأخوه أنس حقاني، فيما خليل الرحمن حقاني هو مسؤول ملف المهجرين في الحركة”.

ويضيف بهزادي “المرحلة القادمة لا تشبه ما كانت عليه قيادات الحركة في سنوات القتال. ثمة شبكة كُبرى من المصالح والمناصب والامتيازات التي ستكون في متناول اليد. في وقت لا توجد مؤسساتية واضحة وقوانين حازمة لضبط العلاقات، لذلك فإن العلاقات العائلية والشخصية سوف تظهر على السطح، وهي ستولد خلافات بين هؤلاء”.

skynewsarabia.com