ووصف خبراء تحدثوا لموقع “سكاي نيوز عربية”، التخطيط لعملية إرهابية داخل ألمانيا بأنه “خطير وسيخلف تداعيات كارثية، كما سيدفع الحكومة لتغليظ الإجراءات ضد الإرهاب، وتشديد المراقبة وتتبع مصادر التمويل”.
داعش في قلب أوروبا
ويقول رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، جاسم محمد، إن الخلية المتهمة بالتخطيط للعملية الإرهابية، “تسللت مؤخرا إلى ألمانيا”.
ويضيف: “يبدو أنها دخلت إلى ألمانيا بتوجيه من تنظيم خراسان في أفغانستان، وما يثبت ذلك أنهم جميعهم من دول آسيا الوسطى، فهذا الترابط في الجنسيات يقول إن هناك خطة منظمة لعودة داعش إلى أوروبا”.
ويشير محمد إلى خطورة ما أعلن عنه التنظيم سابقا، بأنه “يستثمر الحرب في أوكرانيا للحصول على السلاح والخبرة والتدريب للانتقال إلى داخل أوروبا، لتنفيذ عمليات إرهابية”.
ويعتقد الخبير الأمني الأوروبي أن “الأخطر في الأمر هو أن دول آسيا الوسطى تعتبر المادة الصلبة في تنظيم خرسان، وهذا ما يدعم فكرة أن هذه الشبكة مرتبطة بتنظيم داعش“.
ويقول محمد إن “الخطوة التي قامت بها وزارة الداخلية الألمانية في تفكيك هذه الخلية، يعني أن برلين تقوم بتنفيذ إجراءات جيدة ضد التطرف في ألمانيا، بالتوازي مع التطرف اليميني، وأعتقد أن التحقيقات في هذه القضية ستكشف تفاصيل أكثر حول التطرف الديني في ألمانيا”.
منظمة إرهابية
واتهم مكتب المدعي العام الألماني المشتبه بهم والمنحدرين من طاجيكستان وقيرغيزستان وتركمنستان، بتأسيس منظمة إرهابية في يونيو من عام 2022، والتخطيط لشن هجمات إرهابية.
وأوضح الادعاء العام، الجمعة، في مدينة كارلسروه، أن “الرجال السبعة الذين تم القبض عليهم، يواجهون اتهاما بتأسيس منظمة إرهابية في ألمانيا، وبأنهم كانوا نشطاء بها”.
وقال إن الهدف هو “القيام بهجمات وفقا لمفهوم تنظيم داعش”، مشيرا في بيان إلى أنه “قبل فترة قصيرة من بدء الحرب في أوكرانيا، سافر هؤلاء الرجال معا إلى ألمانيا وشكلوا تنظيما إرهابيا”.
ووفق وزيرة الداخلية الألمانية، تم إحباط 21 هجوما من متشددين دينيين في ألمانيا منذ عام 2000.
تعزيز المواجهة الأمنية
وأكدت وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فيزر، الجمعة، على “ضرورة مواصلة الجهود من أجل تجفيف منابع مصادر تمويل الجماعات الإرهابية”.
ودعت فيزر إلى “اتخاذ إجراءات مستمرة من أجل تجفيف مصادر تمويل الجماعات الإرهابية”.
وقالت لصحيفة “راينيشه بوست” اليومية، في حوار نشر الجمعة: “من الأهمية بمكان استمرار حرمان (الإرهاب الإسلاموي) من مصادره المالية وأسس عمله”.
وتابعت: “هذا هو بالضبط النهج الذي سنستمر في اتباعه. وبقيامنا بذلك، سنواصل ضمان تنسيق العمل بشكل وثيق من جانب السلطات الأمنية الاتحادية وسلطات الولاية، ومع شركائنا الأوروبيين، مثل هولندا”.