قرار تمديد المناورات الضخمة، الذي ردت عليه الجارة الشمالية بإطلاق وابل من القذائف والصواريخ على مدار اليومين الماضيين، أعلنه وزير الدفاع الكوري الجنوبي لي جونغ سوب، الذي يزور واشنطن، لحضور الاجتماع التشاوري الأمني بين البلدين.
وخلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأميركي لويد أوستن، ليل الخميس الجمعة، قال سوب إن الحليفين قررا تمديد التدريبات المستمرة منذ 12 يوما إلى السبت المقبل، ردا على استمرار الأعمال الاستفزازية لكوريا الشمالية.
ما هي “العاصفة اليقظة”؟
- مناورات دفاعية ضخمة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
- تشارك بها نحو 240 طائرة من البلدين وآلاف الجنود.
- تضم حاملات الطائرات الأميركية الأقوى “جيرالد آر فورد”.
- تهدف إلى تعزيز القدرات العملياتية والتكتيكية للبلدين، وفقا للبنتاغون الأميركي.
- أجريت التدريبات لأول مرة عام 2015.
- تم تعليقها في 2018 حيث حاولت سيؤول إصلاح العلاقات مع بيونغ يانغ.
- تتضمن سيناريوهات الإعداد لهجمات على مدار 24 ساعة.
- تقوم القوات الجوية خلالها بنحو 1600 طلعة جوية.
ووفق بيان سلاح الجو الأميركي، فإن القوات الجوية للبلدين “ستعمل جنبا إلى جنب مع الخدمات المشتركة لأداء مهام جوية رئيسية، مثل الدعم الجوي القريب والهواء المضاد الدفاعي والعمليات الجوية الطارئة على مدار 24 ساعة خلال فترة التدريبات”.
أضاف البيان أن “قوات الدعم على الأرض ستجري أيضًا تدريبات على إجراءات الدفاع عن قاعدتها، وقدرتها على البقاء في حال وقوع هجوم”.
كيف ردت كوريا الشمالية؟
أدانت كوريا الشمالية مرارا التدريبات ووصفتها بأنها “بروفة لغزو”، ودليل على أن واشنطن وسيؤول تتخذان موقفا عدائيا ضد بيونغ يانغ.
- حذرت من اتخاذها “إجراءات أكثر قوة”.
- اتهمت سول وواشنطن بتنفيذ استفزاز عسكري ضد نظامها الحاكم.
- أطلقت عدة صواريخ في البحر، الخميس، بينها صاروخ باليستي عابر للقارات فشل إطلاقه.
- أعقبها الجمعة، إطلاق نحو 80 قذيفة مدفعية على منطقة حدودية بحرية.
- أطلقت السبت 4 صواريخ باليستية قصيرة المدى في البحر.
- أطلقت نحو 23 صاروخا خلال اليومين الماضيين، بينها صاروخ سقط قرب المياه الإقليمية لكوريا الجنوبية.
- إجمالي الصواريخ التي أطلقتها هذا العام يزيد على 30 صاروخا.
- الصواريخ التي أطلقتها بيونغ يانغ تتضمن صواريخ كروز وصواريخ باليستية.
عدَّلت كوريا الشمالية قوانينها في سبتمبر الماضي، للسماح بتنفيذ ضربات نووية استباقية، مع إعلان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، أن وضع البلاد كقوة نووية “لا رجعة فيه”، وهو ما أدى إلى إنهاء المفاوضات بشأن برامجه للأسلحة المحظورة.
نشر جيش كوريا الجنوبية، الأربعاء، مقاطع فيديو توثق لحظات إطلاق مقاتلاته الحربية 3 صواريخ، ردا على إطلاق بيونغ يانغ صواريخ باليستية دفعت الكوريين الجنوبيين إلى الملاجئ.
وتعليقا على تمديد تلك التدريبات، قال مسؤول كوري شمالي كبير، الخميس، إن أميركا وكوريا الجنوبية ارتكبتا خطأ فادحا بقرار تمديد “عاصفة اليقظة” إلى ما بعد الجدول الزمني الأصلي، وبالتالي تدفع التوترات في المنطقة إلى مرحلة لا يمكن السيطرة عليها.
أضاف باك جونغ تشون، سكرتير اللجنة المركزية لحزب العمال الكوري الشمالي، في بيان أوردته وكالة الأنباء الكورية الشمالية، فور إعلان تمديد جدول التدريبات، أنه “خيار خطير للغاية وخاطئ”.
وتابع تشون: “سوف تتعرف أميركا وكوريا الجنوبية على الخطأ الفادح الذي ارتكباه”.
ماذا يقول الخبراء؟
معلقا، يقول الخبير العسكري الأميركي بيتر آليكسي، إن الصواريخ التي تطلقها كوريا الشمالية تدعو إلى القلق، بينما يئن العالم بالفعل تحت وطأة الحرب الأوكرانية، مشيرا إلى أنها بالتزامن مع تدريبات “هودجوك 22″، أصبحت منطقة المحيط الهادئ على صفيح ساخن، وهو أمر قد تتصاعد معه الأمور وينذر بخطر اندلاع حرب نووية إن أخطأ أحد الأطراف تقدير الموقف.
ويضيف لموقع “سكاي نيوز عربية”، أنه “رغم الاقتصاد الضعيف لبيونغ يانغ، وتهالك معداتها العسكرية من الدبابات على سبيل المثال؛ لكن لا يمكن التغافل عن قوتها العسكرية من ناحية قدراتها الصاروخية الباليستية المتطورة والتي تحولت معها إلى مصدر تهديد لجيرانها”.
ويردف: “المناورات العسكرية بين واشنطن وسول هي سنوية وقرار تمديدها هو بمثابة رفع سقف التحدي ضد كوريا الشمالية التي تطور تكنولوجيا الصواريخ، وتطلقها في استعراض للقوة حتى تحولت لقوة معادية لجيرانها لا يمكن التغاضي عنه، مثلما لا يمكن تجاهل تعاونها السري مع روسيا في حربها ضد أوكرانيا والغرب”.