ووفق خبراء، فإن تنظيم “ولاية خراسان- داعش” لا يقتصر هدفه من ذلك على صراعه مع طالبان، بل ويتعداه لتهديد دول آسيا الوسطى التي تنتشر فيها نفس العرقيات بتجنيد عناصر منها كخلايا نائمة.

وأثمرت الدعاية النشطة لداعش على وسائل التواصل الاجتماعي في تهييج غضب عرقيات الأوزبك والطاجيك والتركمان ضد طالبان التي تنتمي لعرقية البشتون بالتزامن مع زيادة عمليات فرع داعش المسمى بـ”داعش- خراسان”، حسب تقرير لمركز مكافحة التطرف (CEP) (منظمة غير ربحية).

ويشمل نطاق عمل “داعش- خراسان” منطقة خراسان أفغانستان وباكستان وبنغلاديش وآسيا الوسطى وتصل إلى سريلانكا وجزر المالديف.

وتركز الدعاية التي يتولاها عناصر من الأوزبك والطاجيك على أن طالبان لم تدرج الكثير من العرقيات في المناصب المهمة في الحكومة التي شكلتها سبتمبر الماضي.

واستغلت الدعاية كذلك اعتقال طالبان القائد الأوزبكي مخدوم محمد علم رباني، رئيس اللجنة العسكرية للحركة في محافظة “فارياب” شمال أفغانستان ذات الأغلبية من الأوزبك والتركمان، على الحدود مع تركمانستان، في يناير بتهمة ممارسة عمليات خطف قبل أن تفرج عنه الأسبوع الماضي تفاديا لمواجهات مسلحة بين الأوزبك وطالبان.

وتتشكل أفغانستان من عرقيات متنافسة؛ أكثرها ناتج عن تداخل حدودها مع دول بها هذه العرقيات، والعرق البشتوني أكثرها انتشارا بنسبة 42% من السكان، والطاجيكي 27%، والهزارة الشيعة 10%، والأوزبك 9%، فضلا عن عرقيات أخرى مثل التركمان والبلوش بمجموع 5%.

اليد العليا

نشر الجهاز الإعلامي لـ”ولاية خراسان- داعش” نشرات بلغات العرقيات في أفغانستان وآسيا الوسطى، منها في فبراير كتابات باللغة الأوزبكية تشوه طالبان بأن اتهمتها بالتبعية للصين وروسيا والولايات المتحدة وباكستان وتركيا، نظرا للعلاقات التي تنسجها الحركة مع هذه الدول بعد تشكيل الحكومة، كما أصدرت 15 تسجيلا صوتيا باللغة الأوزبكية.

وباللغة الطاجيكية أصدرت كتاب: “لماذا الجهاد واجب”، مصنفا طالبان ضمن الحركات “المرتدة”.

ويلفت الباحث في شؤون الجماعات الدينية، أحمد سلطان، إلى أنه رغم أن داعش يتبنى “الجهاد المعولم” فإن المسألة الطائفية تلعب ركيزة أساسية لتجنيد المقاتلين.

ويستفيد التنظيم الإرهابي من تعدد الإثنيات لكسب أنصار؛ لأن ليست له جذور كبيرة في أفغانستان، و”ولاية خراسان- داعش”مؤسسة على باكستانيين، بحسب سلطان.

وترى الباحثة الأفغانية فاطمة حكمت أن “داعش” يأمل باللعب بالورقة العرقية أن يكون له اليد العليا في أفغانستان وآسيا الوسطى التي تنتشر فيها كل عرقية في عدة دول.

كما تنبه إلى أن داعش يهدف لنزع الشرعية عن حكم طالبان بأن يصفها بأنها منظمة عرقية من البشتون وليست حركة إسلامية.

وفيما يخص مستقبل العمليات الإرهابية من وراء هذا، تقول فاطمة حكمت إن تجنيد عناصر أوزبك وطاجيك يساعد داعش في كسب خلايا نائمة يستهدف بها دول مثل أوزبكستان وطاجيكستان لتوسيع نفوذه، مشيرة إلى أن الأوزبك المنتمين لطالبان، مع تصاعد الصراع، ينضم بعضهم لداعش.

وظهر نشاط لمثل هذه الخلايا في عهد الحكومة الأفغانية السابقة، حيث أعلن الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني احتجاز عشرات من جمهوريات آسيا الوسطى مرتبطين بداعش.

كما انعكس دور الخلايا في زيادة عمليات داعش في مناطق بشمال أفغانستان يغلب عليها الأوزبك والطاجيك، ومنذ 15 أغسطس 2021 أعلن التنظيم مسؤوليته عن 5 هجمات في ولاية قندوز و4 في ولاية تخار.

skynewsarabia.com