وفي إطار الجهود التركية للإغاثة بعيدة المدى والمتعلقة بتأمين مساكن لمن فقدوها، تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بإعادة إعمار المناطق المتضررة في غضون عام.
وتشير بعض التقديرات إلى أن تكلفته ستبلغ نحو 25 مليار دولار في حين تشير توقعات أخرى إلى أنها أعلى من ذلك بكثير.
وتقول السلطات إن أكثر من 380 ألف وحدة في 105794 مبنى بحاجة ماسة للهدم أو انهارت، من أصل 2.5 مليون مبنى في جميع أنحاء المنطقة.
ووفقا لحسابات “رويترز”، جمعت الحكومة التركية نحو 38 مليار دولار من الضرائب المرتبطة بالزلزال، ويمكن أن توفر هذه الضريبة، التي لاتزال سارية، تمويلا سريعا لبدء جهود إعادة البناء.
لكن الخبراء يعتقدون أن إعادة الإعمار بحاجة إلى تطبيق معايير السلامة من الزلازل بعناية، وتشييد مبان أكثر أمانا في المنطقة التي تمتد على أحد خطوط الصدع الثلاثة التي تتقاطع مع تركيا.
وفي إسطنبول، قالت إيسين كويمين الرئيسة السابقة لغرفة المهندسين المعمارين في المدينة: “إحلال المباني المهدمة ليس هو الضروري فحسب، لكن أيضا إعادة تخطيط المدن بناء على البيانات العلمية مثل عدم البناء على خطوط الصدع وتعلم الدروس من أخطاء الماضي”.
وأضافت: “التخطيط الجديد هو ما يجب أن يتصدر الأولويات وليس البناء الجديد”.
أكثر من مليون مشرد
تسببت الزلازل التي وقعت في 6 فبراير، والتي ضربت سوريا المجاورة أيضا، في تشريد ما يربو على مليون شخص ومقتل عدد أكبر كثيرا من أحدث حصيلة رسمية بلغت 46 ألف شخص في كلا البلدين.
ودمرت الزلازل جنوب تركيا في ذروة فصل الشتاء الذي تقترب فيه البرودة أثناء الليل من درجة التجمد، مما جعل الكثير من خيام الطوارئ غير مناسبة للمشردين.
وغادر أكثر من مليوني شخص المنطقة التي كان يقطنها أكثر من 13 مليون نسمة.
وقال خبراء إن الزلازل كشفت عن هشاشة البنية التحتية لتركيا لأنها دمرت المباني الحديثة والقديمة، بما في ذلك مستشفيات ومساجد وكنائس ومدارس.
وقال نائب رئيس غرفة المهندسين المدنيين، نصرت سونا: “يستغرق الأمر شهورا لوضع مخططات للمدينة، من الخطأ الفادح تجاهل تلك الخطط”.
تكاليف إعادة الإعمار
أفاد تقرير لبنك “جيه.بي مورجان” الأميركي بأن فاتورة إعادة بناء المنازل وخطوط النقل والبنية التحتية تبلغ نحو 25 مليار دولار أو2.5 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.
وقدر تقرير آخر صادر عن اتحاد أرباب العمل في تركيا “توركونفيد” قيمة الخسائر التي لحقت بالمساكن بنحو 70.8 مليار دولار.
ويقول محللون إن التكاليف ربما تتجاوز التقديرات الأولية.