وقال ستريمووسوف في حديث لوكالة نوفوستي الروسية: “إن موسكو هي الآن مركز التوقيت بالنسبة لمنطقة خيرسون“، مضيفا أن المنطقة ابتداء من العام الجاري لن تتحول إلى توقيت فصل الشتاء، كما كان عليه الحال في أوكرانيا.
كما أعلنت السلطات في منطقة خيرسون اعتمادها رمز (كود) الاتصال الهاتفي الدولي الروسي، وهو 7+، بدلا من الكود الأوكراني السابق.
وفي سياق الإجراءات والخطوات المتلاحقة هذه، أعلن نائب رئيس الإدارة المدنية-العسكرية لمنطقة خيرسون، أن حدود المنطقة مع المناطق الأوكرانية الخاضعة لكييف مغلقة لأسباب أمنية.
وكشف أنه من الممكن حاليا الذهاب من المنطقة إلى شبه جزيرة القرم ومن هناك إلى جمهوريتي دونباس، لوغانسك ودونيتسك، وهو ما عده مراقبون علامة على أن الروس بدأوا عمليا بربط مناطق سيطرتهم في شرق وجنوب أوكرانيا مع شبه جزيرة القرم، وهو ما يحقق أحد أهم أهداف الحملة العسكرية الروسية في أوكرانيا وفقهم.
ويرى المراقبون أن الزخم الذي تتم به سلسلة إجراءات تكريس الارتباط بين مقاطعة خيرسون وروسيا، تظهر أن هذه المنطقة قد تكون أولى المناطق التي تلتحق بالأراضي الروسية، بما يجعلها مثالا لبقية المناطق التي تسيطر عليها القوات الروسية والحليفة لها، كما هي الحال في إقليم دونباس الشرقي.
ويشير المراقبون إلى أن التركيز على اتخاذ قرارات إدارية تؤثر في حياة الناس اليومية ودقائقها، وتتعلق بتفاصيلها، مثل اعتماد التوقيت الروسي، تأتي بهدف خلق أمر واقع يصعب زحزحته، وهو ما سيقود، بحسب المراقبين، لرجحان كفة سيناريو التقسيم لأوكرانيا بين شطر موال لروسيا وقد ينضم لها رسميا، وشطر آخر موال للغرب.
وحول ذلك، يقول الخبير في الشؤون الروسية ومدير مركز الحوار الروسي العربي، مسلم شعيتو، من مدينة سانت بطرسبورغ، في لقاء مع سكاي نيوز عربية: “يبدو أن انضمام خيرسون بما تحظى به من رمزية وأهمية استراتيجية وعودتها للحضن الروسي بات تحصيل حاصل، فتوالي القرارات الصادرة فيها لجهة ربطها خدميا وإداريا بموسكو هو علامة قاطعة في هذا الاتجاه، وهو توجه يحظى بالدعم الشعبي الواسع من قبل سكان خيرسون وأبنائها”.
وبهذا المنحى، يضيف: “ربما تكون الخطوة القادمة هي العمل على قوننة وتأطير هذه الخطوات المتلاحقة على شكل تنظيم استفتاء شعبي مثلا لتقرير مصير المنطقة وانضمامها لروسيا. وفي هذا السياق، فإن هذه القرارات تمهد الأرضية لهذا السيناريو الذي سينسحب غالبا كذلك على مناطق أخرى مثل خاركيف في إقليم دونباس، ومناطق أخرى، مثل مدينة أوديسا“.
وكانت مدينة خيرسون، مركز المنطقة الاستراتيجية جنوبي البلاد، أول مدينة كبيرة تسقط في أيدي الجيش الروسي بعد إطلاق موسكو عمليتها العسكرية في أوكرانيا في 24 فبراير الماضي.
وتقع خيرسون في جنوب أوكرانيا، وتعتبر ميناء مهما ورئيسيا على البحر الأسود وعلى نهر دنيبرو، ويبلغ عدد سكانها نحو 300 ألف نسمة، وهي عاصمة مقاطعة خيرسون المتاخمة لشبه جزيرة القرم، التي سيطرت عليها روسيا عام 2014.
وتكمن أهميتها في كونها تقع على مصب نهر دنيبرو، وتطل على بحر آزوف من الجنوب الشرقي، والبحر الأسود من الجنوب الغربي، علاوة على أنها تشكل حلقة وصل بين شبه جزيرة القرم وإقليم دونباس شرقي أوكرانيا.
وتمتلك خيرسون أكبر ميناء في أوكرانيا لبناء السفن في البحر الأسود، وهي مركز رئيسي للشحن، وقد نمت المدينة بشكل مطرد خلال القرن التاسع عشر، بسبب الشحن وبناء السفن، وظلت مركزا رئيسيا لبناء السفن طوال القرن العشرين.